هآرتس: بعد أن فقدوا الحكم، العلويون في سوريا يتمنون حبل نجاة إسرائيلي

هآرتس 21/1/2025، تسفي برئيل: بعد أن فقدوا الحكم، العلويون في سوريا يتمنون حبل نجاة إسرائيلي
البيان الاول الذي وصل “هآرتس” في الاسبوع الماضي كان حاد وواضح. “أنا أتوجه اليك باسم ملايين ابناء الاقلية العلوية. نحن بحاجة الى مساعدتكم، ونعرف أنكم الأمل بالنسبة لنا. تعالوا الينا، الملايين ينتظرون وسيقفون الى جانبكم. نحن بحاجة الى حمايتكم، لأنه يسيطر في دمشق الارهابيون وذات يوم سيهاجمون اسرائيل”. المرسل طلب عدم ذكر اسمه. وقد اشار فقط الى أنه من قرية جبلة، وأن السكان فيها يخافون من السلطة الجديدة في سوريا بقيادة احمد الشرع. بعد ذلك سيقوم بارسال عشرات البيانات ورسائل الواتس اب اليائسة، التي سيصف فيها رعب العلويين والتنكيل بهم على يد المليشيات التي تقول بأنها تعمل باسم النظام.
سوري آخر، نديم، الذي يعيش في السويداء، كتب للصحيفة: “جماعات جهادية سيطرت على سوريا وقامت بتحرير مقاتليها وكل المتطرفين كي يقوموا بذبح ابناء الاقليات. هم لا يخفون كراهيتهم لاسرائيل واليهود. أنتم الشعب الوحيد الذي يمكنه تفهم ما يمر علينا، لأنكم ايضا عانيتم على مدى التاريخ من المطاردة والتمييز والابادة”.
بعد بضعة ايام وصلت من فادي وصوف، رئيس تنظيم اسمه “المراقب السوري لحقوق الاقليات” ورئيس حزب “استقلال شاطيء سوريا، افلام فظيعة تذكر بأيام الرعب والمذابح لداعش. يصعب معرفة متى تم تصوير هذه الافلام. وحسب اقوال وصوف الذي يعيش في بريطانيا فقد تم تصويرها في حمص واللاذقية في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، بعد فترة قصيرة من اسقاط نظام الاسد على يد “هيئة تحرير الشام”.
في احد الافلام ظهر اعدام شخص يبدو أنه متهم بالتعاون مع نظام الاسد. قائد الحدث، مسلح ملثم، يقوم باجبار المتهم على الركوع على ركبتيه، وضربه بسكين طويلة على وجهه. وفي ثانية تلقى الضحية وابل من عشرات الرصاصات التي قتلته. في فيلم آخر ظهر شخص وهو مكبل بعمود وهو ميت. ولكن عدد من الاشخاص، بينهم اطفال ونساء، يواصلون ضربه بالعصي والحجارة. في افلام اخرى رفع المسلحون علم سوريا على جثة مواطن الذي تم شنقه قبل دقائق من ذلك.
الفيلم الذي صور في قرية جبلة عرض مشهد مختلف: في لقاء في مكان مركزي تم تجميع مئات السكان، بينهم اطفال ونساء، من اجل سماع موعظة لمسلحين عرضوا أنهم كواعظين. احدهم وعد بأنه “رويدا رويدا جميع النساء سيرتدين الحجاب”، لأن “كل الدولة ستكون اسلامية وتسير حسب الشريعة”، وأن “عين موجهة نحو دمشق والعين الاخرى نحو غزة”. بعد ذلك اضاف وقال: “القدس، ان شاء الله، ستعود للمسلمين”.
حسب ملابس الواعظين واللغة العربية التي يتكلمونها يبدو أن الامر يتعلق بمقاتلين اجانب، ليسوا سوريين، بضعة آلاف المقاتلين الذين انضموا في سنوات الحرب الى قوات “هيئة تحرير الشام”. بعضهم انضموا للقوات عندما كان اسمها “جبهة النصرة” بعد الانفصال عن القاعدة. تصفية الحساب مع الذين عملوا مع نظام الاسد ومع الذين تعاونوا معه كانت متوقعة. الحديث يدور عن آلاف الضباط والجنود والموظفين ورجال الاعمال، الذين استفادوا من تقربهم من النظام. الآلاف منهم اعتقلوا وكثيرون سيعتقلون – اذا لم ينجحوا في الهرب من سوريا. ولكن في حالة الطائفة العلوية التي ابناؤها نسبتهم 10 – 12 في السكان والتي عائلة الاسد محسوبة عليها، فان الحديث يدور عن مطاردة “طائفة متهمة” يجب قمعها ومحاسبتها.
“ربما 1 في المئة من ابناء الطائفة عملوا من اجل النظام وتعاونوا معه”، قال وصوف في محادثة مع “هآرتس”. “لكن كل الطائفة عانت من النظام مثل معظم مواطني الدولة، والآن هي تتعرض للخطر على حياتها”. الشرع في الحقيقة سارع الى اطلاق وعود تفيد بأن النظام الجديد، عندما سيتم تشكيله، سيحافظ على حقوق الاقليات والنساء – هو نفسه انفصل في العام 2016 عن القاعدة، لكن من غير الواضح اذا كان، الى جانب ارتداء الملابس الغربية بدلا من ملابس المليشيا، تنازل عن الايديولوجيا الراديكالية التي تربى عليها.
العلاقات التي بدأ الشرع في اقامتها مع الدول الغربية حتى الآن لا تبدد التخوفات والتشكك في نواياه. وضمن امور اخرى، هو التقى مع ممثلين ومع وزراء خارجية من دول اوروبية، الولايات المتحدة، السعودية، قطر واتحاد الامارات. وحتى أنه نشر بيانات مصالحة، التي بعضها استهدف تهدئة اسرائيل وحتى دعوة يهود سوريا للعودة الى وطنهم. قرار تعيين عدد من رؤساء المليشيات التي شكلت “هيئة تحرير الشام” في مناصب رفيعة برتبة جنرال، يتم تفسيره في القيادة كجزء من جهود الشرع لاخضاع المليشيات الى قيادة مركزية واحدة لمنع نشاطات مستقلة يمكن أن تفشل طموحاته الى توحيد السلطة.
لكن حسب التقارير من الميدان يبدو أن بعض هذه المليشيات ما زالت تعمل بشكل مستقل، وحتى الآن هي لم توافق على نزع السلاح والخضوع لتعليمات السلطة المركزية. وحسب “المراقب السوري لحقوق الانسان” فان هذه المليشيات هي المسؤولة عن القتل المتوحش لحوالي 150 شخص علوي، لا سيما في حمص وحماة، منذ اسقاط نظام الاسد في 8 كانون الاول. السيطرة على هذه المليشيات هي احد التحديات العسكرية الموجودة على طاولة الشرع. في هذه الاثناء هو ينشغل في ايجاد حل سياسي وعسكري لمكانة القوات الكردية في شمال سوريا، ومكانة الدروز في جنوب الدولة. الدروز والاكراد يعلنون دعمهم لـ “وحدة الدولة”، لكن في نفس الوقت هم يطالبون بحكم اداري وثقافي، وحتى خلق كانتونات منفصلة. بدون تفاهم واتفاق مع هذه الاقليات الاثنية فان الشرع يمكن أن يشاهد اندلاع حرب اهلية جديدة، هذه المرة ضده.
في الوقت الحالي حتى الاقلية العلوية التي تعيش في معظمها في محافظات الشاطيء في غرب سوريا، وبعضها في حمص، تطالب باقامة كانتون للحكم الذاتي – بمساعدة اسرائيل اذا كان يمكن ذلك. “بعد أن حققتم اتفاق اعادة المخطوفين، عودوا لسحق حماس”، كتب للصحيفة العلوي من جبلة. “هؤلاء هم نفس الارهابيين الذين حاربونا في مخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق، وفي ارجاء سوريا. هم مسلحو أبو محمد الجولاني الذي يحكم سوريا الآن. هم وحماس مصنوعون من نفس المادة. اقضوا على حماس وبعد ذلك على اخوتهم الذين يحكمون سوريا”. يبدو أن الكاتب يعرف جيدا نقطة ضعف اسرائيل. وهو ايضا اضاف تحذير: “اذا تركتونا لوحدنا فان ايران هي التي ستمد يدها لنا. جميعنا نكره ايران. لا تسمحوا لها بأن تنشر هنا نفوذها”.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-21 16:26:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>