مسموح التضحية حتى بالـ 24 مخطوف، من اجل مواصلة هذه الحرب الأبدية

هآرتس 7/5/2025، تسفي برئيل: مسموح التضحية حتى بالـ 24 مخطوف، من اجل مواصلة هذه الحرب الأبدية
المسلمة الوحيدة التي تربط كل أجزاء الجمهور تنص على أن الحرب ضرورية لمواصلة بقاء التنظيم الاجرامي الذي يسمى حكومة إسرائيل ومن يترأسها. على الرغم من ذلك إلا أن هذه المسلمة تثير نقاش ساخن، مشوه وكاذب، فقط حول الطريقة الأكثر نجاعة لمواصلة الحرب التي لا نهاية لها بدلا من النقاش حول مجرد أهميتها وامكانيتها.
القصف الذي يعمل على تسوية الأرض، ووقف ادخال المساعدات الإنسانية والتجويع حتى الموت، ونقل 2 مليون شخص، والاحتلال بلا حدود زمنية أو أي فكرة إجرامية أخرى تنتهي بشعار “هزيمة حماس”، كل ذلك ليس اكثر من اقتراحات تفصيلية لكيفية مواصلة الحرب وتأجيجها. الأسئلة الثانوية مثل ماذا سيكون مصير المخطوفين وكم هو عدد الجنود الذين سيقتلون ومن الذي سيوزع الغذاء على سكان غزة، كل ذلك ليس ذي صلة. فقط المبدأ الأساسي والرؤية والمثل الأعلى هي التي لا خلاف عليها: الحرب يجب أن تستمر، بأي ثمن، طوال الوقت، لأنه بدونها فان الكرة الأرضية ستتوقف.
لكن اذا كان من المتفق عليه أن الحرب هي آلة التنفس للحكومة فيجب أن يكون مفهوم بأنه أيضا محظور أن تهزم الحكومة حماس. ولكن عرض الحرب على أنها ضرورة سياسية بحتة ينطوي على شحنة متفجرة قوية يمكن أن تعمل على تخريب استمرار وجود الحكومة. هذا الامر يثير بالفعل جدال خطير، ويثير ضمن أمور أخرى، التساؤل ما اذا كان الجيش هو جيش الحكومة أو جيش الشعب، وهو التساؤل الذي شغل دائما الحكام الديكتاتوريين في الدول العربية. الحرب يجب أن تمر في مرحلة أيديولوجية لتصبح مقدسة، وحكومة مجرد تفكيرها بانهاء الحرب يعتبر كفر. لأن أي حرب غير أبدية ستقتضي مناقشة لليوم التالي لها – وهو أمر لا يجوز حتى التفكير فيه.
هذا الاعتقاد يحول مسألة الثمن، ليس فقط الى مسألة هامشية، بل الى مسألة استفزاز، من بنات أفكار الذين لديهم القليل من الايمان، وحتى الى فكرة خيانية. منذ أجيال يتم قتل اليهود من اجل تقديس الله وتحقيق الوعد الإلهي باعطائنا الأرض، وتسألون هل تجوز التضحية بالـ 24 مخطوف؟ هل نرسل الجنود الى وادي القتل في رفح وخانيونس؟ ما هو كل ذلك مقارنة مع قدسية الانتقام من العماليق؟ لأنه حتى لو انهارت الدولة بسبب هذه الحرب فانه يجب علينا تهيئة انفسنا لذلك. لن يكون موتها عبثا، بل ستموت ببطولة للجهاد اليهودي، وليس على يد الأشخاص الرخويين في الشتات، الضعفاء.
من اجل ان تكون الحرب ابدية، أيضا العدو يقتضي تعريف آخر: “حماس” هي مفهوم محدود وضيق جدا، وليست جديرة بوصف حرب مقدسة من اجل مصير الدولة والشعب اليهودي. خلافا لحزب الله، الحوثيين والمليشيات الشيعية، التي يمكن لإسرائيل التسليم ببعضها، فان حماس مجبرة على أن تكون فكرة وليس مجرد تنظيم إرهابي، الذي يتحدى الجيش الأقوى في الشرق الأوسط.
حماس ليست 20 – 30 ألف مسلح يتجولون بين الأنقاض في القطاع. أيضا ليست فقط 2 مليون فلسطيني، بينهم مئات آلاف الأطفال الذين يموتون بسبب الجوع والمرض، بل حماس تمثل حرب العوالم، وجوهر العدو الخالد وكل الشعب الفلسطيني وكل من يكفر بحق الوجود لدولة إسرائيل. لأنه فقط هذا التعريف يمكن أن يواصل تجنيد ثقة الجمهور بقدسية الحرب ويضمن خلودها. هنا يكمن النصر المبجل والمطلق للحكومة على مواطنيها.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-07 16:30:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO