لبنان على مفترق طرق: قراءة في استراتيجية المقاومة وتحديات المستقبل


الصورة الثانية مذبحة صبرا وشاتيلا بعد خروج المنظمة من بيروت وتسليم السلاح
فهل من مُذكر[/caption] بقلم: صقر درويش مقدمة: حدود ملتهبة ومستقبل غامض تحت وطأة التصعيد الإسرائيلي المتصاعد على امتداد حدودنا الجنوبية، تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة. لم يعد السؤال المطروح يتعلق بإمكانية نشوب الحرب، بل بتحديد اللحظة الحاسمة والظروف التي ستطلق شرارتها. يهدف هذا التحليل إلى تقديم رؤية متعمقة للمشهد الراهن في لبنان، مع تركيز خاص على استراتيجيات المقاومة، تحدياتها الداخلية والخارجية، وتأثيرات الأوضاع الإقليمية والدولية المتغيرة. أولًا: الاستفزازات الإسرائيلية: رسائل عدوانية وأهداف استراتيجية
- تكثيف الغارات الجوية: استهداف ممنهج للبنية التحتية والصمود: يواصل العدو الإسرائيلي شن غارات جوية مكثفة على بلدات وقرى الجنوب، مستهدفًا ليس فقط مواقع يُزعم أنها تابعة للمقاومة، بل أيضًا البنية التحتية المدنية ومحاولًا كسر إرادة الصمود لدى السكان.
سياسة الاغتيالات الانتقائية: محاولة لزعزعة القيادة الميدانية: لجأت إسرائيل بشكل متزايد إلى سياسة الاغتيالات الانتقائية منذ الهدنة غير الرسمية، مستهدفة قادة ميدانيين بارزين في حزب الله، في محاولة واضحة لتقويض قدراته العملياتية وإحداث فراغ في صفوفه.
انتهاكات متكررة للقرار 1701: تحدٍ سافر للمجتمع الدولي: يستمر الاحتلال في استهداف المناطق المدنية الآمنة مثل كفركلا وعيتا الشعب، في تجاهل تام لقرارات الأمم المتحدة، وعلى رأسها القرار 1701، وسط صمت دولي يثير علامات استفهام حول فعالية المؤسسات الدولية.
4. استراتيجية المقاومة: توازن الردع والصبر الحكيم • الصبر الاستراتيجي النشط: امتصاص الصدمات مع الحفاظ على الحق في الرد: تعتمد المقاومة، بقيادة حزب الله، استراتيجية "الصبر الاستراتيجي"، لكنها ليست صبرًا سلبيًا، بل هو صبر يهدف إلى امتصاص الصدمات وتحديد التوقيت المناسب للرد بما يحقق أكبر قدر من الردع ويخدم مصالح لبنان. وقد أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خطاباته الأخيرة على أن المقاومة لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك وأن الرد سيكون حتميًا ومناسبًا. • الجهوزية العسكرية المتصاعدة: تطوير القدرات النوعية: تعمل المقاومة باستمرار على تطوير قدراتها العسكرية النوعية، بما في ذلك احتمال استخدام أسلحة دقيقة ومُسيّرات متطورة قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي المحتلة. • 5.الحكومة اللبنانية في مهب الريح: ضغوط داخلية وخارجية • معضلة حصرية السلاح: تحديات داخلية وتأثيرات إقليمية: تواجه الحكومة اللبنانية ضغوطًا متزايدة، خاصة من الولايات المتحدة وإسرائيل، لفرض مبدأ "حصرية السلاح" بيد الدولة، وهو مطلب يرى فيه الكثيرون محاولة لإضعاف المقاومة في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية. هذا الملف يثير انقسامات داخلية عميقة ويعكس التأثيرات الإقليمية على الساحة اللبنانية. ثانيًا: موازين القوى الإقليمية: محور المقاومة في مواجهة التحديات
- إسرائيل: بين أوهام الردع وتصاعد المخاوف الأمنية:
- حزب الله: قوة إقليمية صاعدة ذات تأثير متزايد:
- الدعم الإيراني المتواصل: تعزيز القدرات وتغيير موازين القوى:
- الدور المتنامي لروسيا والصين: تحولات في النظام الدولي:
- الأزمة الاقتصادية الخانقة: تأثيرات اجتماعية وأمنية:
- الاستقطاب السياسي الحاد: شلل مؤسساتي وتأثير على القرارات الوطنية:
- تصعيد محدود يليه تهدئة: تكرار لدورات العنف؟ احتمال نشوب جولة جديدة من التصعيد العسكري المحدود على الحدود، تليها جهود وساطة دولية لإعادة الهدوء، دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.
حرب إقليمية واسعة النطاق: تداعيات كارثية على المنطقة: سيناريو ينطوي على خطر كبير، يتمثل في اندلاع حرب إقليمية تشمل أطرافًا متعددة، مما قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها.
تفاهمات مؤقتة بشروط جديدة: هل تتغير قواعد اللعبة؟ إمكانية التوصل إلى تفاهمات مؤقتة بين الأطراف المعنية، قد تتضمن شروطًا جديدة تفرضها التطورات الميدانية والسياسية.
على الصعيد الداخلي هنالك سؤال مهم جدا برسم المعنيين :هل سيذهب رئيس الحكومة نواف سلام الى اعادة سيناريو 5 ايار 2008 بأخذ قرارات مشؤومة تجعل لبنان ومؤسساته في مهب الريح .
خاتمة: لبنان والمقاومة: ثبات في وجه العواصف يبقى لبنان في قلب صراع إقليمي معقد، وتواجه المقاومة تحديات جمة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ومع ذلك، فإن الإيمان بالحق في الدفاع عن الأرض والسيادة يظل راسخًا. إن الحوار البناء يبقى ضروريًا، لكنه يجب أن يستند إلى احترام متبادل وتلبية الحقوق المشروعة للبنان وشعبه. المقاومة، بما تملكه من قوة وعزيمة، تقف سدًا منيعًا في وجه التهديدات، ومستعدة لمواجهة أي طارئ للحفاظ على كرامة الوطن وعزته.