موقع الدفاع العربي 14 أبريل 2025: تُحيي مصر وكوريا الجنوبية اليوم الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وهي مناسبة تُمثل مرحلة بارزة من النمو في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الدفاعي. وتشكل هذه الذكرى، التي تحل في أبريل 2025، فرصة لتسليط الضوء على تطور شراكة بدأت بعلاقات قنصلية وأصبحت اليوم إطاراً تعاونياً شاملاً.
تعود بداية العلاقات الرسمية إلى 13 أبريل 1995، بعد تأسيس العلاقات القنصلية في عام 1961، وافتتاح القنصلية العامة لكوريا الجنوبية في القاهرة عام 1962، ثم القنصلية المصرية في سيول عام 1991. وشهدت الفترة منذ عام 1995 إضفاء الطابع المؤسسي على التعاون من خلال اتفاقيات ولجان مشتركة، منها لجنة المشاورات السياسية (1996) واللجنة المشتركة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا (2004).
وقد شهدت حركة التجارة الثنائية تقلبات، حيث بلغت قيمتها نحو 2 مليار دولار في عام 2023، انخفاضاً من 3.2 مليار دولار في عام 2022. وتوجد فروقات في الأرقام المعلنة، إذ أفادت هيئة الإحصاء المصرية (CAPMAS) بأن حجم التبادل بلغ 3.9 مليار دولار في 2022. كما تفاوتت ميزانيات التجارة، حيث حققت مصر فائضاً في 2022، في حين أظهرت بيانات مرصد التعقيد الاقتصادي (OEC) عجزاً لصالح كوريا الجنوبية في 2023.
تشمل الصادرات المصرية الأساسية الوقود والزيوت المعدنية، ومخلفات الصناعات الغذائية، ومنتجات الحجارة والأسمنت، فيما تتنوع الصادرات الكورية إلى مصر بين البلاستيك والمركبات والآلات والأجهزة الكهربائية. وتُجرى حالياً دراسات جدوى لاتفاقية تجارة حرة ومذكرة تفاهم بشأن التعاون الجمركي لتعزيز التبادل التجاري.
وتبلغ الاستثمارات الكورية في مصر نحو 800 مليون دولار، وتركز على مجالات التصنيع والنقل والكيماويات والطاقة. ومن أبرز المشاريع استثمارات شركة “سامسونج إلكترونيكس” في التصنيع، ومشاركة “هيونداي روتيم” في مشروع مترو القاهرة. كما رفعت كوريا الجنوبية تعهدها بالقروض الميسرة لمصر من مليار إلى 3 مليارات دولار. بالمقابل، تبقى الاستثمارات المصرية في كوريا محدودة.
وتُسهم الاتفاقيات الثنائية لتشجيع الاستثمار وتفادي الازدواج الضريبي، إلى جانب الحوافز الاستثمارية المصرية، في تعزيز تدفقات الاستثمارات.
التعاون الدفاعي والأمني
أصبح التعاون الدفاعي ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية، من خلال صفقة بقيمة 1.66 مليار دولار لتوريد مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع “K9 Thunder” من شركة “هانوا ديفنس” إلى مصر، وتشمل نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي. كما تصدر شركة “هانوا سيستمز” أنظمة القيادة النارية إلى مصر، وتُجرى حالياً مناقشات حول إمكانية بيع طائرات “KAI FA-50” المقاتلة الخفيفة.
وتعكس الاتفاقيات الخاصة بالتعاون في الصناعات الدفاعية والدعم اللوجستي، إلى جانب الأبحاث والتطوير المشتركة، عمق التحالف الاستراتيجي المتنامي. وتسعى مصر إلى تحديث قواتها المسلحة وتنويع مصادر التسلح، فيما ترى كوريا الجنوبية في مصر بوابة استراتيجية لصادراتها الدفاعية.
أسهمت الزيارات رفيعة المستوى في تعزيز العلاقات، مثل زيارة الرئيس مون جاي-إن إلى مصر في 2022، وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كوريا الجنوبية في 2016. كما عززت مشاركة مصر في قمة كوريا-إفريقيا لعام 2024 مكانتها الاستراتيجية لدى كوريا الجنوبية.
وتشهد الثقافة الكورية رواجاً متزايداً في مصر، بفضل جهود المركز الثقافي الكوري في القاهرة، مما يعزز الروابط بين الشعبين. وتُعدّ مصر شريكاً مثالياً لكوريا بفضل موقعها الاستراتيجي وتوافقها مع الخبرات الكورية في البنية التحتية الذكية والحكومة الرقمية.
وتؤكد الذكرى الثلاثون متانة وتطور العلاقة بين البلدين، مع آفاق واعدة لمزيد من التعاون في قطاعات رئيسية، واستمرار التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-04-14 08:36:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل