الدفاع و الامن

مصر تُنشِّط نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9B بعيد المدى

beiruttime-lb.com|: هذا المشور يناقش "مصر تُنشِّط نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9B بعيد المدى" افرأ التفاصيل .


يعكس تحوّل القاهرة نحو الصين كمورد دفاعي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجية واضحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تفرضان سياسات صارمة على تصدير الأسلحة، مما أدى كثيرًا إلى تقييد القدرات التكنولوجية وترسانات الصواريخ للقوات الجوية المصرية.

موقع الدفاع العربي – 6 يوليو 2025: بدأت مصر رسميًا تشغيل نظام الدفاع الجوي طويل المدى الصيني HQ-9B، ما يشكّل تحولًا جذريًا في اعتماد القاهرة القديم على المعدات العسكرية الغربية.

تم تطوير نظام HQ-9B من قبل شركة الصين للدقة في استيراد وتصدير الماكينات (CPMIEC) تحت مظلة شركة علوم وصناعة الفضاء الصينية (CASIC)، ويُقارن كثيرًا بنظام الدفاع الروسي “إس-400 تريومف” (S-400 Triumf) لما يتمتع به من مدى هائل وقدرة على التعامل مع أهداف متعددة في وقت واحد.

جاء تأكيد نشر النظام من اللواء سمير فرج المتقاعد من الجيش المصري، الذي كشف في مقابلة مع التلفزيون الرسمي عن خطوة أحدثت زلزالًا في موازين القوى الجوية الإقليمية.

في تلك المقابلة التلفزيونية، كشف فرج أن مصر دمجت عدة أنظمة متطورة، من بينها HQ-9B، واصفًا إياها بأنها منصة تمتلك قدرات مشابهة — وفي بعض النواحي متفوقة — على نظام إس-400 الروسي وباتريوت PAC-3 الأمريكي.

ويعكس توجه القاهرة نحو الصين كمورد دفاعي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجية واضحة لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين غالبًا ما تفرضان قيودًا صارمة على تصدير الأسلحة مما يقيد تكنولوجيا وترسانات الصواريخ للقوات الجوية المصرية.

قرار الجيش المصري بتبني نظام HQ-9B يوجه رسالة واضحة مفادها أن القاهرة تنوي موازنة التهديدات الإقليمية، خصوصًا مع تصاعد التوترات مع أعداء محتملين يمتلكون تقنيات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

وقال خبراء بأن رادار النظام النشط متعدد المراحل، الذي يتخطى مدى كشفه 300 كيلومتر، يعزز بشكل كبير شبكة الدفاع الجوي المتكاملة في مصر.

إطلاق صاروخ خلال تدريبات شاركت فيها أنظمة HQ-9B

يمكّن رادار النظام المتقدم ومجموعة التحكم بالنيران من تتبع عشرات الأهداف في آن واحد، من المقاتلات والطائرات منخفضة الرصد إلى الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز، مما يوفر درعًا متعدد الطبقات لحماية البنى التحتية الوطنية الحيوية.

عادة ما تحتوي كل بطارية من نظام HQ-9B على رادار عالي الأداء، وعدة منصات إطلاق متنقلة (TELs) تصل إلى ثمانية منصات في الوحدة الواحدة، ومركز قيادة متنقل — وهو تكوين يمنح القاهرة تغطية مرنة عبر مساحات واسعة من المجال الجوي المصري.

تمتد قدرة اعتراض النظام على ارتفاعات تتراوح بين 500 متر وحتى 30 كيلومترًا، مع مدى اشتباك يصل حتى 260 كيلومترًا حسب نوع التهديد. ما يجعله ردًا قويًا على تهديدات المقاتلات الحديثة وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى التي تنتشر بشكل متزايد في المنطقة.

وتشير تقارير حديثة إلى أن مصر تستكشف أيضًا إمكانية اقتناء مزيد من الأسلحة من محفظة الصناعات الدفاعية الصينية المتوسعة بسرعة، بما في ذلك مقاتلات J-10C المتطورة ومقاتلات J-35A الشبحية. إذا أُنجزت هذه الصفقات، فقد تصبح مصر أول قوة جوية عربية تمتلك مقاتلات شبحية صينية من الجيل الخامس — وهو تطور قد يغير جذريًا مصادر التسليح التقليدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في أبريل، حققت القوات الجوية المصرية والقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLAAF) عناوين بارزة حينما أجروا أول تمرين جوي مشترك لهما تحت اسم “نسور الحضارة 2025“.

شهد التمرين نشر الصين لمقاتلات J-10C، وطائرة التزود بالوقود جوًا YU-20، وطائرة الإنذار المبكر والتحكم KJ-500 — جميعها أصول في طليعة منظومة القوة الجوية الحديثة للصين. ووصفت وزارة الدفاع الصينية التمرين بأنه فرصة “لتعزيز التعاون العملي وتقوية الصداقة والثقة المتبادلة”، مؤكدة على الدلالة الرمزية والعملية لهذه التدريبات.

لقطات عبر Weibo

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في بكين: “هذا هو أول تمرين عسكري مشترك بين البلدين، وهو ذو أهمية كبيرة لتعزيز التعاون العملي وتعميق الصداقة والثقة”.

وفي حديثه مع صحيفة Global Times، أشار الخبير الصيني في الشؤون العسكرية وانغ يونفاي إلى أن التمرين أظهر ليس فقط التوافق التكتيكي بين الطرفين، بل أتاح لمصر الاطلاع مباشرة على قدرات مقاتلات الجيل القادم الصينية.

ورأى وانغ أن التمرين قد يمهد الطريق أمام صفقات تسليح مستقبلية، بما في ذلك احتمال الإنتاج المشترك أو تبادل التكنولوجيا — وهو احتمال سيمنح مصر مرونة غير مسبوقة بعيدًا عن القيود المفروضة على الأسلحة الأمريكية والأوروبية.

يأتي تعزيز التحالف العسكري بين مصر والصين في ظل تحديات متزايدة تواجه القاهرة في تأمين القدرات الحيوية من الموردين التقليديين.

فرغم امتلاك مصر لأكثر من 50 مقاتلة داسو رافال F3-R — التي تستطيع حمل صاروخ “ميتيور” (MBDA Meteor) الجو-جو خارج مدى الرؤية (BVRAAM) — إلا أن القاهرة لا تزال ممنوعة من الحصول على هذه القدرة الحيوية بسبب التحفظات والقيود المفروضة من فرنسا وإسرائيل.

يُعتبر صاروخ ميتيور، الذي يتميز بمنطقة لا هروب تمتد لأكثر من 100 كيلومتر، “مغيرًا لقواعد اللعبة” في سيناريوهات السيطرة الجوية، لكن باريس رفضت منح تصاريح التصدير، خشية من مخاوف إسرائيل التي ترى أن امتلاك مصر لصواريخ ميتيور قد يخل بتوازن القوى الإقليمي.

وواجهت مصر عقبات مماثلة مع أسطولها من طائرات F-16. فعلى مدار عقود، حجبت واشنطن التصريح باستخدام صاروخ AIM-120 AMRAAM بعيد المدى، استجابة لإصرار إسرائيل على الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي (QME) — وهي عقيدة تضمن التفوق التكنولوجي لإسرائيل على جيرانها جميعًا.

هذا النمط من القيود عوملت مصر من خلاله كـ”مشغل من الدرجة الثانية”، رغم كونها حليفًا رئيسيًا غير عضو في الناتو يتلقى أكثر من 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية سنوية من الولايات المتحدة.

في المقابل، أثبتت بكين استعدادها لتوفير قدرات تقنية متقدمة مع شروط أقل تعقيدًا، مما يلبي رغبة القاهرة في اتخاذ قرارات ذاتية مستقلة.

تشمل صادرات الصين الدفاعية الآن مقاتلات متقدمة، وطائرات دون طيار مسلحة من سلسلة “وينغ لونغ” (Wing Loong)، وطائرة الشحن الاستراتيجية Y-20، وطائرة التدريب K-8 — وجميعها تشغلها مصر أو تدرس اقتنائها في المستقبل.

وعلاوة على ذلك، تأتي الأنظمة الصينية غالبًا مع خيارات تمويل مرنة وفرص للتجميع المحلي أو نقل التكنولوجيا، وهو ما يجيب على مطالب مصر طويلة الأمد بشأن التعويضات الصناعية وتطوير منظومة الدفاع الوطني.

كما يعكس تنويع مصادر السلاح في القاهرة الواقع القاسي في أسواق الأسلحة العالمية، حيث أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى تقليص كبير في قدرة موسكو على تلبية طلبات التصدير الواسعة، بسبب تركيز خطوط الإنتاج المحلية على الاحتياجات التشغيلية الملحة.

وفي الوقت ذاته، يظل الموردون الأمريكيون والأوروبيون خاضعين لإشراف الكونغرس ونظم الرقابة على التصدير، وغالبًا ما يستندون إلى بنود حقوق الإنسان أو الضغوط السياسية عند التعامل مع مصر.

ويعتقد المطلعون على الصناعة أن هذا سرّع ميل القاهرة نحو بكين كمورد موثوق لكل من المنصات التقنية المتقدمة والشراكات الدفاعية الخالية من القيود السياسية. وبالتالي، قد يمثل تشغيل نظام HQ-9B بداية استراتيجية أوسع لمصر في دمج المزيد من الأنظمة الصينية ضمن شبكات الدفاع الجوي والصاروخي.

في عصر تتطور فيه التهديدات بسرعة — من انتشار الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى هجمات الطائرات المسيّرة — يسعى المخططون العسكريون المصريون إلى حلول أكثر مرونة وتعددية الاتجاهات للحفاظ على الردع.


مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-07-06 09:20:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل قد يتم نشر نرجمة بعض الاخبار عبر خدمة غوغل

اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت -اخبار لبنان والعالم

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى