ميسترال: أضخم سفينة قتالية مصرية تنقل البحرية المصرية إلى عصر الهجوم البرمائي خارج الحدود
موقع الدفاع العربي 2 مايو 2025: في مشهد مهيب من قاعدة برنيس العسكرية، تجسد الصورة الفارق الكبير في الحجم بين حاملة المروحيات المصرية من طراز ميسترال والقطع البحرية الأخرى، ما يعكس ضخامة هذه السفينة التي تُعد الأضخم في تاريخ البحرية المصرية. تبدو الميسترال شامخة بجانب الغواصة الهجومية من طراز تايب 209/1400، والفرقاطة الشبحية فريم ذات القدرات العالية في مكافحة الغواصات، والكورفيت الشبحي متعدد المهام جوويند، إلى جانب زوارق الدورية الساحلية من طراز سويفت شيب بطول 28 متراً.
الميسترال، وهي سفينة فرنسية الصنع، كانت في الأصل مخصصة للبحرية الروسية بمواصفات تلائم العمل في البيئات القطبية، إلا أن تطورات الأزمة الأوكرانية عام 2014 أوقفت الصفقة، لتُعرض لاحقاً للبيع. مصر اقتنصت الفرصة في عام 2015، وأبرمت عقداً رسمياً لشراء الحاملتين مع تعديلهما وفق المواصفات المصرية، مقابل 600 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 30 مليار جنيه مصري وقتها، شاملة خدمات الصيانة والدعم الفني لمدة عامين.
بامتلاكها للميسترال، تحولت البحرية المصرية من قوة دفاعية إلى قوة هجومية قادرة على تنفيذ عمليات إنزال برمائي موسعة خارج حدود الدولة. فالسفينة قادرة على نقل مئات الجنود والدبابات والمروحيات المختلفة، وتقديم الدعم اللوجستي والطبي لهم خلال العمليات القتالية لفترات طويلة. كما أن الميسترال مزودة بمركز قيادة عمليات مشتركة تبلغ مساحته نحو 850 متراً مربعاً، ويتسع لـ200 فرد، ويوفر بيئة عمل تحاكي مراكز القيادة الأرضية بفضل تجهيزاته المتقدمة في أنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات، بما في ذلك الربط بالأقمار الصناعية.
السفينة بطول 199 متراً وعرض 32 متراً، وتصل إزاحتها إلى 22 ألف طن، مع سرعة قصوى تبلغ 33.3 كم/س، ومدى ملاحي يصل إلى 20,300 كم بسرعة 27.7 كم/س. وتتمتع ببقائية في البحر تصل إلى 70 يوماً باستخدام سرعات محدودة، ويبلغ طاقمها 180 فرداً. وتنقسم إلى 12 سطحاً، بينها 5 أسطح مخصصة للطيران والمركبات، منها سطح طائرات بمساحة 5200 م² مجهز بست نقاط هبوط، بما فيها نقطة مخصصة لمروحية تزن حتى 35 طناً، إلى جانب مصعدين داخليين.
تخزن الميسترال بين 12 إلى 20 مروحية داخل حظائرها، ويُمكن أن تزيد القدرة الاستيعابية عند استخدام المروحيات الخفيفة. أما القدرات البرمائية، فتتجلى في إمكانية حمل 481 جندياً بإعاشة كاملة، أو حتى 900 جندي للمهام القصيرة، بالإضافة إلى 13 دبابة أبرامز و58 مركبة. وتزداد الحمولة في حال عدم تحميل مروحيات أو مركبات إنزال، كما تحمل 3 مركبات إنزال بحرية و4 قوارب مطاطية قابلة للنفخ.
وتضم الميسترال مستشفى متكاملة مساحتها 750 متراً مربعاً، تضم 69 سريراً طبياً وغرفتي عمليات وقسم أشعة، مع تجهيزات تُضاهي مستشفيات المدن الصغيرة، مما يمنحها قدرة فائقة على دعم القوات في عمليات الإنقاذ أو خلال الكوارث الطبيعية.
أما على صعيد المعيشة، فتُوفّر الميسترال بيئة متكاملة لأداء المهام طويلة الأمد، إذ تضم قاعات اجتماعات، صالات استراحة، مطابخ، صالة ألعاب رياضية، ومرافق ترفيهية تشمل منظومة إذاعة داخلية تتلقى القنوات الفضائية والتلفزيونية. وتستوعب الحاملة 658 فرداً بإقامة كاملة، موزعين على 80 قمرة للطاقم و132 قمرة للقوات المحمولة، مع إمكانية زيادة السعة عند تقليص مدة الإقامة.
الميسترال ليست مجرد حاملة طائرات مروحية، بل منصة متقدمة للقيادة والسيطرة، ومستشفى عائم، وقاعدة هجومية متكاملة تعكس التحول النوعي في قدرات البحرية المصرية الحديثة. هل ترغب في مقارنة الميسترال بسفن هجومية مشابهة في المنطقة أو العالم؟
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-02 09:16:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل