عين على العدو

هكذا تعمل الحكومة على احباط المرحلة الثانية في الصفقة

يديعوت احرونوت 16-2-2025 ، رونين بيرغمان: هكذا تعمل الحكومة على احباط المرحلة الثانية في الصفقة

هنا في ميونخ، مؤتمر الامن السنوي، في عالم يجن جنونه من لحظة الى أخرى، حين يلقي نائب الرئيس الأمريكي خطابا فظا وتهجميا بهدف الدفاع عن أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا ويعزز الرئيس الذي قال ان أوكرانيا هي المذنبة في أن روسيا اجتاحتها واستوعبت مئات الاف المدنيين والجنود من أبناء شعبها – في هذا المؤتمر، في هذا العالم يحاول وفد ست عائلات مخطوفين من إسرائيل القتال على فُتات انتباه لا تزال توجه للموضوع، بعد سنة ونصف من الحرب، هذه طبيعة عالم حتى في أزمنة اقل جنونا، يشيح عينيه عن الانباء التالية.

هنا في ميونخ عرض أمس روبي حن، والد الجندي ايتي حن، الذي قاتل دفاعا عن حدود إسرائيل وسكان غلاف غزة واختطفته حماس السؤال ذاته على كل الجهات ذات الصلة – على وزير الخارجية جدعون ساعر، على وزير قطري كبير، على وزيرة العدل الامريكية ورئيسة الاستخبارات القومية الامريكية: هل برأيهم الدفعات التالية للتحرير ستكون أسهل أم أصعب؟ الاجماع هو بالطبع هو أن هذا يصبح اكثر صعوبة. وعندها يطرح روبي حن تساؤله وبالتالي لماذا لا ندخل أخيرا الى صفقة الكل مقابل الكل.

على حد قول روبي لم يكن لاحد جواب حقا. الامريكيون يحاولون العمل بقوة على تحرير الأمريكيين أولا (مثل ايتي حن)، لكن مصادر استخبارية إسرائيلية تشكك في دافع حماس لعمل معروف مع ترامب الذي يتوعد كل مرة من جديد بقطع رؤوسهم.

بشكل علني سُئل وزير الخارجية ساعر هل وكيف يمكن تحقيق كل اهداف الحرب التي طرحتموها معا؟

أجاب ساعر فقال: “التطرف هو ما قاد الى هذه الحرب. وهزيمة الجانب المتطرف بقيادة ايران وحده هو الذي سيؤدي الى استقرار المنطقة”. وما علاقة هذا بالمخطوفين؟ ومن سينقذهم؟

***

“بخلاف ادعاء النائب ادلشتاين إسرائيل لا تجري حاليا مفاوضات على المرحلة الثانية من الصفقة”، هكذا بكلماته، اعترف يوم الخميس الماضي عومر دوستري، الناطق بلسان رئيس الوزراء، بان إسرائيل تخرق الاتفاق مع حماس.

“كلما اعتقدنا أنه لا يمكن النزول الى مكان أسفل، لا مع الأكاذيب ولا مع القلب التام لسلم الأولويات – بداية السياسة وبعد ذلك حياة المخطوفين، يتبين لك أنك أخطأت وانه يوجد اسفل بكثير يمكن أن يعمله هؤلاء الأشخاص لتحقيق اهداف سياسية على حساب حياتهم”، هكذا يقول مصدر امني كبير مطلع جدا علىى موضوع صفقة المخطوفين.

من المهم الانتباه الى صيغة المتحدث. لإسرائيل لا توجد أي مشكلة باتهام حماس بخرق الاتفاق. لكن دوستري لا يدعي هذا على الاطلاق. فهو ببساطة يحرص على ان ينفي، “وهذه المرة”، على حد قول المصدر الأمني، “فانه حتى يقول الحقيقة” عن مجرد وجود المفاوضات.

وهو يقول انه “حتى لو كانت كل الأطراف معنية بالاتفاق فلا يوجد أي احتمال بان ينجحوا في غضون أسبوع. وعن طرف واحد على الأقل يمكنني أن اشهد بانه النقيض التام لان يكون مفعما بالدوافع لتحقيق ذلك”. صفقة المخطوفين هامة لانه يوجد خطر بان تتفجر المرحلة الأولى ولا يعود كل المخطوفين حتى حسب الاتفاق الحالي. لكن أهميتها استراتيجية أيضا كون إتمام المرحلة الثانية ستكون بداية اتفاق أوسع عن اليوم التالي لحدود غزة – إسرائيل وفي الشرق الأوسط. ودون أن يتفق عليه فان شيئا لن يتقدم الى الامام.

