beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "ما مدى قوة صاروخ CM-400AKG الصيني الذي دمّر أنظمة الدفاع الجوي الهندية إس-400؟" بالتفصيل.
صاروخ CM-400AKG الصيني يغيّر قواعد اللعبة في تحدٍ جديد يواجه أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة.
موقع الدفاع العربي 20 مايو 2025: في تطور قد يشكل نقطة تحول في توازنات الردع الجوي، كشفت تقارير صينية رسمية عن أول استخدام قتالي لما يُعتقد أنه صاروخ فرط صوتي صيني من طراز CM-400AKG، والذي أطلقته باكستان من مقاتلة JF-17 Thunder ضد منظومة الدفاع الجوي الهندية المتقدمة S-400 Triumph، روسية الصنع. وإذا تأكدت صحة هذه المعلومات، فإن ذلك يُمثل ضربة موجعة لمكانة منظومات الدفاع الجوي المتقدمة، ويوجه الأنظار نحو الجيل الجديد من الأسلحة الصينية التي باتت تدخل الخدمة الفعلية في ساحات القتال.
الصاروخ، الذي تطوره “شركة علوم وصناعة الفضاء الصينية” المملوكة للدولة، يُصنف ضمن فئة الذخائر ذات السرعة الفائقة، إذ تتجاوز سرعته 5 ماخ، ويبلغ مداه العملياتي نحو 250 كيلومتراً. ورغم تصنيفه أحياناً ضمن الأسلحة الفرط صوتية، إلا أن خصائصه الأقرب هي لصاروخ شبه باليستي، بفضل مساره العالي والانقضاض الحاد في مرحلته النهائية، وهو تصميم يتيح له التغلب على الرادارات ومنظومات الاعتراض الحديثة.
ويُعد استهداف منظومة S-400، أحد أكثر الأنظمة الدفاعية تطوراً وانتشاراً عالمياً، أمراً بالغ الأهمية، إذ تم تصميم هذه المنظومة لاعتراض الطائرات المقاتلة، والطائرات دون طيار، والصواريخ الباليستية، بمدى اشتباك يصل إلى 400 كيلومتر ومدى رصد يتجاوز 600 كيلومتر. وقد اختارتها دول بارزة كالصين وتركيا رغم الضغوط الجيوسياسية المصاحبة. لكن إذا ثبت بالفعل نجاح صاروخ صيني في تحييد هذا النظام، فإن التداعيات لن تقتصر على جنوب آسيا، بل ستتردد أصداؤها في مراكز صنع القرار في العواصم الغربية.
صاروخ CM-400AKG ليس مجرد تطوير في السرعة أو المدى، بل هو تمثيل لتكتيك جديد في الهجمات الجوية عالية الدقة. فهو مزوّد بمحرك يعمل بالوقود الصلب، ويُحلق على ارتفاع عالٍ قبل أن ينقض بشكل شبه عمودي على هدفه بسرعة هائلة، ما يجعل اعتراضه أمراً بالغ الصعوبة. كما أن توجيهه يجمع بين القصور الذاتي وتحديثات عبر GPS، مع خيار استخدام باحث راداري نشط أو باحث تصويري بالأشعة تحت الحمراء، ما يمنحه مرونة عالية في استهداف الأهداف المحصنة أو المتحركة.
من جانبها، تبرز مقاتلة JF-17 Thunder كمنصة إطلاق مثيرة للاهتمام، فهي مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع، طُوّرت بشكل مشترك بين الصين وباكستان، وتمتاز بتكلفة منخفضة نسبياً مقارنة بمثيلاتها الغربية، وقدرات إلكترونية متقدمة، خصوصاً في نسختها Block III المزودة برادار AESA وتسليح متنوع يشمل صواريخ بعيدة المدى، منها PL-15 وCM-400AKG. استخدام هذه المنصة في ضربة من هذا النوع يعكس تحولاً في مفهوم القوة الجوية من الاعتماد على الطائرات الثقيلة إلى مقاتلات مرنة قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة بأسلحة استراتيجية.
وبينما تستثمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في منظومات مثل Patriot وAegis وTHAAD وNGI، فإن نجاح محتمل لصاروخ صيني منخفض التكلفة في تدمير إحدى أقوى منظومات الدفاع الجوي الروسية يُمثل تحدياً مفاجئاً لموثوقية الدفاعات الجوية في مواجهة التهديدات القادمة من الشرق. فالصواريخ الفرط صوتية، سواء كانت صينية أو روسية، باتت تطرح معضلة حقيقية أمام مفاهيم الاعتراض التقليدي، وهو ما يعيد فتح النقاش حول جدوى مليارات الدولارات التي تُنفق سنوياً على نظم الدفاع الجوي الحالية.
في الجانب الاستراتيجي، فإن نجاح CM-400AKG ـ إن تأكد ـ سيعزز مكانة الصين كمُصدّر رئيسي للتكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وسيزيد من جاذبية ترسانتها الصاروخية لدى الدول الباحثة عن حلول هجومية قادرة على ردع الخصوم دون امتلاك تفوق جوي شامل. ومن شأن ذلك تسريع انتشار هذا النوع من الصواريخ، وزيادة التحديات التي تواجه أصول حلف الناتو والقوات الأميركية في آسيا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ.
ختاماً، فإن ما يحدث حالياً قد لا يكون مجرد حادثة عملياتية معزولة، بل مؤشر واضح على تغير في قواعد اللعبة العسكرية. صعود الصين كمطور ومُصدّر لأنظمة فرط صوتية، وتوظيفها من قبل دول في صراعات إقليمية، يفتح الباب أمام سباق تسلح جديد لا يقتصر على من يمتلك القوة، بل من يستطيع تجاوز دفاعات الآخر بسرعة تفوق القدرة على الرد.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
Twitter
GOOGLE NEWS
tiktok
Facebook
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-20 08:33:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل