ما الذي خرج من سموتريتش في نهاية المطاف

هآرتس 25/4/2025، رفيت هيخت: ما الذي خرج من سموتريتش في نهاية المطاف
بعد ظهوره على المنصة، وبعد نشاطات حركة “ريغفيم”، ومعارضة الانفصال، التي حتى أدت الى اعتقاله من قبل الشباك، فان سموتريتش اعتبر وعد قيادي بارز في صفوف اليمين، وفي السياسة في إسرائيل بشكل عام. كثيرون تأثروا من حدة نظرته والطاقات النابليونية التي دفعته الى تمرد قوي ضد قيادة المستوطنين القديمة.
منذ الوقت الذي خرج فيه من اقبية الشباك ادرك سموتريتش درسا هاما وهو أن عملية ناجعة لتغيير الواقع واخضاعها للمؤشر المتطرف في اليمين الاستيطاني، تقتضي أن تكون من داخل المنظومة نفسها، أي من داخل رموز الشيفرة الرسمية للدولة. قبل انتخابه بفترة طويلة ذهب واستمع الى افضل عقول منظومة القضاء – من دوريت بينيش وحتى روت غافيزون – من اجل دراسة الطيف الليبرالي في جهاز القضاء كمرحلة مسبقة في خطة اسقاطه. وقد مهدت فترة عمله الناجحة في وزارة المواصلات طريقه الى قلب التيار السائد، الذي تبنى بدوره فكرة التهجير والقتل الجماعي للابرياء، التي كان سموتريتش يدافع عنها منذ فترة طويلة.
التطور غير الناجح لهذه العملية يظهر بوضوح الآن: العداء المزمن لعائلات المخطوفين، تهديد يتم اطلاقه بمهارة رجل الكاوبوي في الرسوم المتحركة، الاحتجاج الصبياني مثل “الذهاب الى المرحاض” احتجاجا على مشاركة رئيس الشباك في اجتماع لمجلس الوزراء. في هذا الأسبوع جاء دور رئيس الاركان أيال زمير “الهجومي” الذي اختارته الحكومة كرد فعل مضاد على هرتسي هليفي “المتراخي”. لقد أصبحت الصيغة الثابتة هي جملة “اذا لم تفعل أي شيء فسنقوم باستبدالك”. هذه بالفعل عبارة مبتذلة تصاحب سموتريتش في نقاشاته مع المسؤولين في العالم الحقيقي خارج فقاعة كدوميم – بيت ايل. الرياح الثورية التي تهز البيت لا تأتي من سموتريتش، بل تأتي من بنيامين نتنياهو الذي يريد مكانة الديكتاتور.
لقد اصبح بالامكان القول بأنه في امتحان حياته كسياسي وزعيم فان سموتريتش لم ينجح في التغلب على الأساس الفوضوي الاصيل الذي يوجد فيه. التواجد الطويل تحت نسبة الحسم في الاستطلاعات يدل على أن حلم قيادة اليمين، الذي قبل الانتخابات الأخيرة كان يظهر كتطور محتمل، هو جيال جامح.
يجب عدم تقليل اضراره الكثيرة. فالى جانب منصبه في وزارة الدفاع كوزير للمستوطنين، هو من بين المسؤولين عن أن الحرب لم تنته حتى الآن وعن أن المخطوفين يواصلون كونهم مهملين. محظور الاستخفاف أيضا باحتمالية حلم الاستيطان في غزة، الذي ينوي سموتريتش القيام به بواسطة فرض حكم عسكري في القطاع كخطوة سابقة. في الائتلاف هو يعتبر شخص مقدر، وخلافا لايتمار بن غفير هو يعتبر شريك، الذي موقفه يتم اخذه بجدية. ولكن لمكانته الحالية في الحكومة، ولمكانته العامة وتأثيره على الواقع، لا توجد أي علاقة منذ فترة طويلة بالقيمة السوقية الحقيقية له. سموتريتش هو مثل السهم الذي له قيمة محددة ومضخمة، الممنوع من التنافس في السوق الحرة، لذلك فان وزنه الثابت في مؤشر متخذي القرارات ليس له أي علاقة بقيمته الحقيقية.
الأقسام الليبرالية في الصهيونية الدينية تكرهه وتمقته لأنه يمثل في نظرها السيطرة المتطرفة والحريدية القومية التي حولتهم الى منفيين في قطاعهم. رجال الدولة يجدون صعوبة في ابتلاع هجماته الشرسة على رؤساء المؤسسة الأمنية. ويبدو أن اليمين الثوري لديه مرشح افضل في الطريق وهو عوفر فنتر، الذي خلافا لسموتريتش ليس له فم كبير “فقط”، بل هو يتمتع أيضا بتجربة في ساحة المعركة.
الفجوة بين قوة سموتريتش ووزنه الحقيقي هي من أكثر التعبيرات على الشذوذ العام هنا. سموتريتش يهدد ويصرخ في وجه رئيس الأركان، رغم أنه يتذبذب حول نسبة الحسم ويمثل اقلية متطرفة حتى في داخل مجتمع لديه مشاعر يمينية، مثل أجزاء كثيرة في الحكومة. المشكلة هي أن هذا الشذوذ يطلق عليه الآن اسم “الحياة في إسرائيل”.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-04-25 15:15:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO