beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "مصر تحذر من النووي الإسرائيلي" بالتفصيل.
موقع الدفاع العربي – 4 يونيو 2025: في لحظة سياسية دقيقة تشهدها المنطقة، رفعت القاهرة نبرة خطابها ضد الخطر النووي الإسرائيلي، معلنة موقفاً واضحاً وصريحاً. وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لم يستخدم لغة المجاملة، بل وجّه انتقاداً مباشراً إلى استمرار الخلل في نظام منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط، مشدداً على أن هذا الوضع يعزز حالة عدم الاستقرار ويمنح إسرائيل امتيازات غير مستحقة.
وخلال لقائه مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أشار عبد العاطي إلى أن إسرائيل تبقى الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم توقّع على معاهدة عدم الانتشار النووي، وترفض بشكل دائم إخضاع منشآتها النووية لأي رقابة دولية. واعتبر أن هذا الموقف، المستمر منذ عقود، لم يعد مقبولاً في عصر يدعو فيه المجتمع الدولي إلى الشفافية.
ورغم مطالبات أممية متكررة، لا يزال الغموض يلف البرنامج النووي الإسرائيلي، وسط صمت دولي ملحوظ. ويؤكد خبراء أن مصر لا ترفع شعاراً أخلاقياً فحسب، بل تطلق تحذيراً استراتيجياً بأن استقرار الشرق الأوسط لن يتحقق طالما ظلت دولة واحدة تحتكر السلاح النووي خارج الإطار القانوني.
القاهرة تفتح الملف مجدداً
وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات، المستشار في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الموقف المصري ليس جديداً من حيث المبدأ، فقد دعت القاهرة مراراً إلى إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وطرحت مع دول أخرى مشاريع قرارات حول البرنامج النووي الإسرائيلي ضمن اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن الولايات المتحدة ودولاً غربية حالت دون تمرير هذه المبادرات. الجديد، برأيه، أن مصر تعيد طرح الملف في توقيت يشهد تصعيداً متواصلاً حول البرنامج النووي الإيراني، لتؤكد أن المعيار يجب أن يكون موحداً: ما يُطلب من إيران، يُطلب من إسرائيل.
ويضيف الزيات أن إسرائيل لم تعد محاطة بالأعداء كما كانت تدّعي، مشيراً إلى توقيع اتفاقيات سلام مع دول عربية في العقود الأخيرة، مثل مصر والأردن، واتفاقات أبراهام التي وسّعت من دائرة العلاقات العربية-الإسرائيلية. وبالتالي، لم يعد من المقبول أن تستمر تل أبيب في تبرير امتلاكها للسلاح النووي بحجج أمنية قديمة.
من جانبه، اعتبر الباحث السياسي جولان برهوم أن إسرائيل تجد نفسها في بيئة معادية، خاصة مع وجود أنظمة -كما قال- لا تعترف بإسرائيل وتدعو إلى إبادتها، في إشارة إلى إيران وبعض الفصائل المسلحة. وبرغم تجنبه تأكيد امتلاك بلاده للسلاح النووي، أشار إلى أن إسرائيل لا تستطيع التفريط بوسائل ردعها، لأنها “لا تحتمل خسارة واحدة قد تكون الأخيرة لقيام دولة إسرائيل”.
وحول موقف إسرائيل من فتح منشآتها النووية أمام التفتيش الدولي، أجاب برهوم قائلاً إن السياسة الرسمية الإسرائيلية تتّسم بالغموض، وإن هناك “نفاقاً” دولياً يتمثل في التغاضي عن خطابات الكراهية من بعض الزعماء في المنطقة، معتبراً أن الأمم المتحدة ومؤسساتها تمارس ازدواجية في المعايير تجاه إسرائيل.
أدوات الضغط المصري… محدودة لكن مهمة
وفي ما يتعلق بقدرة مصر على الضغط الفعلي في هذا الملف، أشار الدكتور الزيات إلى أن القاهرة تدرك موازين القوى، لكنها تراهن على التغيّر في المواقف الدولية في ظل تحولات المنطقة. وقال إن الظروف الإقليمية تغيّرت، وإن السلام لم يعد حالة استثنائية، بل أصبح اتجاهاً واسعاً، وهو ما يجب أن ينعكس على موقف إسرائيل من برنامجها النووي.
وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تكن يوماً عدواً لإسرائيل، بل كانت قريبة من إصدار قرار بفتح تفتيش على منشآت تل أبيب النووية، لولا سياسة الغموض الإسرائيلية التي تعيق أي رقابة دولية. وشدد على أن الموقف المصري لا يقتصر على رفض النووي الإيراني، بل يرفض كل أشكال التسلح النووي خارج إطار المعاهدات الدولية.
وفي تقييمه لموقف الإدارة الأمريكية، أشار الزيات إلى أن الولايات المتحدة كانت تاريخياً شريكاً في التعتيم النووي على إسرائيل، لكن هذا الوضع قد لا يستمر في ضوء انفتاح العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. فإذا كانت واشنطن تصر على منع إيران من امتلاك قدرة نووية عسكرية وتفرض قيوداً شديدة على تخصيب اليورانيوم، فإن العدالة تقتضي أن تُطالب إسرائيل بفتح برنامجها النووي للرقابة أيضاً.
ديمقراطية غير خاضعة للمساءلة؟
برهوم عاد ليؤكد أن إسرائيل دولة ديمقراطية، لكنه أقر بأن محيطها الإقليمي “خطير وغير ديمقراطي”، لا سيما في ظل التهديدات القادمة من إيران، على حد تعبيره. وقال إن إسرائيل لا تستطيع التخلي عن قدراتها الردعية، رغم اتفاقيات السلام، مذكّراً بما وصفه بـ”التأثير الإيراني” في اليمن ولبنان والضفة الغربية.
وأضاف أن إسرائيل تعتبر أن امتلاكها لقدرات نووية سرية هو ما يوازن هذا الواقع، مدعياً أن حتى بعض الزعماء العرب يعتبرون البرنامج النووي الإيراني أكثر خطراً من القدرات النووية الإسرائيلية، وبالتالي فإن الحفاظ على “تفوق إسرائيل” هو ضمانة إقليمية ضد “عدو مشترك”.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
Twitter
GOOGLE NEWS
tiktok
Facebook
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-06-04 08:32:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل