يديعوت احرونوت: أزرق وأبيض وهوة بينهما

يديعوت احرونوت – نداف ايال – 2/5/2025 أزرق وأبيض وهوة بينهما
أسبوع الذكرى والاستقلال انتهى. ومعه نشرت المعطيات الاحتفالية لمكتب الإحصاء المركزي. معدل مواطني دولة إسرائيل، عدد المواليد هذه السنة وكم هم سكان إسرائيل شباب او من مواليد البلاد، تقاليد العيد.
لكن إسرائيل في حرب. مخطوفوها في انفاق حماس. جنودها يقاتلون في غزة. الدولة عالقة في صراع سياسي استقطابي وغير مسبوق. المدافع تصم الاذان والحوريات لا تسكت بل اسكتت. فقد استبدلت بشرخ عميق، شرخ لا يمكن التنكر له. المعطيات في هذه الصفحات ليست احتفالية مثلما هي في يوم الاستقلال. توجد فيها مؤشرات على التفاؤل الإسرائيلي الشهير، بداية نماء خلاصي، لكن سحابة سوداء تظلل فوقها. سحابة انعدام ثقة وغضب.
معهد الحرية والمسؤولية في جامعة رايخمن استدعى معظم أسئلة الاستطلاع الذي امامكم بالتنسيق مع ملحق “السبت”. معطيات أخرى تأتي من معهد بحوث الامن القومي. الاستطلاعان تما مؤخرا حقا، في عينة تمثيلية وواسعة نسبيا للمجتمع الإسرائيلي. الانباء الطيبة: رغم كل شيء، لا تزال اغلبية الجمهور متفائلة. 51 في المئة. هذا ليس قليلا بالنسبة لدولة توجد في حرب لا تنتهي. لكن الفجوة بين التفاؤل والتشاؤم صغيرة؛ بالاجمال 9 في المئة. والشرخ السياسي هو الذي يلعب الدور. يكاد يكون 8 من اصل 10 من مصوتي الائتلاف الحالي متفائلون. لكن هذا الائتلاف يوجد الان في الأقلية في الجمهور. ومعظم المعارضة له، يهودا وعربا، متشائمون بالنسبة للمستقبل. واحد من كل خمسة إسرائيليين فكر منذ نشوب الحرب ان يأخذ عائلته الى دولة أخرى. في نظري، هذه بالذات نتيجة مبهرة بالنسبة لإسرائيل؛ كيف كانوا سيردون في مجتمعات أخرى على حرب وحشية كهذه، بدأت بالفظاعات ولا تنتهي. يمكن الافتراض بان هناك عادات اكبر كانت ستفكر بالهجرة.
لقد اضرت الحرب ضررا شديدا بالثقة العامة بجهاز الامن. وبينما تظهر واضحة علائم الصدمة، لا شك ان الجيش يبدي علائم إعادة بناء متسارعة. وفقا لمعطيات الاستطلاع فان 51 في المئة يعطون للجيش علامة “جيد” منذ نشوب الحرب. منظمات المجتمع المدني (!) توجد في المكان الثاني بعد الجيش، مع 4 من كل 10 إسرائيليين يعتقدون انها تصرفت جيدا في الحرب. في النهاية الجمهور يفهم ويعرف من جاء للتطوع، في اللحظات الأصعب. الشباك في المكان الثالث مع نحو ثلث الجمهور رغم الحملة النشطة ضده. الحكومة تحصل على “جيد” فقط من 15 في المئة من الجمهور، والكنيست تحظى بهذه العلامة من 8 في المئة. بالمناسبة الصحافة العبرية تحصل على العلامة المخيبة للآمال “جيد” فقط من 18 في المئة. لكن اكثر من السياسيين – كما يعرف جميعنا بان هذا مستوى منخفض جدا.
هل كل إسرائيل متكافلون الواحد مع الاخر؟
65 في المئة من الجمهور يؤمنون بانه ستكون صفقة سلام مع السعودية في أيام حياتهم؛ ثلث الجمهور يعتقد ان هذا سيحصل مع لبنان. وماذا بالنسبة للفلسطينيين، الشعب الذي نوجد نحن في حرب معه منذ 7 أكتوبر؟ فقط 8 في المئة من الجمهور يعتقد أنه سيكون سلام معهم، في أيام حياتهم. 83 في المئة يتنبأون باننا سنعيش على حرابنا مع الفلسطينيين – الى أن يتبدل الجيل، على الأقل.
في هذه الاثناء، معطيات معهد بحوث الامن القومي تجسد اين يوجد اجماع حربي كامل: بالنسبة لإيران. ثلثا الإسرائيليين يعتقدون بان على إسرائيل ان تهاجم ايران؛ 17 في المئة يقولون ان نفعل هذا حتى بخلاف موقف الولايات المتحدة و47 في المئة يريدون ضربة جوية على منشآت النووي، لكن بالتنسيق مع الأمريكيين.
وعندما سُئلوا ما هو مدى التزام الرئيس ترامب بالحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل، أجاب نصف الإسرائيليين أنه يدعم إسرائيل فقط عندما يخدم هذا مصالحه. الثلث قالوا: ترامب ملتزم جدا، و 20 في المئة آخرون اختاروا: “ترامب غير متوقع وبالتالي من الصعب التعويل عليه”. هذه نتائج مشوقة تجسد وعيا سياسيا سليما. يمكن التخمين بانه كلما تواصلت الحرب، سيزداد الوعي؛ للولايات المتحدة توجد تحديات وانشغالات خاصة بها. وهي تسبق في سلم الأولويات الحرب هنا.
واذا كنا نتحدث عن الحرب، فان الجمهور الإسرائيلي يقدم قولا واضحا بالنسبة لغايتها. فوفقا لمعطيات معهد بحوث الامن القومي فان النصر في غزة هو أولا وقبل كل شيء إعادة المخطوفين، مع اكثر من 60 في المئة يعتقدون ذلك. الضم يوجد بعيدا بعيدا في الأسفل، مع اقل من 20 في المئة. لكن الإسرائيليين لا يعرفون كيف ستنتهي هذه الحرب. في جامعة رايخمن فحصوا هل يعتقد الناس بان حماس ستسيطر في غزة لسنة أخرى؛ 56 في المئة قالوا نعم، ربع الجمهور اجابوا لا. وربع قالوا – في واقع الامر كيف يمكن لنا أن نعرف على الاطلاق.
لا تزال اغلبية الجمهور تعتقد ان الجيش الإسرائيلي سينتصر، لكن 3 من اصل 10 يقولون: لا، هذا لن يحصل. فلماذا يوجد شك كهذا؟ ربما لان 7 من كل 10 إسرائيليين يقولون ان ليس لإسرائيل خطة لانهاء الحرب. معظم الإسرائيليين في الاستطلاع إياه (56 في المئة) يقولون ان الحرب تتواصل “أساس” لدوافع سياسية.
الجواب الأكثر تشاؤما يأتي من السؤال عن إعادة المخطوفين الذي رفعه معهد الحرية والمسؤولية. ومرغوب فيه اقتباسه بدقة: “في حالة اني أنا او أحدا ما من عائلتي القريبة تختطفه منظمة إرهاب، فاني اثق في ان الدولة ستبذل كل الجهود كي تعيدنا”. وبالفعل، 60 في المئة من الإسرائيليين يقولون انهم لا يؤمنون بان الدولة ستبذل جل الجهود او ستبذل بقدر قليل. فقط 17 في المئة يقولون بقدر كبير. 14 في المئة كانوا في الوسط “بقدر معين”.
لعل هذه النتيجة هي الأكثر حزنا في كل هذا الاستطلاع. الكثيرون تحدثوا في السنة والنصف الأخيرتين عن الطريق الذي سيتضرر فيه إحساس التكافل لدى المجتمع هنا من أزمة المخطوفين. الإحساس هو أن المؤسسة السياسية خيبت الامل. والى قدس اقداس الجهود لاعادة المخطوفين تسللت اعتبارات شخصية، للائتلاف ولرئيس الوزراء. هذا الاستطلاع يجسد ما انكسر. إحساس “كل إسرائيل متكافلو الواحد مع الاخر” لم يعد ينعكس في المعطيات.
وفقا لذلك، فان 64 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون بان الاعتبارات الشخصية الائتلافية هي الأساس (47 في المئة) او اعتبارات قومية استراتيجية بقدر متساوٍ مع اعتبارات شخصية (17 في المئة) هي التي توجه بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء. ربع الجمهور فقط يصدق نتنياهو في أنه توجهه مصلحة إسرائيل الموضوعية والقومية.
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebookمصدر الخبر نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com بتاريخ:2025-05-02 16:01:00 الكاتب:Karim Younis ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي JOIN US AND FOLO