أجهزة بيجر المتفجرة تكشف عن خرق أمني كبير داخل حزب الله

موقع الدفاع العربي 18 سبتمبر 2024: في السابع عشر من سبتمبر/أيلول 2024، اهتزت لبنان بموجة من الانفجارات المتزامنة تقريبًا التي طالت مئات من أعضاء حزب الله، الميليشيا الشيعية المرتبطة بإيران.

وقد نشأت هذه الانفجارات من أجهزة بيجر التي تستخدمها المنظمة لتجنب المراقبة الإلكترونية والهجمات الإلكترونية.

ووفقًا لعدة مصادر اتصلت بها رويترز، فقد اعترضت إسرائيل أجهزة بيجر بعد شرائها في تايوان، مما سمح بتركيب شحنات متفجرة صغيرة داخلها.

وقد تبنى حزب الله هذه الأجهزة المعروفة أيضاً باسم “أجهزة المناداة أو النداء” لأسباب أمنية. وتعمل هذه الأجهزة عن طريق إرسال الرسائل الراديوية، باستخدام بروتوكول الإرسال اللاسلكي POCSAG، الذي يوفر تغطية أوسع ــ وهو أصل مهم في لبنان. وكان النموذج الأكثر استخداماً هو Rugged Pager AR924، الذي أنتجته شركة “غولد أبولو Apollo Gold” التايوانية.

ويوفر هذا الجهاز القوي عمر بطارية يصل إلى 85 يوماً، وذلك بفضل بطارية الليثيوم التي يحتوي عليها. وعلى الرغم من هذه الاحتياطات، فقد كشفت انفجارات أجهزة بيجر عن نقاط ضعف داخل جهاز الأمن التابع لحزب الله.

وقد أثارت الانفجارات تكهنات سريعة. ونصحت وزارة الصحة اللبنانية حاملي أجهزة بيجر بالابتعاد عن هذه الأجهزة على الفور، وتم وضع المستشفيات في حالة تأهب قصوى للتعامل مع تدفق الضحايا. ووفقاً لمصادر أمنية لبنانية، يشتبه في أن إسرائيل تقف وراء هذا الحادث. ويُزعم أن أجهزة بيجر التي يستخدمها حزب الله تم تعديلها أثناء الإنتاج من قبل وكالة الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد”. ويقال إن المتفجرات كانت مخبأة في الأجهزة وتم تنشيطها عن بعد بواسطة رمز. ويعتقد أن هذه العملية تم التخطيط لها على مدى عدة أشهر، مما يشير إلى اختراق عميق لشبكة أمن حزب الله.

وأفادت وكالة رويترز أن أجهزة بيجر الخمسة آلاف التي استوردها حزب الله كانت من إنتاج شركة غولد أبولو التايوانية. ومع ذلك، أوضحت الشركة أن هذه الأجهزة لم تكن منتجاتها المباشرة بل تم تصنيعها من قبل شركة أوروبية تسمى BAC، والتي تمتلك ترخيصًا لاستخدام علامتها التجارية. وتزعم مصادر أمنية لبنانية أن الموساد أدخل دائرة متفجرة صغيرة في أجهزة بيجر، لا يمكن اكتشافها بأساليب التفتيش القياسية. وانفجرت حوالي 3000 من هذه الأجهزة في وقت واحد، مما تسبب في إصابات خطيرة لمستخدميها.

ووصف حزب الله هذه الحادثة بأنها “أكبر خرق أمني” واجهته في السنوات الأخيرة. واتهمت السلطات اللبنانية إسرائيل على الفور بالمسؤولية عن هذا “العدوان الإجرامي”، الذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، بما في ذلك المدنيين. وفي بيان، تعهد حزب الله بالانتقام مع التأكيد على دعمه للقضية الفلسطينية، وخاصة في غزة.

سلطت هذه العملية الضوء على قدرة إسرائيل على التسلل إلى حزب الله، مما يمثل أحد أكبر إخفاقات مكافحة التجسس للميليشيا الشيعية منذ عقود. وقد تفاقمت التوترات المرتفعة بالفعل بين إسرائيل وحزب الله، مع حدوث تبادل منتظم لإطلاق النار على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ بداية الصراع في غزة. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن هذه الانفجارات لا تشير بالضرورة إلى هجوم بري إسرائيلي وشيك، لكنها تؤكد على مدى قدرات إسرائيل على التسلل والاستخبارات.

ويؤكد هذا الحادث على حقيقة جديدة في الحرب السيبرانية الحديثة، حيث يمكن للأجهزة الإلكترونية اليومية ذات الاتصال اللاسلكي أن تصبح أسلحة قاتلة محتملة. كما يسلط الضوء على نقاط الضعف في سلاسل توريد الأجهزة، وهي قضية متكررة في الأمن الدولي.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-09-18 13:40:57

Exit mobile version