من قلب بيروت.. الحقيقة تنتصر على ماكينة الإعلام المعادي لروسيا

من قلب بيروت.. الحقيقة تنتصر على ماكينة الإعلام المعادي لروسيا

لقاء في البيت الروسي يسلّط الضوء على التضليل الإعلامي وحقيقة الصورة الروسية بعيدًا عن الفبركة

من بيروت، قلب الشرق الذي يدرك جيدًا معنى الاستهداف الإعلامي، كان البيت الروسي محطةً لكسر جدار التضليل الذي يحاصر صورة روسيا، ولإعادة رواية الحقيقة كما هي، بعيدًا عن الفبركة والأجندات المغرضة.

وفي هذا الإطار، وبدعوة من سفارة روسيا الاتحادية في لبنان، وبحضور سعادة السفير ألكسندر روداكوف، وبدعم من البيت الروسي، انعقد لقاء تفاعلي تحت عنوان: «التضليل الإعلامي ضد روسيا: واقع وتحديات»، بمشاركة شخصيات إعلامية وثقافية لبنانية مرموقة، إلى جانب مجموعة من الشباب اللبنانيين، وذلك ضمن جهود البيت الروسي في بيروت لتعزيز الفهم المتبادل ونقل الحقيقة بعيدًا عن التشويه والتحريف.

افتتح اللقاء السيد علاء كنعان، رئيس قسم العلاقات العامة في البيت الروسي، بكلمة كشف فيها أساليب التضليل الإعلامي، متوقفًا عند دور منصات التواصل الاجتماعي، مثل «إنستغرام»، وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، التي باتت أدوات رئيسية لتشويه صورة روسيا عبر صور نمطية مغلوطة يصعب أحيانًا رصدها.

كما أعرب كنعان عن أسفه لعدم دعم بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية لهذه المبادرات التوعوية، مشيدًا في المقابل بالمنابر الإعلامية التي حضرت اللقاء، مؤكدًا أن الحوار المفتوح هو السبيل الوحيد لتجاوز التضليل الإعلامي وإدراك حقيقة ما يجري.

كلمة السفير الروسي في بيروت

سعادة سفير روسيا الاتحادية في لبنان، ألكسندر روداكوف، قدّم خلال اللقاء قراءة معمّقة للحملات الإعلامية الغربية الموجّهة ضد روسيا، مشيرًا إلى أن ما تتعرض له بلاده من تشويه ممنهج يستهدف ليس فقط صورتها الدولية، بل أيضًا مسارها السيادي وحقها في الدفاع عن أمنها القومي.

وشدد السفير على أهمية التواصل المباشر مع السفارة الروسية للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة بعيدًا عن الأكاذيب التي تروّجها بعض وسائل الإعلام الغربية والأوكرانية، مشيرًا إلى أن السفارة على استعداد دائم لتوضيح الحقائق للراغبين بمعرفة الواقع كما هو.

تجارب اللبنانيين في روسيا: الصورة الحقيقية مقابل التضليل الإعلامي

في القسم الثاني من اللقاء، قدّم عدد من الشباب والفتيات اللبنانيين الذين زاروا روسيا مؤخرًا، شهادات حيّة أكدت التناقض الكبير بين الصورة المشوهة التي تروّجها بعض وسائل الإعلام، والواقع الذي عاشوه بأنفسهم في روسيا.

وصف المشاركون روسيا بأنها بلد يحترم التنوّع الثقافي والديني، يحتضن القيم الإنسانية، ويتميّز بجمال طبيعي خلاب، فضلًا عن تطوّر واضح في مجالات الخدمات الحكومية والرقمنة، معبرين عن أملهم في أن يستفيد لبنان من هذه التجربة الناجحة.

ألكسندر كفوري: قراءة تحليلية في خلفيات العملية العسكرية والتضليل الإعلامي

المحلل السياسي والباحث المتخصص في الشأن الروسي، ألكسندر كفوري، قدّم مداخلة معمّقة استعرض خلالها الخلفيات الحقيقية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، موضحًا أن هذا القرار الروسي جاء كردّ طبيعي على محاولات الغرب تهديد الأمن القومي الروسي عبر أوكرانيا.

وأشار كفوري إلى أن التضليل الإعلامي لم يكن مجرّد تغطية منحازة، بل كان جزءًا من حرب إعلامية شاملة تستهدف روسيا وشعبها، عبر نشر الأخبار الزائفة وتضخيم الروايات المضلّلة، في محاولة لتبرير مواقف الغرب وإخفاء حقيقة الاستفزازات التي تعرّضت لها موسكو.

كما أكّد كفوري أن فهم أبعاد الصراع يتطلب إلمامًا بالاعتبارات الجيوسياسية المعقّدة التي تغيب عن الأحاديث السطحية في الإعلام الموجّه.

كلمة الختام.. صوت الأمل والمواجهة

اختُتم اللقاء بكلمة ألقتها السيدة غالينا عباس، رئيسة جمعية خريجي جامعة الصداقة بين الشعوب في لبنان، عبّرت فيها عن ثقتها بأن الحقيقة ستنتصر، مهما بلغت حملات التضليل قوتها، خاصة مع وجود شباب لبناني واعٍ يدرك حجم المؤامرة الإعلامية ويعمل لنقل الصورة الواقعية لروسيا بكل صدق وموضوعية.

غالينا شاركت تجربتها الشخصية خلال زيارتها الأخيرة إلى روسيا، حيث اصطدمت بنفسها بحجم الفجوة بين الواقع هناك والصورة السوداوية التي ترسمها وسائل الإعلام المعادية، مؤكدة أن المواجهة تبدأ بالوعي وتستمر بالتواصل المباشر بين الشعوب.

في عالم تهيمن عليه الأكاذيب الإعلامية والحروب النفسية، تأتي مثل هذه اللقاءات لتُعيد الاعتبار للحقيقة وتبني جسور التفاهم بعيدًا عن التشويه والتحريض، ولتؤكد أن روسيا ليست تلك الصورة التي يريد الغرب فرضها، بل دولة تنادي بالحوار، تحترم الشعوب، وتدافع عن سيادتها وكرامة شعبها.