ولعله يمكن النظر الى الموضوع من الجهة الأخرى أيضا. فعدم إتمام الاتفاق لن يؤدي فقط الى المراوحة في المكان، في ظل المخاطرة بحياة المخطوفين بل الى تراجع أخير لتدهور متجدد نحو قتال لا يحمد عقباه. اما في مكتب نتنياهو فيهتمون بالسياسة. ويقول المصدر ان “نتنياهو ورجاله في شرك. فهم ينفون ان تكون تجري مفاوضات كهذه، لكنهم لا يتهمون حماس لان الاستنتاج عن ذلك هو وكأن إسرائيل معنية بهذه المفاوضات”. ويقول المصدر عمليا ان أحد البراهين على أن نتنياهو يحاول احباط الصفقة هو أقواله واقوال رجاله ووزرائه ان إسرائيل تعتزم العودة الى القتال او تشترط التوقيع على المرحلة الثانية باستسلام حماس بلا شروط، تسليم سلاحها وتجريد القطاع – وهو الشرط الذي بالطبع لن توافق عليه حماس. ويحذر هذا المصدر الأمني فيقول انه “بالكلمات العالية، بالتهديدات الحادة وبخرق الاتفاق تتقدم إسرائيل نحو تفجيره وخطر العودة الى القتال يرتفع بناء على ذلك”.

ويضرب المصدر خمسة امثلة على الأكاذيب والاحابيل بان إسرائيل ليس لها أي نية للتوقيع على المرحلة الثانية او حتى السعي في هذا الاتجاه:

الأول: “اغراق الاعلام بان إسرائيل تعتزم مواصلة الصيغة ذاتها التي في المرحلة الأولى – تحرير بضعة مخطوفين كل أسبوع مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين. لكن يوجد لهذا الحدث جانب آخر  – وقف نار دائم مع ضمانات وانسحاب إسرائيلي من مناطق تسيطر فيها. يحتمل أن يتواصل وقف النار لكن الاحتمال ان توافق حماس بمواصلة هذه التبادلات الأسبوعية الى ما بعد المرحلة الأولى يشبه الاحتمال في أن يترك سكان غزة القطاع طواعية”.

الثاني: المحادثات في قطر. “الوفد الذي سافر الى الدوحة وكأنه لتحرير المفاوضات. حقيقة أن نتنياهو بعث الى هناك لأول مرة غال هيرش هي دليل على أن الوفد سافر فقط كي يقال للولايات المتحدة أنه سافر”.

ويؤكد مصدر من الدول الوسيطة ذلك: “يبدو أنه لم يكن لهم أي تفويض من نتنياهو للحديث. فقد فهم الجميع بان هذا كلام فاضي. فلا يمكن التقدم في المفاوضات اذا كان احد الطرفين غير معني”.

الثالث: يقول المتحدث ان “حماس لم تُكسر حتى بعد سنة ونصف من الحرب. فهل ستكسر الان فجأة حين ندعي ان وضع المخطوفين صعب واننا نطالبها بهم. فكيف لم نطرح هذا الابتكار من قبل فنطالب باستسلام حماس؟”.

الرابع: في الأسبوع الأخير ادعت حماس بسلسلة خروقات إسرائيلية بشأن المساعدات الإنسانية ولا سيما الكرفانات والخيام الى شمال القطاع. في إسرائيل نفوا وهددوا بالعودة الى القتال. في نهاية الامر على حد قول المصدر، فان الضغط لم يمارس على حماس بل على إسرائيل أساسا لتحرير عنق الزجاجة التي اعاقت التوريد فتدبر الامر.

الخامس: الإحساس بان الولايات المتحدة سترتب كل شيء بهذا الشكل أو ذاك. “لولا ترامب ما كانت هذه الصفقة لتخرج الى حيز التنفيذ. لكن اعمالها منذئذ تلحق ضررا خطيرا بالصفقة التي ايدتها جدا”، يقول المصدر ويشرح بان “الولايات المتحدة وقعت على الصفقة حيث ورد انها ضامنة لتنفيذها واساسا بالتفاوض على المرحلة الثانية حتى نجاحها. وفجأة يأتي ترامب ليدعي ان الاتفاق الذي فرضه نتنياهو على المفاوضات ليس جيدا وانه يعطي حماس يوم سبت آخر ظهرا لتحرير الجميع والا فسيفتح الجحيم عليها. إسرائيل بالطبع جرت على الفور، وها هو يأتي ظهر السبت فتحرر حماس الثلاثة إياهم التي كان يفترض أن تحررهم حس الاتفاق. وماذا حصل؟ لا شيء.

لكن الأساس، هكذا حسب المصدر، هو أن حكومة نتنياهو تفعل كل شيء كي لا توقع المرحلة الثانية. وإدارة ترامب قررت هي أيضا خرق الاتفاق الذي وقعت هي نفسها عليه.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-16 15:25:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى