وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أول دواء مصنوع من براز الإنسان

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA موافقتها على أول حبة دواء مصنّعة من براز بشري متبرع به في 26 أبريل في عام 2023. وهو ثاني علاج مُستخلص من البراز البشري يُوافق عليه على الإطلاق؛ إذ اعتمد العلاج الأول على حقنة شرجية مُنح ترخيصه في ديسمبر 2022. عُدت سابقًا عمليات زراعة جراثيم البراز أو ما يعرف بنقائل البراز علاجاتٍ تجريبيةٍ. لذلك، كان من الصعب على المرضى الحصول عليها وغالبًا لا يغطيها التأمين. تحتوي حبة الدواء الموافق عليها حديثًا فوست Vowst على بكتيريا حية أيضًا تمامًا كما هو الحال مع العلاج بالحقنة الشرجية؛ إذ يمكن وصف دواء فوست للأشخاص الذين يبلغون 18 عامًا فأكثر بوصفه علاج وقائي للعدوى المتكررة التي تسببها بكتيريا المطثية العسيرة. غالبًا ما يُصاب المرضى ببكتيريا المطثية العسيرة في أماكن الرعاية الصحية بعد تناولهم مضادات حيوية لعلاج عدوى مختلفة. قد يؤدي تناول المضادات الحيوية إلى الإخلال بتوازن البكتيريا التي تستعمر الأمعاء طبيعيًا، ما يمنح بكتيريا المطثية العسيرة فرصة للتكاثر. على هذا، تفرز البكتيريا التي تتكاثر بسرعة سمومًا قد تؤدي إلى الإسهال وآلام البطن والحمى والتهاب القولون وفي بعض الحالات فشل الأعضاء والوفاة. تسبب عدوى بكتيريا المطثية العسيرة نحو 15000 إلى 30000 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها فإن فرصة إصابة الأشخاص المتعافين من عدوى المطثية العسيرة تقدر بنسبة 1 من 6 للإصابة بالعدوى مرة أخرى في غضون أسبوعين إلى ثمانية أسابيع من الشفاء. يزداد خطر تكرار الإصابة بهذه العدوى في كل مرة يصاب فيها الشخص بعدوى المطثية العسيرة؛ يعزى ذلك إلى أن المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج تزيد من اضطراب ميكروبيوم الأمعاء الذي يشمل جميع الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء. يقدم دواء الميكروبيوتا البرازية، المصنوع من بكتيريا أمعاء بشرية سليمة، طريقة جديدة للوقاية من الإصابة بعدوى المطثية العسيرة المتكرر من خلال تجديد ميكروبيوم الأمعاء. على هذا، توفر أخيرًا بعد الموافقة على دواء فوست، عينة من العلاج يمكن تناولها فمويًا عوضًا عن إعطائها من خلال حقنة شرجية. وفقًا للطبيب بيتر ماركس مدير مركز تقييم وأبحاث المواد البيولوجية التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية: «يُعد توفر دواء الميكروبيوتا البرازية الذي يُتناول فمويًا خطوة مهمة إلى الأمام في مجال تطوير رعاية المرضى ووصول أسهل إلى الأفراد المصابين بهذا المرض المهدد للحياة». يتضمن العلاج بدواء فوست تناول أربع كبسولات في اليوم الواحد مدة ثلاثة أيام متتالية، ثم يبدأ المرضى بتناول الدواء بعد يومين إلى أربعة أيام من الانتهاء من وصفة المضادات الحيوية لعلاج بكتيريا المطثية العسيرة. نوهت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أهمية فحص البراز المتبرع به المستخدم في صنع الأقراص بعناية بحثًا عن مسببات المرض القابلة للانتقال قبل استخدامه في التصنيع، لكن تناول دواء فوست ما زال ينطوي على بعض مخاطر التعرض لمسببات الأمراض كما هو الحال مع العوامل التي تسبب الحساسية الغذائية. شملت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لدواء فوست في التجارب السريرية انتفاخ البطن والإرهاق والإمساك والقشعريرة والإسهال، وقد حدثت هذه الآثار الجانبية بتواتر أكبر لدى المرضى الذين عولجوا بالدواء مقارنةً بمتلقي الدواء الوهمي. بلغ معدل تكرار الإصابة بعدوى المطثية العسيرة في مقارنة أُجريت بين نحو 90 شخصًا تناولوا دواء فوست وبين 90 شخصًا لم يتناولوه 12.4% خلال ثمانية أسابيع من التعافي من العدوى الأولى، في حين بلغت نسبة تكرار الإصابة في المجموعة التي لم تتلق العلاج 39.8%. اقرأ أيضًا: زرع البراز قد يكون سر الشباب الأبدي زرع البراز لعلاج سرطان الجلد؟ وكيف يحدث ذلك؟ ترجمة: حيان الحكيم تدقيق: ريمي سليمان المصدر