لم تقرر أنه توجد إبادة جماعية في غزة، وتمت اقالتها

هآرتس 3/2/2025، يوسي ميلمان: الجريمة والعقاب: لم تقرر أنه توجد إبادة جماعية في غزة، وتمت اقالتها
على خلفية النقاش اليقظ الذي يتطور في اسرائيل وفي الخارج حول مسألة اذا كانت اسرائيل تنفذ ابادة جماعية في غزة، مهم قراءة اقوال اليس ندريتو، التي قبل شهرين كانت نائبة السكرتير العام للامم المتحدة، انطونيو غوتيريش، والمستشارة الخاصة لمنع الابادة الجماعية. “الجريمة” التي تمت معاقبتها واقالتها من منصبها بسببها هي رفضها لوصف الحرب في غزة كابادة جماعية.
“لقد ارادوا مني القول بأن اسرائيل نفذت ابادة جماعية، رغم أنهم يعرفون أنني لست محكمة، وأن المحكمة فقط يمكنها التقرير اذا كانت هناك ابادة جماعية”، قالت ندريتو للمجلة الاسبوعية في نيويورك “اير ميل”. قصدها بـ “هم” هو غوتيريش وكبار الموظفين في الامم المتحدة الذين قرروا عدم تجديد عقدها.
موقفها يناقض ايضا الادعاءات التي نشرها عدد من المؤرخين في السنة الاخيرة. مثلا عومر بارتوف، المؤرخ الاسرائيلي – الامريكي في جامعة براون في الولايات المتحدة، المتخصص في تاريخ الكارثة والابادة الجماعية، قال عدة مرات بأن اسرائيل تنفذ ابادة جماعية في غزة.
دانييل بيلتمان، المؤرخ في الجامعة العبرية في القدس له موقف مشابه. منذ فترة قصيرة نشر هو وزميله عاموس غولدبرغ مقال بعنوان ” ما يحدث في غزة ليس اوشفيتس وبحق، لكنه من نفس العائلة – جريمة ابادة شعب” (“هآرتس”، 16/1). من الجدير الاشارة الى أن بيلتمان عمل لسنوات في خدمة بولندا، وفي 2018 كان المؤرخ لمتحف غيتو وارسو. وقد أيد موقف الحكومة اليمينية في بولندا، التي قبل بضع سنوات اجازت قانون يقيد الدعاوى لاعادة ممتلكات اليهود اليهم، ويهدد بمعاقبة كل من يقول بأنه كان هناك بولنديون قتلوا اليهود.
مؤرخ آخر عبر عن موقفه في هذه القضية هو بني موريس. في يوم الجمعة الماضي نشر موريس في “هآرتس” مقال بعنوان “حتى الآن لا توجد ابادة جماعية، لكنها في الطريق”. موريس يعتبر شخص مختلف عليه في اوساط الجمهور في اسرائيل، لا سيما على خلفية تغير مواقفه وانتقاله من موقف متطرف الى آخر. في بداية طريقه اثار غضب اليمين الوسط عندما كتب عن ولادة قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووصف عمليات الطرد وجرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل في حرب الاستقلال.
بعد بضع سنوات بدأ موريس في طرح مواقف معاكسة. فقد أيد الترانسفير وكرر مواقف مئير كهانا ورحبعام زئيفي، وحتى أعرب عن الاسف لأن رئيس الوزراء ووزير الدفاع في حينه، دافيد بن غوريون، لم يطرد معظم العرب من اسرائيل اثناء حرب الاستقلال. قبل 15 سنة، مرة اخرى في الفترة الاخيرة (“هآرتس”، 27 حزيران 2024) طلب موريس استخدام السلاح غير التقليدي ضد ايران. في المقال الاخير الذي نشره تلوى موريس وكتب بأن “اسرائيل لا تقوم بتنفيذ ابادة جماعية في غزة… هذه ليست سياسة”. ولكنه حذر ايضا من أن “الابادة الجماعية ربما هي في الطريق”.
موقف ندريتو لا يقل ترسخا عن موقف المؤرخين، ووظائفها في السنة الاخيرة تؤهلها لابداء رأيها بدون تحيز سياسي. لقد خدمت في عدد من الوظائف العامة في كينيا، وضمن ذلك ترأست هناك اللجنة الوطنية لحقوق الانسان. وقد كانت ايضا مدربة في معهد اوشفيتس لمنع الابادة الجماعية والفظائع وشاركت في السيمنار العالمي على اسم رفائيل ليمكين (رجل القانون اليهودي الذي قام بصك مفهوم الابادة الجماعية وساهم في وضع ميثاق الامم المتحدة حول منع الابادة الجماعية من العام 1948).
البيان الذي نشرته بعد اسبوع على 7 اكتوبر 2023، الذي لسبب ما لم يحصل على الصدى الذي يستحقه في اسرائيل، دعت فيه ندريتو الى اعادة جميع المخطوفين ووقف اطلاق النار في غزة. وقد وصفت ايضا اعمال القتل التي نفذتها حماس في اسرائيل. وعشية نشر بيانها حصلت على بيانات ادانة، مجهولة وعلنية، من منظمات حقوق انسان ومن اصدقائها في مقر الامم المتحدة. “منذ تلك اللحظة اصبحت عدوة”، قالت في المقابلة. خلال سنة تعرضت للاهانة والتنكيل. وحسب قولها فان هذا السبب في قرار غوتريريش عدم تجديد عقدها (المتحدث بلسان الامم المتحدة نفى هذا الادعاء). وقد اشارت الى أن القرار تم اتخاذه رغم أنها حذرت من أن عمليات الجيش الاسرائيلي يمكن أن تؤدي الى فتح ملفات تحقيق في ارتكاب فظائع.
حسب قولها فان الدليل على النظرة المميزة للامم المتحدة تجاه اسرائيل هو أن “ذلك لم يحدث في أي يوم في أي حرب، سواء في اوكرانيا أو السودان أو الكونغو أو مينمار. التركيز دائما كان على اسرائيل”. وحسب رأيها فانه “في غزة كانت حرب. الفلسطينيون قتلوا الاسرائيليين وبالعكس. يجب التعامل مع هذه الحرب مثلما هي الحال مع كل الحروب الاخرى. في حروب اخرى نحن لا نسارع الى تبني موقف أحد الاطراف ونواصل هذا الخط مرة تلو الاخرى. عندما نقوم بادانة طرف واحد فقط فنحن نفقد كليا الجوهر الذي من اجله انشئت الامم المتحدة”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-03 13:56:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>