أزمة الفشل العسكري تنتقل إلى داخل الكيان.. “المعارضة” تعلن حرباً على نتنياهو والأخير يلوّح بحل مجلس عدوانه

مظاهرات في تل أبيب تدعو إلى إبرام صفقة تبادل بشكل فوري وبأي ثمن

رغم الاعلان عن استعداد كيان الاحتلال اليوم الثلاثاء لتسليم مقترح جديد لصفقة تبادل الأسرى إلى الوسطاء بعد إقراره من مجلس الحرب، إلا أن كل ما يُقال في العلن لا يعكس الحقيقة: رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لا زال يراوغ، هو بكل بساطة لا زال يرفض، بل يحول دون انضاج أي اتفاق ولو ادّى ذلك إلى انفجار سياسي داخل كيانه.

 أما ميدانياً، فإن الاستمرار في العملية العسكرية في رفح وارتكاب المجازر بحق النازحين “الآمنين” في خيامهم، (آخرها استهداف منطقة المواصي غرب رفح وسقوط العشرات بين شهيد وجريح)، وضرب كل الأصوات الدولية بوقفها عرض الحائط، يؤكد أن نتنياهو لا يأبه بشيء، خصوصاً أنه يعلم جيداً أن لا اتفاق جدي أي لا صفقة تبادل للأسرى دون وقف حقيقي لاطلاق النار، وهو شرط المقاومة الأساسي، المقاومة التي لم يستطع بي بي كسرها في أي مكان في القطاع.

إذاً بالرغم من إشاعة مكتب نتنياهو أجواءً في الفترة الأخيرة حول تحريك عجلة المفاوضات، إلا أن كل ذلك لا يبدو أكثر من محاولة امتصاص غضب أهالي الأسرى من جهة، وثانياً المحتجّين المطالبين برحيل الحكومة من جهة أخرى.

الهدف الأول يُعمل عليه من خلال نشر أخبار كتلك التي نقلتها “القناة 12” العبرية عن “توافق بين وزراء مجلس الحرب والأجهزة الأمنية على وقف هجوم رفح ومنح الأولوية لصفقة تبادل”، كما نقلت عن قائد أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي قوله لعائلات الأسرى إن “تفكيك حماس هدف مهم لكن الأولوية استعادة أبنائهم”.

كلام هاليفي يبدو غير واقعي، إذ بحسب “كان 11″، فإن رئيس الموساد دافيد برنياع، استعرض “المقترح الإسرائيلي”، الذي سبق أن ناقشه في باريس مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ورئيس الوزراء القطري، استعرضه أمام كابينيت الحرب مساء الأحد، والذي قيل إنه صادق عليه في جلسة شهدت غياب المسؤول عن ملف الأسرى من قبل الجيش، نيتسان ألون، في ظل استيائه من إدارة المفاوضات. كما نذكر هنا أن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، نفى أمس الإثنين، تلقي حركته أي تأكيد من الوسطاء بشأن ادعاء العدو صياغة صفقة جديدة لتبادل الأسرى، مؤكدًا أنه لا يمكن معالجة القضية قبل “الوقف الشامل للعدوان” على قطاع غزة.

أما بالنسبة للهدف الثاني، فإنه يبدو أن لعبة تحريك المفاوضات لن تؤدي النتيجة المتوخاة في هذا الاطار مع ارتفاع الصوت، والحديث عن نية نتنياهو حلّ مجلس الحرب الذي أسسه مع بدء العدوان على غزة منذ 235 يوماً.

وفي هذا السياق، كشفت القناة 13 العبرية، عن مصادر سياسية مطلعة، أن رئيس وزراء الاحتلال يتوجه لحل مجلس الحرب، عقب الإنذار الذي وجهه الوزير في المجلس بيني غانتس، إذ أمهل الأخير نتنياهو حتى الثامن من يونيو/حزيران المقبل، لوضع استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها، وإلا سينسحب من الحكومة.

