وأضاف أن هذه المناورات الجوية تزامنت أيضاً مع ختام المناورات البحرية المصرية-الروسية “جسر الصداقة”، التي استمرت لعدة أيام.

وأشاد مخلوف بالأداء رفيع المستوى الذي أظهره الجيش المصري خلال هذه التدريبات، معتبراً أنه يبعث برسائل طمأنة للشعب المصري ويؤكد جاهزية القوات المسلحة للتعامل مع أي تهديد محتمل.

وفي تحليله لاستراتيجية مصر، أوضح مخلوف أن القاهرة تتبع سياسة “الردع أو المنع”، والتي تقوم على شرطين أساسيين: أولهما امتلاك قدرات عسكرية تتفوق على قدرات الخصوم المحتملين، وثانيهما إظهار هذه القدرات عملياً من خلال المناورات والتدريبات العسكرية المشتركة.

وأشار الخبير المصري إلى أن السياسة الخارجية المصرية منذ عام 2014 اتسمت بالحفاظ على علاقات استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، بالتوازي مع تنويع مصادر التسليح وتعزيز التعاون العسكري مع قوى دولية كبرى مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى دول حلف الناتو كفرنسا وألمانيا.

ورجّح أن يشهد التعاون العسكري المصري-الصيني تطورات أكبر مستقبلاً، مشيراً إلى أن مناورة “نسور الحضارة 2025” قد تمهّد الطريق نحو تعاون دفاعي أوسع.

وشدّد على أن توجّه مصر نحو الصين لا يعني قطع العلاقات مع واشنطن، بل يسعى لتحقيق توازن استراتيجي وتقليل الاعتماد على مصدر وحيد للسلاح.

ويرى أن هذه المناورات تعكس تحوّلاً أوسع في التحالفات العسكرية العالمية، وقد تسهم في إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية والدولية، وتحدّي الهيمنة الغربية التقليدية على سوق السلاح العالمي.

ونشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً مطولاً انتقدت فيه مصر على المناورات الجوية المشتركة مع الصين، والتي أُجريت لأول مرة داخل الأجواء المصرية.

وادّعت الصحيفة أن المقاتلات الصينية المشاركة اقتربت بشكل لافت من الحدود الإسرائيلية، ووصفت ذلك بأنه “مثير للقلق”.

وأوضحت أن هذه المناورات تشمل عدداً كبيراً من الطائرات المتطورة، وتأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.

وأشارت “معاريف” إلى أن هذه التطورات تزيد من قلق إسرائيل بشأن الحشد العسكري المصري المتزايد في شبه جزيرة سيناء.

كما ذكر التقرير أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل تشهد توتراً منذ اندلاع الحرب في غزة، وتخشى تل أبيب من تدفّق سكان القطاع إلى سيناء وانهيار الحدود المشتركة.

وحذّرت وسائل إعلام إسرائيلية من تزويد مصر بمقاتلات متطورة من فرنسا، خاصة مع إضافة 30 مقاتلة “رافال” جديدة إلى أسطولها الجوي، مما يعزّز من قوة سلاح الجو المصري.

وفي السياق ذاته، أفاد موقع “غلوبس” الإسرائيلي بأن فرنسا تعمل على تشديد عمليات فحص المقاتلات المتطورة المقرّر تسليمها للجيش المصري، مشيراً إلى أن شركة “داسو” الفرنسية أجرت اختبارات على مقاتلتي “رافال DM18″ و”DM19” استعداداً لتسليمهما للقاهرة.

Next post

Back to Top