يوم تاريخي لصناعة الدفاع في المغرب: واشنطن تطلق مشروع تصنيع هياكل مقاتلات إف-16 بالدار البيضاء
موقع الدفاع العربي 2 مايو 2025: في خطوة استراتيجية تعكس عمق الشراكة الدفاعية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، تقرر رسميًا إطلاق مشروع صناعي ضخم لتصنيع وتجميع هياكل مقاتلات F-16 Fighting Falcon الأحدث من نوعها داخل المنطقة الصناعية “ميدبارك” بالنواصر، ضواحي الدار البيضاء.
يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في مسار تطور الصناعات الدفاعية المغربية، حيث يدخل المملكة إلى نادي الدول المنتجة لتقنيات الطيران الحربي المتقدم، وهو إنجاز يعكس ثقة كبرى الشركات الأمريكية العاملة في المجال الدفاعي، وعلى رأسها شركة Lockheed Martin، في البيئة الصناعية والمؤسساتية للمغرب. ويُرتقب أن يسهم هذا الاستثمار في نقل التكنولوجيا وتعزيز الكفاءات الوطنية، فضلاً عن إحداث قيمة مضافة حقيقية في قطاع الصناعات الجوية.
المصنع المرتقب سيتولى إنتاج وتجميع هياكل وأجزاء أساسية من الطائرة F-16، التي تُعد واحدة من أنجح وأوسع المقاتلات متعددة المهام استخداماً على مستوى العالم، بخاصة في نسختها الحديثة F-16V Viper المزودة برادار AESA وأنظمة تسليح متطورة. ومن المتوقع أن يشمل المشروع خطوط إنتاج بمعايير عالية الدقة، توظف أنظمة تصنيع متقدمة، مع مشاركة كفاءات مغربية مكوَّنة في هندسة وصيانة الطيران.
وسيمكن المشروع من تعزيز سلسلة الإمداد العالمية الخاصة بمقاتلات F-16، بما في ذلك تزويد خطوط التجميع النهائي في الولايات المتحدة ودول أخرى مستوردة للطائرة، مما يمنح للمغرب مكانة صناعية استراتيجية ضمن منظومة الدفاع الأمريكية.
ويأتي هذا التطور في سياق الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين الرباط وواشنطن، وخاصة في المجالين الأمني والعسكري، حيث يشكل المغرب حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، ويتمتع بموقع جيوستراتيجي يتيح له لعب دور محوري في استقرار وأمن المنطقة.
خلفية التعاون الدفاعي بين الرباط وواشنطن
تربط المغرب والولايات المتحدة شراكة دفاعية متينة تمتد لعقود، توّجت بتوقيع خارطة طريق للتعاون العسكري تغطي الفترة 2020–2030، تهدف إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية ونقل الخبرات والتكنولوجيا. كما يُعد المغرب من الزبائن الرئيسيين لطائرة F-16، حيث اقتنى في السنوات الأخيرة 25 طائرة من طراز F-16V لتعزيز أسطوله الجوي، مع برنامج شامل للتحديث والتأهيل.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد التعاون العسكري بين البلدين انتظاماً في المناورات الكبرى، مثل تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي يُعد من أضخم المناورات العسكرية متعددة الجنسيات في إفريقيا، وينظم سنوياً على الأراضي المغربية.
ومن المتوقع أن يُحدث هذا المشروع مئات مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، ويُسهم في نقل تكنولوجيا متقدمة إلى السوق المغربية، مع تعزيز التكوين التقني والعلمي في مجالات الهندسة الصناعية والميكانيك الدقيقة.
كما يفتح المشروع آفاقاً مستقبلية أمام المملكة لتطوير صناعات دفاعية محلية تخدم احتياجاتها السيادية، وتعزز استقلالية قراراتها الاستراتيجية، مع إمكانية تصدير منتجات وخدمات ذات قيمة مضافة نحو أسواق دولية.
نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2025-05-02 18:45:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل