ماذا سيكون مصير إسرائيل إذا أطلقت إيران مئات المسيرات والصواريخ الباليستية في هجوم متزامن؟

موقع الدفاع العربي – 16 يونيو 2025: نشرت إسرائيل في الساعات الأخيرة صورًا قالت إنها توثق لحظة اعتراض دفاعاتها الجوية لمسيّرات إيرانية. ولم تُحدّد السلطات الإسرائيلية موقع هذه الاعتراضات، لكنّها أكدت أن الصور تُظهر نجاح المنظومات الدفاعية في التصدي لطائرات مسيّرة إيرانية، تم رصدها في وقت سابق.

يأتي ذلك تزامنًا مع انطلاق صفارات الإنذار في منطقة إصبع الجليل شمالي البلاد، وسط أنباء عن تحليق مسيّرتين إيرانيتين، ما يرجح احتمال ارتباط الصور بذلك الحادث، رغم غياب التأكيد الرسمي حتى الآن.

وفي سياق متصل، تستمر التهديدات الإيرانية بردّ قاسٍ على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، إذ توعّدت طهران بردّ “لا يُبقي ولا يذر”، وسط تساؤلات حول فعالية خياراتها العسكرية في ظل تفوّق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي أن الضربة الإيرانية السابقة، التي حملت اسم “الوعد الصادق”، تضمنت إطلاق عدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، بعضها دون رؤوس متفجرة، أو بأوزان تفجيرية محدودة، ما حدّ من قدرتها التدميرية. وفي ظل اعتراض أكثر من 100 طائرة مسيّرة إيرانية حتى الآن، يبدو أن فاعلية هذا الأسلوب محدودة.

ومع تصاعد وتيرة العمليات، يرجّح الخبير أن تلجأ إيران إلى ما يُعرف بـ”إغراق الدفاعات الجوية” (Saturation)، أي إطلاق موجات متزامنة من المسيّرات والصواريخ – وخصوصًا الباليستية وفرط الصوتية – بهدف إرباك المنظومات الدفاعية مثل “القبة الحديدية”، و”مقلاع داوود”، و”حيتس-2” و”حيتس-3″، وحتى المنظومات الأمريكية مثل “باتريوت” و”ثاد”. حيث تتمتع هذه الأنظمة بقدرات فنية متقدمة لاعتراض عدد كبير من الأهداف في آنٍ واحد.

وقال: “ومع ذلك، عندما تتكدس في الأجواء مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، تزداد فرص اختراق بعضها للدفاعات والوصول إلى أهدافها بنجاح.”

وشدد على أن نجاح إيران في إحداث خسائر بشرية ومادية فادحة داخل إسرائيل قد يُحدث انعطافة في مسار الحرب، نظرًا لحساسية المجتمع الإسرائيلي تجاه الخسائر البشرية. غير أن فشل ذلك قد يُتيح لإسرائيل مواصلة استراتيجيتها القائمة على “الضربات المتتابعة”، والتي تهدف إلى إضعاف القدرات الإيرانية عبر موجات متعاقبة من القصف الجوي.

وتشير المعلومات الميدانية إلى أن إسرائيل استخدمت قنابل “GBU-28” الخارقة للتحصينات بوزن 5,000 رطل، والمزودة بأنظمة توجيه متقدمة من نوع JDAM، إضافة إلى صواريخ “سبايس” وقنابل “M117″، وربما ذخائر أمريكية أخرى. ويُحتمل أن يكون التفوق الجوي الإسرائيلي في الأجواء الإيرانية قد بدأ يتكرّس، وإن لم يصل بعد إلى مستوى “السيادة الجوية” الكاملة.