beiruttime-lb.com|: هذا المقال يتناول موضوع "مصر وإسرائيل: سباق التسلح الصامت في ميزان التفوق العسكري" بالتفصيل.
موقع الدفاع العربي 23 أبريل 2025: عبّر رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته، هرتسي هاليفي، عن مخاوفه من التسلح المصري المتنامي، معتبرًا إياه تهديدًا أمنيًا محتملًا رغم تأكيده أن مصر لا تمثل خطرًا مباشرًا على إسرائيل في الوقت الراهن. جاءت هذه التصريحات في سياق حساس إقليميًا، في ظل سباق تسلح غير معلن تشهده منطقة الشرق الأوسط، حيث يبرز الجيشان المصري والإسرائيلي كقوتين رئيسيتين في المنطقة.
ووفق تصنيف “غلوبال فاير باور” لعام 2025، يحتل الجيش الإسرائيلي المرتبة الخامسة عشرة عالميًا، بينما يأتي الجيش المصري في المرتبة التاسعة عشرة، في مؤشر يعكس تقاربًا نسبيًا في القوة الإجمالية، مع تفاوت ملحوظ في طبيعة القدرات العسكرية لكل منهما. الجيش المصري يتميز بتفوق عددي واضح، إذ يضم حوالي 440 ألف جندي في الخدمة الفعلية و480 ألفًا في قوات الاحتياط، ويمتلك ترسانة برية ضخمة تشمل أكثر من ثلاثة آلاف دبابة وحوالي واحد وأربعين ألف مركبة عسكرية، إلى جانب سلاح جوي متنوع يضم أكثر من ألف طائرة، من بينها نحو 238 مقاتلة و348 مروحية، فضلًا عن أسطول بحري واسع الانتشار يضم 150 قطعة بحرية، بينها ثماني غواصات و13 فرقاطة.
في المقابل، يعتمد الجيش الإسرائيلي على تفوق نوعي وتكنولوجي، مع عدد أقل من الأفراد في الخدمة الفعلية يبلغ نحو 173 ألف جندي، واحتياط يُقدّر بـ465 ألفًا. سلاح الجو الإسرائيلي يُعد من الأكثر تطورًا في العالم، مدعومًا بمقاتلات متقدمة مثل إف-35 وإف-15 وإف-16، إلى جانب طائرات مسيّرة هجومية وقنابل ذكية ومستشعرات عالية الدقة. وتتمتع دبابات “ميركافا” الإسرائيلية، وعددها يقارب 500، بقدرات دفاعية متقدمة بفضل نظام الحماية النشط “تروفي“. كما يضم الجيش الإسرائيلي نحو 7,500 مركبة قتال مدرعة، وأسطولًا بحريًا صغيرًا نسبيًا من 65 قطعة، يتميز بكفاءة تكنولوجية عالية ويشمل ست غواصات هجومية.
ما يميز إسرائيل أيضًا هو تفوقها الاستراتيجي في مجال الردع النووي، رغم عدم اعترافها الرسمي بامتلاك السلاح النووي. إلا أن التقديرات تشير إلى امتلاكها لرؤوس نووية وصواريخ قادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة، ما يضعها في موقع متقدم ضمن القوى النووية العالمية. هذا البُعد النوعي، إلى جانب شبكة متطورة من الدفاع الجوي والقدرات السيبرانية، يعزز من مكانة إسرائيل العسكرية رغم الفارق العددي مع مصر.
تُصنّف إسرائيل ضمن القوى النووية الخمس الكبرى عالميًا، إذ يُعتقد أنها تمتلك ترسانة من الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى أهداف تبعد نحو 1,500 كيلومتر، باستخدام صواريخ “أريحا” الباليستية، إلى جانب قدرتها على إسقاط قنابل نووية من الجو. ومع ذلك، تواصل إسرائيل اتباع سياسة الغموض النووي، دون اعتراف رسمي بامتلاكها هذا النوع من الأسلحة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُعبر فيها مسؤول إسرائيلي عن مخاوفه بشأن التسلح المصري. ففي يناير الماضي، أعرب داني دانون، المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، عن قلقه من التطورات العسكرية المصرية، متسائلًا: “لماذا يحتاج المصريون إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟”
ردود الفعل الرسمية المصرية على التصريحات الإسرائيلية اتسمت بالهدوء والوضوح. فقد أكد السفير المصري لدى الأمم المتحدة أن تسليح مصر ليس موجهًا ضد أحد، بل يأتي في إطار الحفاظ على الأمن القومي المصري بأبعاده الشاملة. وأشار إلى أن دولة بحجم وموقع مصر تحتاج إلى جيش قوي وقادر، يعكس وزنها الجيوسياسي، كما شدد على التزام بلاده بخيار السلام كمنهج استراتيجي راسخ.
في المجمل، تبدو موازين القوى بين البلدين قائمة على معادلة دقيقة تجمع بين التفوق العددي المصري والتفوق النوعي الإسرائيلي، وهي معادلة تحفظ حتى الآن حالة الاستقرار النسبي، لكنها تظل محط متابعة حثيثة من قبل صانعي القرار في كلا البلدين، وسط بيئة إقليمية متغيرة لا تخلو من التحديات.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
Next post
Back to Top
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
Twitter
GOOGLE NEWS
tiktok
Facebook
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-23 08:51:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل
اكتشاف المزيد من بتوقيت بيروت |اخبار لبنان والعالم
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.