مانشيت إيران: دراسة المقترح الأميركي.. الكرة في ملعب طهران؟

ماذا الذي جاءت به الصحف الإيرانية داخليًا وخارجيًا؟

“آرمان ملي” الإصلاحية: اتحاد إقليمي مقابل وقف التخصيب؟

“اسكناس” الاقتصادية: نصب الفخاخ بأسلوب الوكالة الدولية

“اعتماد” الإصلاحية تناقش في مقابلات مع خبراء: دبلوماسية الضغط

“ابرار” الإصلاحية: جواب إيران الحاسم ضد الإجراء الأوروبي غير الناضج

“عصر ايرانيان” الأصولية: لعبة الوكالة الدولية والولايات المتحدة المشتركة

“كيهان” الأصولية: سيرك واشنطن واوروبا والوكالة الدولية التكراري

أبرز التحليلات الواردة في الصحف الإيرانية لليوم الاثنين 2 حزيران/ يونيو 2025

تناول محلّل الشؤون الدولية مرتضى مكي تعقيدات المقترحات المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي، خاصة مسألة التخصيب.

وفي افتتاحية صحيفة “آرمان ملي” الاصلاحية، أضاف الكاتب أنّ الأميركيين قدّموا مؤخّرًا اقتراحًا ليس جديدًا بالكامل، ويتقاطع مع ما طرحه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي سابقًا، يتمثّل بتشكيل تحالف إقليمي (بمشاركة دول عربية والولايات المتحدة) لمراقبة ومشاركة الأنشطة النووية الإيرانية السلمية.

واعتبر مكي أنّ هذا الاقتراح، وفق وجهة النظر الإيرانية، يضمن الشفافية ويمنح الثقة بأن لا ينحرف البرنامج نحو الاستخدام العسكري، مع الحفاظ على حق إيران في التخصيب، في حين سعى الأميركيون إلى تفكيك مشروع التخصيب الإيراني أو وقفه، وهو ما ترفضه طهران بشدة.

وأشار مكي إلى تقرير الوكالة الذي تحدث عن تجاوز إيران عتبة 400 كلغ من اليورانيوم المخصّب، وهي كمية تكفي لصناعة عشر قنابل نووية، بالإضافة إلى عدم رد طهران بشكل كافٍ على استفسارات بشأن مواقع نووية مشبوهة.

وختم الكاتب بأنّ تقرير الوكالة – إلى جانب ضغط الحكومات الأوروبية – يمهّد لتفعيل آلية الزناد، وأنّ أي اتفاق وشيك بين واشنطن وطهران قد يُعلّق هذه الإجراءات مؤقتًا، إلا أنه في حال فشل المفاوضات، ستنضم الولايات المتحدة إلى التحرّك الأوروبي ضد إيران، مما يزيد من تعقيد المشهد النووي خلال الأسابيع القادمة.

في ذات السياق، تحدث الكاتب الإيراني علي وديع عن استمرار المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة رغم تعرّجارها ، حيث تُنقل المقترحات الأميركية إلى طهران عبر سلطنة عمان، وسط تسريبات تدلّ على رغبة واشنطن في تقديم “عرض دقيق وقابل للموافقة”، يشمل نقل خطوط التخصيب الإيراني إلى دولة ثالثة، مع الإبقاء على حق التخصيب بشرط تجميد عمل أجهزة الطرد المركزي مؤقّتًا.

وفي مقال له في صحيفة “اعتماد” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ إيران ترفض التخلّي عن تقنيّتها النووية السلمية، حيث تعهّد عراقتشي بالرد على أي مقترح وفق “المصالح الوطنية وحقوق الشعب الإيراني”.

ولفت وديع إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبدلًا من لعب دور الإطفائي، أصبحت تساهم في تأجيج الأزمة عبر تقارير تتّهم إيران بزيادة مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 50% خلال الأشهر الأخيرة، وبتنفيذ أنشطة غير معلنة في مواقع قيد التحقيق، وهو ما وصفته إيران بأنه “اتهامات ذات دوافع سياسية”.

وبرأي الكاتب فإنً هذا التقرير يمنح الولايات المتحدة وأوروبا ذريعة لتوجيه اتهامات بانتهاك معاهدة عدم الانتشار ضد إيران، ويمهّد لإمكانية إصدار قرار من مجلس محافظي الوكالة قد ينتهي بإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، وصولًا إلى تفعيل آليّة “الزناد”.

ونوّه وديع إلى أن الترويكا الأوروبية التي طالما دعت إلى الدبلوماسية أصبحت اليوم تتحرك في ميدان خصوم الحوار، حيث تسعى لتحقيق إنجاز في الملف الإيراني في ظل ضغوط الحرب الأوكرانية وفقدان الاستقلال الأوروبي في السياسات الدولية، بينما تستغل إسرائيل هذا الوضع لتعزيز التوتر عبر بروكسل.

وقال الكاتب إنّ ما يُوصف بـ”لعب النار في مستودع اليورانيوم” من جانب الوكالة والغرب قد لا يُثمر إلا عن سيناريوهات تصعيدية، رغم احتمالية أن يكون الهدف الحقيقي توفير أوراق ضغط إضافية لواشنطن، في حين تصرً طهران على اعتماد دبلوماسية مبنيّة على “عقيدة التوازن”، تستند إلى النزعة القومية النووية.

وختم وديع بأنّ هذه العقيدة المستندة أيضًا إلى مبدأ الواقعية في العلاقات الدولية، تسعى إلى الحفاظ على التوازن ومنع هيمنة أي قوة منفردة، مشدّدًا على أنّ إيران لا تزال متمسّكةً بنهجها.

بدوره رأى الكاتب الإيراني مصطفی فروغی أنّ الاقتراح الأميركي الذي يتضمّن وقف تخصيب اليورانيوم داخل البلاد وإنشاء كونسورتيوم إقليمي يضم إيران والدول العربية لتزويد طهران باحتياجاتها من اليورانيوم هو مقترح يثير تساؤلات عن مصير منشآت بوشهر وفردو ونطنز التي استثمرت فيها إيران مبالغ طائلة.

وفي مقال له في صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنّ استمرار واشنطن في استخدام سیاست “العصا والجزرة” ضد طهران يُعدُّ أمرًا مقلقًا، خاصة في ظل تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير المنشآت النووية من جهة، وتصريحاته عن رغبته في اتفاق بلا حرب من جهة أخرى.

وحذّر فروعي من تناغم مواقف الولايات المتحدة، الترويكا الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية في التمهيد لتفعيل آليّة الزناد ضد إيران.

وذكًر الكاتب بأنّ إسرائيل تلعب خلف الكواليس لمنع أي اتفاق، بينما اكتفى ترامب حتى الآن برفض الحرب، منوّهًا إلى أنّ يوم 18 آب/ أغسطس سيكون موعدًا حاسمًا، إذ ستفعّل فيه الدول الأوروبية الثلاث آلية الزناد، مما يعزّز الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران ويزيد من قلق الشارع الإيراني.

ولاحظ فروغي أنّ الولايات المتحدة قدّمت للمرة الأولى مقترحًا مكتوبًا لطهران، مؤكدًا أنّ إيران ستقدّم اقتراحًا مضادًا يتضمّن تشكيل كونسورتيوم ثلاثيًا يسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة منخفضة وإرسال اليورانيوم المُخصّب لأغراض سلمية إلى دول عربية.

وختم الكاتب بأنّ تقرير الوكالة الدولية الذي يفيد بامتلاك إيران ما يكفي من اليورانيوم لصناعة قرابة عشر قنابل نووية، يُبرز خطورة الوضع، مشدّدًا على أنّ كلفة التفاهم أقل بكثير من كلفة الحرب أو استمرار العقوبات.