من سيستبدل بار لن يوقف التحقيقات في “قطر غيت”

هآرتس 5/5/2025، يوسي ميلمان: الرسالة تم استيعابها: من سيستبدل بار لن يوقف التحقيقات في “قطر غيت”
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن يقولون نعم له حاولوا اخضاع رئيس الشباك رونين بار ولكنهم فشلوا. فقد شنوا ضده حرب تشويه قذرة، واستخدموا آلة السم واستعانوا بتسريبات رجال متعاونين من الشباك، على أمل أن ينكسر ويتنازل عن نضاله في المحكمة العليا. ولكن نتنياهو والوزراء والمتملقين له اكتشفوا أن امامهم زعيم وقائد مصمم، لا يخاف ولا ينحني امام السلطة.
بار هو منارة في الظلام الذي نزل على إسرائيل في السنتين الأخيرتين، وبالتأكيد امام حراس العتبة الآخرين مثل رئيس الدولة اسحق هرتسوغ، المفتش العام للشرطة داني ليفي، رئيسة العليا المحكمة العليا السابقة استر حيوت، رئيس الموساد دادي برنياع الصامت والذي يجلس على الجدار ويمدح قرارات نتنياهو ويتنكر لبار، الذي هو خريج دفعته في دورية هيئة الأركان.
بار كان طوال حياته المهنية في الوحدة التنفيذية للشباك، التي تضم شعبتين. الأولى هي وحدة المستعربين التي عملت وتعمل استنادا الى المعلومات الاستخبارية وتجمع بين الاستخبارات الموحدة واستخبارات السايبر في الرقابة والاختراق في الضفة الغربية وغزة ولبنان، وتستخدم. الثانية تستخدم أساليب مشابهة في داخل إسرائيل ضد المشتبه فيهم بالتجسس وحرب السايبر والتخريب، سواء من قبل الأجانب أو الإسرائيليين. ورغم أنه لم يخضع للتدريب كعميل سري إلا أنه قرر في مرحلة متأخرة تعلم اللغة العربية، الامر الذي يدل على أنه محترف ومهني ويصل الى التفاصيل. وقد تدرج في سلم العمليات من مقاتل الى رئيس فرقة، ومن ثم الى رئيس المقر العام وبعد ذلك نائب رئيس الشباك وبعدها رئيس الجهاز قبل ثلاث سنوات ونصف.
بار ليس شخصا ساذجا، وحتى جهاز مهني ورسمي مثل الشباك الذي يعد رجاله للتميز، غير خال من السياسة وتعابير القوة، التي بدونها يصعب التقدم أيضا في الجهاز. لكن أيضا حقيقة أنه “مقاتل” لم تعد بار لمكانة “حامي الديمقراطية”. والصاق صفة “يساري” بمن طوال حياته المهنية حارب الفلسطينيين وقام باعتقال وتصفية إرهابيين، ربما هو تسلية له. وهو أيضا لم يحلم ولم يخطط لأن يكون “البطل غير المتوقع” للمعسكر الليبرالي.
لكن بار تسامى الى عظمة الساعة. بعد أسبوع على 7 أكتوبر اعترف بالمسؤولية عن الفشل الذريع. كان من الواضح له أنه لن ينهي ولايته، التي موعد انتهاءها هو نهاية 2026. هو بقي في منصبه ليس لأنه يتمسك به بشدة، بل لأنه أراد ان يقوم بـ “الإصلاح”، لنفسه وللجهاز: تصفية قيادة حماس في غزة، استكمال التحقيقات في الفشل ورؤية المخطوفين محررين. ولكن هذه العمليات طالت. بار قرر الإعلان عن استقالته قبل عيد الفصح، لكن هذه الخطوة تشوشت بسبب الذعر الذي تملك نتنياهو في اعقاب التحقيق مع مستشاريه في قضية “قطر غيت”. بعد سنة ونصف على العمل المشترك اعلن نتنياهو أنه لم يعد يثق ببار، لكن الأخير فهم أن نيته الحقيقية هي تعيين بديل يكون مخلص شخصيا له على امل أنه ربما سيكافئه على تعيينه بالتراجع عن التحقيق. من خلال الخوف من أن هذا التعيين سيمكن نتنياهو من جعل الشباك جهاز دمية، مثل الطريقة التي فعلها هو وايتمار بن غفير في الشرطة، ومن خلال القلق الصادق على الدولة فقد قرر بار أن يرد. لقد رفض الاستقالة حسب نزوة نتنياهو وقدم شهادة مشفوعة بالقسم للمحكمة العليا فسر فيها كل عمليات نتنياهو الخطيرة. الشهادة المضادة لنتنياهو اعتبرها بار “منحازة، مزيفة وانصاف حقائق”.
كثيرون يتساءلون لماذا اعلن بار عن استقالته حتى قبل النقاشات في المحكمة العليا، التي ربما سيتقرر الآن فيها بأن النقاشات زائدة. التقدير هو أنه قرر الإعلان عن ذلك في الموعد الرمزي المهم وهو عشية يوم الذكرى لأنه شعر بأنه قدم للمحكمة العليا البنية التحتية المطلوبة لتمكينها من اتخاذ قرار جوهري، الذي سيحافظ على استقلالية الجهاز. بار أيضا يعتقد أن هذه الرسالة، المخصصة أيضا للعاملين في الجهاز وللجمهور الواسع، أنه تم استيعابها جيدا، وأن من سيستبدله سيواصل ارثه. غير معروف من الذي سيعينه نتنياهو بدلا من بار. ولكن من غير المعقول أن هذا الشخص سيوقف تحقيقات قطر غيت أو أنه سيخضع للتعليمات التي تهدف الى التساهل مع نتنياهو وعائلته.
بار أوضح بأنه يأمل أن يأتي وريثه من صفوف الجهاز، في فترته قام بتعيين نائبين له. م. الذي يشارك في طاقم المفاوضات حول صفقة المخطوفين العالقة، وس. الذي يشغل المنصب منذ أربعة اشهر. الاثنان مناسبان بالنسبة لبار. ولكن بسبب علاقته المتوترة مع نتنياهو فانه لن يتوجه اليه للتوصية بهما. نتنياهو نفسه التقى قبل أسابيع مع ثلاثة اشخاص انهوا الخدمة في الشباك وهم يئير ساغي، الذي تنافس قبل اربع سنوات امام بار على المنصب؛ ايل تسير كوهين، الذي خدم مع بار في قسم العمليات وبعد ذلك انتقل الى الموساد؛ شالوم بن حنان، الذي ترأس ثلاثة اقسام. هم ليسوا بيبيين، ويمكن الافتراض بأنهم سيديرون الجهاز حسب قيمه ولن يسمحوا له بالتفكك. لذلك، ربما أن نتنياهو سيقوم بتعيين شخص آخر يفاجيء الجميع. توجد أيضا إمكانية أخرى، يبدو أنها غير معقولة: أن يعلن نتنياهو عن تعيين قائم بالاعمال من اجل أن يكون أصحاب المناصب “ملزمون تجاهه”. وبسبب أنه قادر على التغلب على كل خدعة ومناورة فان هناك إمكانية أخرى، أكثر هستيرية، وهي ادعاء نتنياهو بأنه بسبب أن قانون الشباك ينص على أن رئيس الجهاز يعين لخمس سنوات وبار لم يكمل ولايته، فان من سيستبدله سيشغل المنصب فقط سنة ونصف – في هذه الحالة سيكون التعيين حتى الانتخابات القادمة في تشرين الثاني 2026.
مصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-05 16:30:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO