يجب تحويل إنجازات الجيش الى فعل سياسي يضمن أمن إسرائيل للمدى

يديعوت احرونوت 12/2/2025، عاموس جلعاد: يجب تحويل إنجازات الجيش الى فعل سياسي يضمن أمن إسرائيل للمدى البعيد
على خلفية البشائر التي تأتي من واشنطن بالذات، مطلوب حساب للنفس. من المهم التجرؤ على القول: لا يوجد أي احتمال بان تنجح خطة ترامب، كون مصر والأردن تريان في القضية الفلسطينية موضوع خطر على الامن القومي، من الدرجة الأولى.
المملكة الأردنية الهاشمية، التي تشكل لإسرائيل عمقا استراتيجيا ومجال أمن حيوي، غير مستعدة بأي شكل من الاشكال لان تستوعب فلسطينيين بخاصة أولئك الذين أصلهم من غزة. في نظر الأردن، فان خططا من هذا النوع لترامب هي جزء من مؤامرة لاقامة دولة فلسطينية بديلة على حسابه – وسيناريو كهذا، اذا ما تحقق، سيصبح بالنسبة لإسرائيل تهديدا حقيقيا. مؤشرات عنه يمكن أن نراها منذ الان، حين يتصدى الجيش والشباك لاعمال تخريبية معادية بحجوم كبيرة في يهودا والسامرة تستند أيضا الى تهريب السلاح من الأردن.
اما المصريون من جهتهم، فعلى مدى كل السنين منذ التوقيع على اتفاق السلام، فيرون في القضية الفلسطينية مسألة مركزية، وغير مستعدين باي حال لاستيعاب فلسطينيين من غزة – وبالتأكيد عدم عمل ذلك من خلال خطة ترامب التي تسعى الى افراغ غزة من سكانها. قد يكون هذا حلما رائعا لكنه لن يتحقق، حتى لو عرضت على مصر مبالغ مالية كبيرة على سبيل الاقناع.
في هذه الاثناء يمكن ان نلاحظ رياح الشر التي تبدأ بالهبوب في الأردن وفي مصر، وكذا معارضة للتطبيع ينال الزخم في السعودية – وأساسا بفضل الشكل الحماس الذي تبنى به رئيس الوزراء ومحافل سياسية في إسرائيل خطة ترامب. لو كان احتمال للخطوة ان تتحقق لكان بالتأكيد مجال للانفعال منها، لكن هذا لم يحصل – ترامب نفسه تراجع منذ الان عن قسم من الخطوات العملية في خطته – والتخوف هو ان الانشغال بها ينطوي على خطر. هكذا، ينبغي ان نرى بقلق اجتماع الطوارئ للدول العربية في نهاية الشهر، مع حلول رمضان – فترة تشعل مشاعر مناهضة لإسرائيل. لإسرائيل توجد مصلحة واضحة للحفاظ على اتفاقات السلام مع الدول العربية بل وتوسيعها الى اتفاق مع السعودية. محور إقليمي مبني على الدول العربية السُنية حيوي لإسرائيل ومستقبلها، وكفيل بان يشكل – بقيادة الولايات المتحدة – جزءاً من الرد الإسرائيلي الشامل على التهديد الإيراني.
الجيش بالغ بضرباته بشكل يبعث على العجب في ايران وفي فروعها في لبنان وفي غزة. ولكن الإنجازات العسكرية لا يمكنها ان تقف بحد ذاتها ويجب أن تكون الأساس للفعل السياسي.
لقد تركت إسرائيل المخطوفين لمصيرهم في 7 أكتوبر، وهي ملزمة من كل جانب – أخلاقي، سياسي وعسكري – ان تعيدهم احياء. مشاهد الفظاعة التي عرضت علينا في التحرير الأخير هي دليل آخر على ذلك. لا بديل في هذه اللحظة عن اعادتهم من خلال المفاوضات، وفقط بعد ذلك سيكون ممكنا تصميم استراتيجية للمواجهة مع حماس حتى هزيمتها النهائية.
التهديد الإيراني هو التهديد المركزي على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط كله في اعقاب تحول ايران الى دولة حافة نووية وبالاستناد الى الحزام الناري الذي اقامته حول إسرائيل. محظور باي شكل من الاشكال أن تتزود ايران بسلاح نووي يهدد إسرائيل، ومن شأنه أيضا ان يؤدي الى سباق تسلح نووي يهدد الشرق الأوسط. وعليه، فاستنادا الى إنجازات الجيش الإسرائيلي الرائعة في سبع جبهات يجدر بلورة استراتيجية سياسية تحول إنجازات الجيش الإسرائيلي المبهرة الى فعل سياسي – يمنح إسرائيل استقرار وأمنا، كما يمنحها ضمات لامنها لسنوات طويلة الى الامام.
أمس أطلق نتنياهو وشركاؤه تهديدات بشأن العودة الى حرب إبادة ضد حماس وفي نفس الوقت حاولوا الإبقاء على ما هو قائم وعدم تفجير الصفقة. حيال هذه التصريحات أيضا، من المهم أن نتذكر بان استئناف الحرب في الظروف الحالية من شأنه ان يعرض حياة المخطوفين الى الخطر. هذا، الى جانب الواجب للوصول الى تسويات أمنية في الجبهة الشمالية أيضا: حزب الله ضُرب بشدة لكنه لم يُهزم تماما. وعليه فينبغي الوصول الى تنسيق مع الولايات المتحدة وبالتوازي الاستعداد للتحديات من جهة سوريا.
هذا هو الوقت لفعل سياسي في مجال الامن القومي، الى جانب تعزيز المناعة القومية – وأولا وقبل كل شيء من خلال منع قانون التملص من الخدمة والذي من شأنه أن يمس بالجيش الإسرائيلي وبمناعة إسرائيل.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-02-12 16:11:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>