اشترك في :

قناة واتس اب
عين على العدو

مستقبل المنطقة في لقاء واحد

يديعوت احرونوت – آيهار أكل– 4/2/2025 مستقبل المنطقة في لقاء واحد

يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الليلة في الغرفة البيضوية ثنائيا مع زعيم الدولة الأقوى في العالم. لعل هذا هو اللقاء الأكثر مصيرية بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس امريكي يصممان فيه بكل معنى الكلمة وجه الشرق الأوسط بعد حرب طويلة وقاسية غير وجه المنطقة كلها.

في اثناء زيارته الى الولايات المتحدة يلتقي نتنياهو مع محافل أخرى في الإدارة الامريكية كوزير الدفاع، مستشار الامن القومي وبالطبع المبعوث الخاص الى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف الذي التقاه امس. في مبادرة ويتكوف ترامب سيشاهد شريط فظاعة 7 أكتوبر قبل اللقاء مع نتنياهو.

التهديد الإيراني

الموضوع الأول والأكثر الحاحا لرئيس الوزراء هو النووي الإيراني. سيحاول نتنياهو اقناع ترامب في أنه في سلم الأولويات في الشرق الأوسط – مفضل وصحيح البدء بمعالجة التهديد الإيراني. هذا يستوي بالنظرة الإسرائيلية مع مصالح حلفاء آخرين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية. فمعالجة التهديد الإيراني في رأس سلم الأولويات سيعطي زمنا باهظا في الرؤية الإسرائيلية لمعالجة غزة واليوم التالي. ترامب يرى في ايران دولة خطيرة لكن يحتمل أن يمتنع عن عملية عسكرية ويفضل فرض عقوبات عليها. في إسرائيل يريدون أن يروا هذه العقوبات مع خيار عسكري مصداق – خيار كان ينقص في ولايته الأولى. من جهة أخرى من غير المستبعد ان يفضل ترامب ان تعالج إسرائيل التهديد الإيراني وسيكون مستعدا لان يوفر لها السلاح والعتاد الذي تحتاجه. منطق ترامب هو أنه لن يبدأ حروبا بل فقط أن ينهيها – لكن ان يساعد إسرائيل على القيام بهذا العمل القذر هو شيء ما يمكنه أن يحل هذا التناقض. نتنياهو سيشدد على أن معالجة جذرية لإيران ستسهل لاحقا على إدارة ترامب خلق أثر دومينو لتطبيع يضم ليس فقط السعودية بل وأيضا دولا إسلامية وعربية أخرى، مثل اندونيسيا، ماليزيا، سوريا، لبنان، الكويت وعُمان.

الرياض تنتظر

الرئيس ترامب مصمم على مواصلة المهمة التي بدأها في ولايته الأولى في شكل اتفاقات إبراهيم وتحقيق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. ويرى في تطبيع العلاقات بين الدولتين كمفتاح لجائزة نوبل. الطريق الى الرياض مليئة بالتحديات. من جهة، علم في الماضي بان السعودية ستشترط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بمسار سياسي ما للفلسطينيين وكذا وقف الحرب في غزة. اما اذا فضل ترامب ان يبدأ بالذات مع السعودية وليس مع ايران، فمن شأن هذا ان يضع حكومة نتنياهو في اختبار وجودي إذ ان محافل في الائتلاف مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعارض كل إمكانية لوقف الحرب ومسيرة سياسية مع الفلسطينيين.

صفقة المخطوفين

بينما المرحلة الأولى من الصفقة في ذروتها فان استمرار الصفقة والمفاوضات على المرحلة الثانية التي كان يفترض أن تبدأ أمس يوجد في مركز الزيارة السياسية. نتنياهو معني بتغيير الاتفاق لاعادة المخطوفين وإعادة ترسيم شروطه من جديد كي لا يهز استقرار ائتلافه. وهو سيعرض على ترامب الشروط الإسرائيلية لمواصلة الصفقة: تجريد القطاع، نفي زعماء حماس، عدم تدخل حماس في اعمار القطاع وفوق كل ذلك تحرير كل المخطوفين. في إسرائيل يفهمون بان احتمال أن توافق حماس على هذا طفيف، وعليه فلن يكون مفر من العودة الى القتال. نتنياهو سيحاول تحقيق إقرار من ترامب لوعده بانه اذا لم يكن ممكنا الوصول الى اتفاق على المرحلة الثانية يمكن لإسرائيل أن تعود الى القتال.

في الخلفية، سيبعد رئيس الوزراء رئيس الشباك عن فريق المفاوضات وسيعين مقربه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر. التقارير عن نية نتنياهو تغيير فريق المفاوضات، بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى وفي موعد قريب من بدء المحادثات على المرحلة الثانية تثير الأسئلة. فعلاقات الثقة التي خلقها رئيس الشباك ورئيس الموساد في السنة الأخيرة مع الوسطاء هي جزء هام يسمح للصفقة بان تخرج الى حيز التنفيذ.  مثلما هو أيضا الدور المركزي لرئيس الشباك في قائمة السجناء الذين يمكنهم أن يتحرروا ورقابة الجهاز عليهم في الميدان. يمكن التساؤل هل اخراج قادة الأجهزة من الفريق يستهدف المس بمحادثات المرحلة الثانية من الصفقة بل واحداث تفجير وعودة الى القتال في قطاع غزة. الى جانب ذلك ليس مؤكدا ان هذا يستوي مع خطط ويتكوف وترامب لرؤية استمرار الصفقة وتحرير كل المخطوفين. من غير المستبعد ان يحاولا الحديث عن صفقة صغرى او مواصلة المرحلة الأولى. أمس، قبل اللقاء تحدث ترامب في الموضوع وقال انه “لا ضمانات لان يصمد وقف النار في غزة”. ومع ذلك يحتمل ان يصر ترامب على انهاء الحرب ويقول لنتنياهو اذا لم يوافق على ذلك – فلن يحصل على شيء: لا السعودية ولا ايران.

مستقبل قطاع غزة

موضوع سيبحث بتوسع في اللقاء هو اعمار غزة. فاحاديث ترامب عن نقل السكان لاجل اعمار غزة ليست نكتة. حتى لو لم تكن حتى الان أي دولة عربية مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، يواصل ترامب طرح هذا – ربما أيضا لاعتبارات أمريكية داخلية. في نظر الأمريكيين لن يكون ممكنا اعمار غزة دون اخلاء السكان. فالارض ملوثة وغير مناسبة للسكن. وسيستغرق سنوات اخلاء الأنقاض وتطهير الأرض. فاين سيكون في هذه الاثناء ملايين الغزيين؟

من اقوال ويتكوف يمكن أن نفهم بان الإدارة لا تريد أن ترى عودة الى القتال بسرعة وتريد أن تستنفد المفاوضات ولكن من الجهة الأخرى اذا ما استمعنا الى ما قاله وزير الخارجية ماركو روبيو يبدو أن إدارة ترامب تشك في القدرة على التنفيذ الكامل للاتفاق وتفهم بانه ينبغي العودة الى القتال لاجل تقويض حماس. الامريكيون يكررون موقفهم في أنه ينبغي التأكد من الا تكون غزة ملجأ آمنا للإرهابيين.

تواصل الزيارة

كما أسلفنا توجد جملة من المواضيع الأخرى التي ستبحث بين الزعيمين: أوامر الاعتقال ضد نتنياهو في لاهاي وفرض عقوبات على المدعي العام كريم خان وفريقه واستمرار نقل الذخائر من الولايات المتحدة الى إسرائيل، استمرار وقف النار في لبنان. الموقف من الحكومة الجديدة في سوريا وبدء المباحثات على مذكرة التفاهم الأمنية بين الدولتين والتي تنتهي المذكرة الحالية في 2028.

مركز الناطور للدراسات والابحاث فيسبوك

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-04 17:41:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى