من الناحية التشغيلية، يمكن للطائرة أن تستوعب ما يصل إلى عشرة أفراد من طاقم المهام، يديرون مهام الاستطلاع، والتعريف، والقيادة بشكل متزامن. كما تعزز الوعي الظرفي بشكل كبير من خلال توفير معلومات استخباراتية في الوقت الفعلي للقادة وتحسين تنسيق عمليات الدفاع الجوي والهجمات. وبفضل أنظمة الحرب الإلكترونية، وقدرات نقل البيانات، وبنيتها القيادية، فإن KJ-500 تعزز قدرة القوات الصديقة على تنفيذ عمليات مشتركة على نطاق واسع.

وتكتسب هذه المهمة الخارجية الأولى للطائرة أهمية خاصة كونها تشير إلى استعداد الصين لتوسيع نطاق عملياتها الجوية من خلال نشر منصات استراتيجية عالية القيمة، كما تعكس مدى تطور وجاهزية أسطول الإنذار المبكر الصيني وثقة بكين في قدراتها الجوية. وتجدر الإشارة إلى أن طائرات الإنذار المبكر الصينية كانت قد شاركت في تمارين ومهام داخل آسيا أو بالقرب من البر الصيني فقط. أما الآن، فإن نشر KJ-500 في مصر يُظهر قدرة الصين على استعراض قوتها ودعم عمليات عسكرية معقدة بعيدًا عن أراضيها.

وصلت الطائرة إلى مصر بعد توقف في قاعدة المنهاد الجوية في دولة الإمارات، قبل أن تحط في قاعدة بني سويف الجوية في مصر في الفترة ما بين 13 و14 أبريل، كجزء من مجموعة صينية أكبر شملت مقاتلات J-10C وJ-10S، وطائرات التزود بالوقود YU-20، وطائرات دعم مروحية.

ويُقام تمرين “نسور الحضارة 2025” في الفترة الممتدة من منتصف أبريل حتى أوائل مايو، ويهدف إلى تعزيز الجاهزية العملياتية المشتركة والتنسيق التكتيكي بين القوات الجوية المصرية والصينية. ويشمل التمرين أنشطة متنوعة مثل تخطيط مهمات القتال الجوي، والطلعات المشتركة، والمحاضرات النظرية، والمناورات الجوية العملية، من أجل تطوير عقائد قتال موحدة وتعميق التفاهم المتبادل.

ومن الجانب المصري، تشارك مقاتلات ميغ-29، ما يتيح للطرفين اختبار مدى توافق منصاتهما في الطلعات المشتركة والمهام المنسقة. كما أن مشاركة طائرة التزود بالوقود YU-20 وطائرة الإنذار المبكر KJ-500 تتيح للقوات الجوية الصينية اختبار قدراتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى وشبكية، وهي مهارات أساسية لأي قوة جوية تسعى إلى التواجد في جميع أنحاء العالم.

وإلى جانب الأهداف التدريبية التكتيكية، يعكس هذا التمرين تطور العلاقات الدفاعية بين الصين ومصر. ففي السنوات الأخيرة، تنوعت الشراكات الاستراتيجية للقاهرة، حيث اتجهت بشكل متزايد نحو الصين، ليس فقط للحصول على معدات دفاعية، بل أيضًا للتدريب المشترك والتبادل العسكري. وأصبحت الصين مورّدًا مهمًا للتكنولوجيا العسكرية لمصر، حيث زودتها بأنظمة مثل الطائرات بدون طيار “وينغ لونغ” والذخائر الموجهة بدقة. ويأتي هذا التعاون ضمن إطار استراتيجي أوسع يشمل أبعادًا اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية.

ويمثل هذا التمرين المشترك تحولًا في توجه مصر في سياستها الدفاعية الخارجية، ويؤكد تزايد جاذبية التكنولوجيا العسكرية الصينية في الأسواق العالمية. أما بالنسبة للصين، فهو يمثل انتصارًا ناعمًا مهمًا، حيث يُعزز من صورتها كمزود موثوق ومتقدم للحلول العسكرية، خصوصًا من خلال نجاح عملية خارجية لمنصة رائدة مثل KJ-500.

يمثل تمرين “نسور الحضارة 2025” فصلًا جديدًا في العلاقات الدفاعية بين الصين ومصر، ويعزز طموحات الصين في أن تصبح شريكًا عسكريًا عالميًا. كما يشير إلى تحول استراتيجي طفيف في ديناميكيات الشرق الأوسط، التي لطالما كانت تحت الهيمنة الغربية والروسية، في وقتٍ تسعى فيه الأطراف الإقليمية إلى تنويع ترتيباتها الأمنية وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية.

ويُرسّخ هذا الحدث البارز التعاون الاستراتيجي بين بكين والقاهرة، ويُبرز كيف توظف الصين التمارين العسكرية المشتركة لتعزيز علاقاتها الثنائية وتوسيع نطاق حضورها العسكري عالميًا.

المواصفات الفنية

تم نشر عدد محدود من مواصفات الأداء للطائرة KJ-500 وهي على النحو التالي:

• السرعة القصوى (كم/س): 550

• المدى الأقصى (كم): 5700

• مدة التحليق القصوى (ساعة): 12

• الوزن الأقصى عند الإقلاع (طن): 77

• مدى الرصد ضد أهداف بحجم مقاتلة (كم): 470

Next post

Back to Top