ونقلت القناة نفسها عن مصادر مطلعة قولها، إنه “في حال فشل نتنياهو في ضم رئيس حزب يمين الدولة جدعون ساعر إلى حكومة الحرب، فسيتم حل المجلس”. وأضافت المصادر أن “نتنياهو يحاول ضم ساعر رغم ضعف فرص حدوث ذلك، لسد الطريق على محاولات الوزيرين اليمنيين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش للانضمام للمجلس”.

يأتي ذلك في وقت اتفق فيه زعماء أحزاب بالمعارضة على الاجتماع، غدًا الأربعاء، لبحث سبل إسقاط حكومة نتنياهو وتشكيل أخرى، في الوقت الذي وصف فيه زعيم المعارضة يائير لابيد نتنياهو بأنه “رئيس غير شرعي لإسرائيل”.

ووفقًا للقناة 12 العبرية، فإن “زعيم المعارضة رئيس حزب هناك مستقبل (24 مقعداً من أصل 120 بالكنيست) يائير لابيد، ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” (6 مقاعد) أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب أمل جديد (4 مقاعد) جدعون ساعر،  سيحاولون ضم الوزير بمجلس الحرب بيني غانتس إليهم، ودفعه لمغادرة الحكومة حتى قبل نهاية المهلة التي حددها لنتنياهو”.

من جهته، دعا ليبرمان، خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه، قادة المعارضة إلى “توحيد الجهود وتشكيل غرفة حرب مشتركة للعمل على تغيير الحكومة”، مشيرًا إلى وجود حيارين: الأول، حكومة بديلة في الكنيست (البرلمان)، والآخر موعد متفق عليه لإجراء انتخابات مبكرة.

وفي هذا الاطار أعلن زعيم ما يُسمى المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أنه “نستحق حكومة جادة وعاقلة تهتم بمواجهة مشاكلنا، ورئيس وزراء غير منهك وغير متورط في عديد من الكوارث”.

اعترافات دولية بدولة فلسطين

من جهتها، أعلنت الحكومة السلوفينية أنها ستدرس خلال الأسبوع الجاري مقترحا للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في وقت سابق اليوم رسميا اعتماد قرار اعتراف بلاده بدولة فلسطينية مستقلة، كما دخل القرار المماثل الذي اتخذته النرويج وأيرلندا حيز التنفيذ بشكل متزامن.

ودعا رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس “إسرائيل” لإيقاف الكارثة الإنسانية في غزة.

النرويج أكدت، وهي من بين 3 دول اعترفت الثلاثاء رسمياً بدولة فلسطين، أن هذا القرار يشكل “محطة مميزة” في علاقاتها مع السلطات الفلسطينية. وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي في بيان “تعد النرويج منذ أكثر من 30 عاما أحد أكبر المدافعين عن قيام دولة فلسطينية”.

تطورات العدوان

وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة،  عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي. وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 5 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 46 شهيدا و110 مصابين خلال 24 ساعة. وأوضحت الوزارة أن حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 36 ألفا و960 شهيداً، إضافة إلى 81 ألفا و136 مصابا.

وقالت مصادر إعلامية إن قوات الاحتلال قصفت مستشفى كمال عدوان ومولدات الكهرباء فيه شمالي القطاع ، مشيرا إلى اشتعال النيران في مولدات الكهرباء بالمستشفى جراء القصف.

وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح وشمال غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.

وأصيب مواطنان بشظايا بعد قصف إسرائيلي استهدفهما قرب مركز شرطة تل السلطان غربي مدينة رفح.

ووصلت الشهيدة سامية أبو غولة إلى مستشفى العودة بالنصيرات جراء القصف المدفعي المتواصل على المنطقة الغربية للمخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأعلن اليوم عن استشهاد مدير عام التخطيط وتطوير الأداء المؤسسي بوزارة الحكم المحلي منى جمال سكيك جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلها ليلة أمس بحي الدرج شرق مدينة غزة.

كما أعلنت وزارة الصحة خروج 4 مستشفيات وعيادتين صحيتين في رفح جنوب قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدينة.

وأكدت الوزارة خروج المستشفى الميداني الاندونيسي وعيادة تل السلطان في محافظة رفح عن الخدمة؛ نتيجة الاستمرار المتعمد في انتهاكات الاحتلال ضد المؤسسات الصحية باستهدافه للمستشفى ليلة أمس، وقصف محيط العيادة.

هذا وأشارت إلى أنه سبق خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة ابو الوليد المركزية ومستشفى رفح الميداني(2)، ومستشفى الكويت التخصصي عن الخدمة.

هذا وارتقى شهداء وأصيب آخرون بعد قصف طيران الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين حاولوا العودة إلى الفالوجا بمخيم جباليا. وارتقى شهيدان في استهدافين لمنزل ومجموعة مواطنين شرق رفح.

واندلع حريق في بناية أبو مرقة السكنية ودفيئات زراعية مجاورة بفعل القصف المدفعي الإسرائيلي المكثف على حي تل السلطان غربي مدينة رفح.

وعاودت قوات الاحتلال ارتكاب مجزرة جديدة في منطقة البركسات بجوار مخازن الأونروا، غرب رفح، فقد قصفت المزيد من خيام النازحين ليستشهد 7 مواطنين وهم: المسن عصام طنبورة ومنال طنبورة، وابنة عصام طنبورة، وعماد إسماعيل أبو جراد وزوجته أنوار مطيع أبو جراد ونويراة فداء اسماعيل أبو جراد وعصام أبو جراد.

وارتقى شهيدان وأصيب عدد من المواطنين جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة عقل في سوق البريج وسط قطاع غزة.

طائرات الاحتلال شنّت غارة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأفاد الدفاع المدني أن طواقمه تواصل البحث عن مفقودين تحت أنقاض منزل عائلة “الغصين” الذي استهدفته طائرات الإحتلال الإسرائيلي في حي الدرج شرق مدينة غزة منتصف الليل.

“حماس” تطالب بإجراءات فورية لوقف العدوان والقصف العشوائي على رفح

وطالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجلس الأمن الدولي “بتحمل مسؤوليته بشأن تجاهل الكيان الصهيوني أمر العدل الدولية بوقف العدوان على رفح”، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات عملية وفورية لوقف العدوان والقصف العشوائي على رفح.

وحذرت الحركة من “الكارثة الإنسانية والصحية المتفاقمة في رفح على ضوء استهداف جيش الاحتلال للمستشفيات والمراكز الصحية”.

وزير الخارجية السويدي يدعو العدو إلى الالتزام بقرار محكمة العدل

وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم قال “قلقون من دخول “إسرائيل” اليوم إلى وسط رفح وهناك خطر كبير سيؤدي لمزيد من الضحايا المدنيين”. يأتي ذلك في وقت أمرت فيه محكمة العدل الدولية العدو “بوقف هجومه على رفح نظرا لتداعياته”.

وأعلن بيلستروم أنه “نقف إلى جانب الاتحاد الأوروبي في دعوة إسرائيل إلى الالتزام بقرار محكمة العدل الدولية”.

وزير الخارجية الدانماركي: حذرنا مراراً من تداعيات شنّ “إسرائيل” هجوماً عسكرياً على رفح

من جهته، قال وزير الخارجية الدانماركي لارس لوكه راسموسن إن الهجوم على منطقة تل السلطان في رفح الأحد الماضي أظهر بوضوح “الحاجة إلى تغيير في النهج”.

وأكد راسموسن أن بلاده “حذرت مرارا وتكرارا من شن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح، وطالبت بوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع المحتجزين”.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.almanar.com.lb
بتاريخ:2024-05-28 16:28:30
الكاتب:

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version