ما الذي أسقط المقاتلة الأوكرانية سو-27: إف-16 أوكرانية أم طائرة مسيّرة روسية؟

إحدى الروايات ترجّح أن الحادث نجم عن محاولة اعتراض فاشلة؛ حيث كانت سو-27 تتصدى لطائرة مسيّرة روسية من طراز جيران-2 (المعروفة دولياً باسم شاهد-136)، عندما اصطدمت بها أو تعرّضت لإصابة خلال الاشتباك. وتدعم المقاطع المتداولة فرضية التدمير الجوي، وإن لم تُظهر أي دليل واضح على الاصطدام بالطائرة المسيّرة. رواية أخرى، أكثر إثارة، تفيد بوقوع نيران صديقة. وتزعم مصادر علنية ووسائل إعلام غير رسمية أن مقاتلة إف-16 أوكرانية، كانت في نفس المهمة لاعتراض المسيّرات الروسية، قد استهدفت سو-27 بالخطأ، معتقدةً أنها طائرة معادية. وتشير هذه الرواية إلى أن الطيار أخطأ في التمييز بين سو-27 ذات المحركين الكبيرين وطائرة جيران-2 الانتحارية الصغيرة الحجم. أوليغ بيتريـنكو، قائد في اللواء الأوكراني الثالث للهجوم المنفصل، علّق بشكل مبهم على الحادث، مشيراً إلى “عامل بشري” ومشيداً في الوقت ذاته بأداء الطيار. وقال في ظهور تلفزيوني: “حدث أمر لم يكن يجب أن يحدث. لن أدخل في التفاصيل.” تجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا أصبحت تعتمد بشكل متزايد على المقاتلات لاعتراض طائرات جيران-2 نتيجة النقص الحاد في منظومات الدفاع الجوي الأرضي. وتطلق روسيا هذه المسيّرات في موجات مكثفة يصعب على الدفاعات التقليدية التصدي لها، ما يضطر الطيارين إلى الاشتباك معها على ارتفاعات وسرعات تنطوي على مخاطر. وجدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي مراراً مناشدته لحلفائه الغربيين من أجل تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي إضافية، مثل باتريوت وNASAMS، إلا أن وتيرة الإمداد لا تزال بطيئة ومحدودة. تحقيق رسمي جارٍ حالياً، لكن حتى إعلان نتائجه، ستظل الأسباب—سواء خلل فني، أو تصادم مع طائرة مسيّرة، أو خطأ من مقاتلة F-16 أوكرانية—محلّ غموض وتكهنات.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top