هآرتس: في اليمين يخافون من يئير غولان، وهم على حق

هآرتس 20/1/2025، ديمتري شومسكي: في اليمين يخافون من يئير غولان، وهم على حق
هذا كان نصر مطلق بصورة مصغرة. نصر صغير ومهذب لزعيم اليسار الصهيوني، الذي بُعث الى الحياة. رئيس حزب الديمقراطيين يئير غولان، ضرب الضربة القاضية لقناة الشر المقطر. في احتفال قسري آخر لتشويه غولان في القناة 14 قالت عنه عضوة الكنيست السابقة استرينا تيرتمان: “إن ابنته حسب معرفتي هي داعية سلام. وهي غير مستعدة للجند للجيش الاسرائيلي”.
غولان، الذي هو أب لخمسة أولاد ذكور وليس له أي بنت، قام بمشاركة كذبة تيرتمان وارفق معها رد قصير جاء في محله: “خمسة اولاد، اربعة منهم في الخدمة العسكرية، اثنان ضباط وواحد تجند للجيش رغم أنه يوجد له اعفاء، وصفر من البنات المتهربات من الخدمة”. بعد ذلك نشر منشور فيه صورة ظهر فيها عدد من الملابس العسكرية معلقة بجانب بعضها وكتب عليها “هكذا يبدو حبل غسيل الخائن الذي لديه بنت تتهرب من الخدمة”.
لكن ليس كل الذين في معسكر غولان اعجبوا بالنصر الصغير، حتى الآن، لحقيقة اليسار على كذب اليمين. يوعنا غونين (“هآرتس”، 31/12/2024) وراعيا يارون كرمئيلي (“هآرتس”، 8/1)، اللتان تمثلان تقريبا موقف عدد كبير من اليسار، تعتقدان أن غولان يتبنى عبثا عسكرية اليمين، بدلا من طرح بديل لها على شكل صورة جديدة لليسار.
حتى أن غونين انتقدت بأن غولان قام باستبدال سلمية تيرتمان بالتهرب، وصف الابنة غير الموجودة، وهكذا حولها من ناشطة لها ضمير الى شيء حقير هابط اجتماعيا. من غير المؤكد أن غونين كانت ستكون راضية لو أن غولان كتب “صفر بنات داعيات للسلام” بدلا من “صفر بنات يتهربن من الخدمة”. ومن غير المستبعد أنه في مثل هذه الحالة كانت ستقول إن غولان يهاجم سلمية الضمير من اجل ارضاء اليمين.
لكن المشكلة الكامنة في موقف غونين وكرمئيلي ويساريين آخرين تجاه الخطاب الوطني – الامني لغولان اعمق بكثير. يظهر من مواقفهم بأن القيم والمباديء مثل الوطنية، القومية والصهيونية، التي اراد غولان تمثيلها في الهجوم المضاد على من يكرهون اسرائيل الحقيقية في القناة 14، مسجلة في الطابو على اسم اليمين الفاشي.
حسب هذا المنطق الانهزامي فانه من الافضل أن يرفع غولان يده عما هو في الاصل لا ينتمي لليسار بشكل مسلم به – جميع المفاهيم الاساسية للقومية والوطنية الاسرائيلية – وتركها في يد الكهانيين – البيبيين.
لا شك أن غونين ستجد شركاء مخلصين لهذه الرؤية في اوساط اليمين القومي المتطرف. لأنه في نهاية المطاف هذا هو بالضبط جوهر الادعاء المحبب عليه منذ سنوات، الذي بواسطته يقوم البيبيون والكهانيون بنزع الشرعية القومية بشكل متواصل عن اليسار: القوميون والوطنيون هم اليمين. في حين في اليسار ستجدون فقط اشخاص عالميين وكوزموبولوتانيين – المتحركون للدكتور غادي تاوب – المقطوعين عن الواقع وعن الخطاب القومي الاصيل.
لكن غولان يرفض التسليم بالسيطرة المعادية للمفهوم الجميل، الوطني المدني في اساسه، “القوميون”، التي نفذتها فرقة كلاب حراسة البيبيقراطية بمساعدة اموال الملياردير المتدين القومي المتطرف، من منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي.
غولان يحارب بدون خوف من اجل المطالبة مرة اخرى بملكية اليسار الصهيوني للقيم الاساسية ولغة الخطاب للقومية، وهو ينجح في ذلك مرة تلو الاخرى. كل ذلك لأنه يجسد في شخصيته، بشكل طبيعي وحقيقي واصيل، الارتباط المتأصل بين الوطنية القومية الامنية الاسرائيلية وبين كراهية المسيحانية الاستيطانية الانتحارية.
هذا الارتباط يصيب بالهستيريا البيبيين والبن غفيريين، مثل عميت سيغل ويانون ميغل، لأنه يدمر لهم مرة تلو الاخرى فرضيتهم الكاذبة التي تفصل بين اليسار السياسي والوطنية الاسرائيلية.
هم يخافون، يخافون لأنهم يعرفون أن غولان صعد الى الطريق الصحيحة، التي في نهايتها سيتم بناء هنا مرة اخرى بيت سياسي كبير وواسع لكل الاسرائيليين الوطنيين، اتباع الديمقراطية الليبرالية، الذين بقوا حتى الآن بدون بيت سياسي بسبب ميل اليسار السياسي لفترة طويلة الى التنكر لكل خطاب قومي وطني، والانفصال عنه.
في اللحظة التي يقف فيها هذا البيت على الاساسات، عندها البؤر الاستيطانية غير القانونية للوطنية الكاذبة والمزيفة، التي اقامها بالخداع في الفضاء السياسي في اسرائيل بن غفير وسموتريتش وامثالهما – “الوطنية”، التي باسمها مسموح التضحية بحياة مواطني اسرائيل على مذبح ارض اسرائيل وديكتاتور اسرائيل – ستبدأ بالانهيار واحدة تلو الاخرى كما انهارت بمرة واحدة اكاذيب تيرتمان. كل المطلوب من اجل الوصول الى هذا الهدف المأمول هو تشجيع غولان على الاستمرار في هذه الطريق بتصميم. والأمل بأن يرافقه غونين ويانون كرمئيلي وغيرهما من اعضاء البؤرة الفكرية لليسار في رحلته هذه، وهم مزودون بطول النفس، لأن الحديث يدور عن طريق طويلة وصعبة.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-01-20 13:41:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>