عين على العدو

هآرتس: انذار ترامب انتهى، لكن مصلحة نتنياهو لا تزال محل شك الانتقال الى المرحلة الثانية

هآرتس 16/2/2025، عاموس هرئيل: انذار ترامب انتهى، لكن مصلحة نتنياهو لا تزال محل شك الانتقال الى المرحلة الثانية

تحرير المخطوفين الثلاثة، ساشا تروبنوف، ساغي ديكل حن ويئير هورن، من كيبوتس نير عوز، استكمل أمس الدفعة السادسة في المرحلة الاولى في صفقة المخطوفين. الخوف الذي رافق تقدم الصفقة منذ بداية الاسبوع تلاشى، لكن تنفيذ النبضات القادمة – تحرير ستة مخطوفين أحياء واعادة ثمانية جثامين لمخطوفين في الاسابيع الثلاثة القادمة – ما زال مشكوك فيه. وحتى لو تم استكمالها كما هو مخطط له فانه يتوقع بعد ذلك وجود عائق اكبر – الانتقال الى المرحلة الثانية.

الاسبوع الماضي بدأ بتهديد حماس تأجيل النبضة السادسة. والرئيس الامريكي ترامب رد على ذلك بنوع من التوصية لاسرائيل، وضع انذار نهائي والمطالبة بتحرير جميع المخطوفين حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا في يوم السبت. ترامب لم يكلف نفسه عناء التوضيح اذا كان يقصد توقيت واشنطن أو توقيت القدس. ولكن في نهاية الاسبوع الماضي تبدد النقاش من تلقاء نفسه. في يوم الجمعة تبين أنه لا يوجد للحكومة الاسرائيلية، رغم تصريحاتها الشديدة، أي مصلحة في تفاقم الازمة. ومنذ اللحظة التي تراجعت فيها حماس واعلنت بأنه سيتم اطلاق سراح المخطوفين الثلاثة توقفت اسرائيل عن التهديد. مكتب رئيس الحكومة، الذي يعاني مؤخرا من التصريحات المتدنية، تمكن من احراج نفسه. فقد اعلن أول أمس بأن قائمة المحررين الثلاثة مقبولة على اسرائيل، بعد ذلك تذكر التصحيح، أن القائمة تم تسلمها من قبل اسرائيل.

ترامب لا يحب، بشكل صريح، فكرة النبضات الصغيرة والكثيرة، وأقل من ذلك هو يحب حقيقة أن الصفقة تتقدم حسب الخطة التي تمت بلورتها في عهد سلفه جو بايدن. توجد لنتنياهو اعتبارات اخرى. فهو يخشى من الانتقال الى المرحلة الثانية لأن ذلك سيدفع قدما بانهاء الحرب وتعريض بقاء حكومته للخطر وربما ايضا التشدد في طلب تشكيل لجنة تحقيق رسمية لفحص الاخفاقات في الحرب.

حتى بدون انهاء الحرب فان مكتب نتنياهو تورط في الفضيحة القطرية. فالشكوك تزداد بأنه على الاقل ثلاثة من مستشاريه استفادوا بصورة موازية من العمل في صالح دولة الوساطة – صحيح أنها دولة غير معادية، لكنها غارقة منذ سنوات في تمويل سلطة حماس وساعدت ايضا في تعزيزها عسكريا. أمس في ذروة نقاش أمني هاتفي اعلن الشباك ردا على توجهات المراسلين بأنه قرر فتح ملف تحقيق في القضية، التي كانت بدايتها كشف تقرير مراسل “هآرتس” بار بيلغ. نتنياهو في الحقيقة معني بالتخلص من رئيس الجهاز رونين بار، لكن يبدو أن الاخير لا يخشى من رد الصاع صاعين.

خطوات نتنياهو تشمل حتى الآن الدمج بين التملق لترامب وزرع عقبات في طريق الصفقة والتهديد بالدخول البري مجددا الى القطاع. حسب وعود رئيس الحكومة فان هذه الخطوة ستجعل حماس تركع، وبحق، وستضمن نهاية مختلفة للحرب. عمليا، من المؤكد اكثر أن هذا الامر سيدفع قدما بموت مخطوفين آخرين (والكثير من الجنود). وأن حماس ستنجح في الاحتفاظ بسيطرتها على اجزاء في القطاع، حتى لو على شاكلة حركة عصابات ضعيفة نسبيا. مؤخرا على خلفية تهديدات اسرائيل باستئناف الحرب في غزة فان الجيش الاسرائيلي دعا بشكل مستعجل الى الخدمة بضعة آلاف من جنود الاحتياط. ولكن في نهاية الاسبوع ارسلوا الى بيوتهم وانتظار القرار حول الخطوة القادمة. نتنياهو لم يعد يسعى حتى الى التظاهر وتسويق بادرات حسن نية من التماهي الفارغ مع المخطوفين العائدين، الذين من ناحيتهم اهتموا بشكر كل من ساعد في اطلاق سراحهم، باستثناء رئيس الحكومة.

العميد احتياط اورن سيتر، نائب رئيس مركز الاسرى والمفقودين في الجيش الاسرائيلي، اهتم أمس بدحض، في مقابلة مع “اخبار 12” ادعاء أن الحكومة أو الكابنت تفاجأوا من الحالة الصحية الصعبة للمخطوفين الذين تم اطلاق سراحهم في النبضة السابقة. المستوى السياسي، كما اوضح سيتر، يعرف منذ فترة كل ما يحدث في الاسر، التنكيل والتعذيب والتجويع.

نصر مطلق في السجن

لقد مرت تسعة اشهر منذ وعد نتنياهو بزيارة نير عوز، الكيبوتس المدمر لمن تم تحريرهم أمس، الذي ربع سكانه تم قتلهم أو اختطافهم في 7 اكتوبر. هذا الوعد لم ينفذ حتى الآن. رئيس الحكومة غارق في تقديم بادرات حسن نية لـ “قاعدته” السياسية، التي استهدفت عبثا بث القوة امام حماس. أمس اهتمت مصلحة السجون في نشر صورة مهينة لسجناء فلسطينيين محررين في اطار الصفقة وهم راكعين وظهورهم للكاميرا. على القمصان التي طلب منهم ارتداءهم ظهرت كتابة باللغة العربية الركيكة: “لن ننسى ولن نغفر”. هنا مكان آخر فيه حلم يحيى السنوار، رئيس حماس الذي قتل، بدأ يتحقق. الفجوة بين الطرفين آخذة في التقلص.

منذ سنة واربعة اشهر يشتكون هنا من الدعاية الاسرائيلية التي تجد صعوبة في التوصل الى نتائج مقنعة في الساحة الدولية. اسرائيل كان يمكنها أمس التركيز على المشاهد المؤثرة للمواطنين الثلاثة الذين تم لم شملهم مع عائلاتهم بعد المذبحة التي تم ارتكابها في تجمعهم. وبدلا من ذلك نشرت الدولة الصورة الغبية من السجن وكأن هذا الامر سيكسبها نقاط بطريقة معينة. يمكن الادعاء أن هذه ما زالت روح الوزير السابق بن غفير، التي تحلق فوق السجانين وقادتهم. ويمكن ايضا الشك في أن هذا التوجيه جاء اكثر من اعلى واستهدف اضافة والدفع قدما بالادعاء السخيف حول النصر المطلق.

الى جانب انتظار القرارات في غزة، سواء مواصلة الاتفاق أو استئناف القتال أو تمديد المرحلة الاولى للاتفاق الحالي، وصلت اسرائيل الى نقطة رئيسية في لبنان. في يوم الثلاثاء ستنتهي فترة تمديد اتفاق وقف اطلاق النار المؤقت، والجيش الاسرائيلي يمكن أن يقوم باخلاء آخر القوات من جنوب لبنان. في الايام الاخيرة القوات انسحبت الى عدد من المواقع الرئيسية شمال الحدود، لكنها اخلت المواقع العسكرية التي توجد في القرى المتروكة. اسرائيل تحاول الآن بواسطة الادارة الامريكية الحصول على تمديد آخر حتى نهاية الشهر الحالي. في لبنان نفسها يسود عدم الهدوء ازاء جهود الحكومة الجديدة لوقف تحويل الاموال النقدية من ايران لحزب الله في رحلات طيران مدنية الى مطار بيروت. في هذه الاثناء الساحتان توجدان في حالة انتظار متوترة. لأنه لا يوجد أي يقين بأن تنتهي بالضرورة باشتعال جديد. ولكن في الساحتين، لا سيما في قطاع غزة، توجد اخطار للتصعيد. من غير الواضح اذا كان ذلك سيحدث لاسباب صحيحة أو أنه سيؤدي الى النتائج المرغوبة من ناحية اسرائيل.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-16 15:44:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى