أسلحة متطوّرة من الولايات المتحدة الى الجيش الإسرائيلي: أدوات أميركية لجريمة إبادة جماعية

العميد منير شحادة – الأخبار –

 يعود تاريخ الدعم الأميركي لإسرائيل بالأسلحة والعتاد العسكري والذخائر الى عام 1958. ومنذ عام 1967، زادت نسبة المساهمات الأميركية في تطوير قدرات الجيش الإسرائيلي، وبلغت ذروتها ‏ بعد توقيع اتفاقية كامب دايفد بين مصر وإسرائيل عام 1979‏‎.‎ وتشكل المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل اليوم 55% من مجموع المساعدات العسكرية الأميركية لدول العالم. وبلغت قيمة هذه المساعدات ‏منذ عام 1948 نحو 130 مليار دولار، فيما تفيد بعض التقديرات بأنها وصلت إلى 270 مليار ‏دولار. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن حزمة مساعدات عسكرية ضخمة لـ«إسرائيل» بين عامي 2019 و2028 بقيمة ‏‏38 مليار دولار. وتشمل «المساعدات» تمويل مشاريع عسكرية مشتركة للحماية من الصواريخ‎.‎

سنتناول في هذا المقال الأسلحة التي زودتها بها أميركا وبعض الدول الأخرى، وتستعملها اسرائيل منذ تشرين الأول 2023 في حربها على غزة ولبنان، رغم علم هذه الدول أن اسرائيل تستعملها لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكاب المجازر بحق المدنيين في جنوب لبنان.

ما هي الذخائر والأسلحة المدمرة والفتاكة التي استعملتها «إسرائيل» في ارتكاب جرائم أكّدت محكمة العدل الدولية، في 26 كانون الثاني 2024، بشكل أوّلي (prima facie)، توصيفها بـ«الابادة الجماعية»؟ وما هي الأسلحة والذخائر الحربية التي يستخدمها جيش العدو لقصف قرى جنوب لبنان؟

سنتناول في الآتي ابرز هذه الذخائر والأسلحة التي استعملتها «اسرائيل»بشكل مفرط وتسببت بمجازر بحق المدنيين. علماً ان واشنطن لا تزال تشكك في مصداقية التقارير الأممية التي تؤكد استهداف مدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال ومسعفون وصحافيون، في غزة وفي جنوب لبنان.
ولا بد ان نشير بداية الى الجسر الجوي بين مطارات عسكرية في الولايات المتحدة ومطارات عسكرية إسرائيلية، والذي يشهد حركة متواصلة حتى اعداد هذه الدراسة. لدى «إسرائيل» فائض من الذخيرة على اختلاف انواعها، كما ان هناك معاهدة بينها وبين الولايات المتحدة لمدها بالذخيرة بصورة طارئة بواسطة جسور جوية فورية ومن الدول القريبة التي تضم قواعد عسكرية اميركية حين تدعو الحاجة، ريثما تكون اميركا امّنت شحنات ذخائر من معاملها لتعويضها، كما حصل ويحصل الآن في حرب غزة.

ولا شك في ان الكمية الضخمة من الأسلحة التي تصل الى الإسرائيليين تصعب على أي دولة تحمل نفقاتها.

بعد عرض انواع الذخائر المدمّرة والفتاكة الي استعملتها اسرائيل في حربها على غزة، لا بد ان نطرح سؤالا بديهيا وهو: ما هي مسؤولية اميركا في الابادة الجماعية في غزة وفي المجازر بحق المدنيين في جنوب لبنان، خصوصاً عندما تستعمل اميركا حق النقض عدة مرات في مجلس الامن الدولي عند التصويت على قرار وقف اطلاق النار في غزة، وتصرح بأنها لم يثبت لديها حتى الآن ان اسرائيل تستهدف المدنيين، وعندما تقوم اسرائيل بتفخيخ احياء بكاملها وتجعلها ركاماً، وعندما تواصل الولايات المتحدة تزويد اسرائيل بكل هذه الذخائر حتى اليوم.
وأخيراً، اعلنت الادارة الاميركية انها منحت اسرائيل مهلة حتى منتصف آذار المقبل للتوقيع على رسالة تتضمن ضمانات بالتزام القانون الدولي لدى استخدامها الاسلحة الاميركية، بعد سقوط ثلاثين الف شهيد جلهم اطفال ونساء ناهيك عن الاف الجرحى والمعوقين والاف المفقودين تحت الانقاض وبعد دمار غزة.

ألا يجعل كل ذلك اميركا شريك إسرائيل الفعلي في ارتكاب جرائم الابادة الجماعية في غزة والمجازر بحق المدنيين في لبنان؟ وهل تُحاسب الولايات المتحدة على دعمها للكيان الإسرائيلي المجرم؟ وقبل ذلك: هل ستحاسب «إسرائيل» على جرائمها أمام محكمة العدل الدولية أو امام المحكمة الجنائية الدولية، ام أن على الشعوب ان تحصّل حقوقها بنفسها؟ هل سنصل الى يوم يكون فيه الجيش اللبناني قادرا على التصدي للعدو الاسرائيلي بتسليحه باسلحة نوعية مقارنة مع ما تملكه اسرائيل من ترسانة مدمرة؟ هل ستبقى اسرائيل دولة لا تنفذ قرارات دولية وهل سيبقى تنفيذ القرارات الدولية حكرا على الدول الضعيفة فقط؟ وهل سيبقى العالم تحت رحمة «فيتو» تستخدمه اي دولة تمتلك حق النقض بمواجهة رأي غالبية الدول الاخرى؟ الا يجب تغيير نظام مجلس الامن الدولي وتطويره ليكون اكثر عدالة وفعالية لأن شريعة الغاب باتت تحكم العالم؟

 

JDAM
الآلاف من قنابل JDAM وتعرف بـ«ذخائر الهجوم المباشر المشترك» (Joint Direct Attack Munition)، وهي حزمة توجيه وتحكم تُثبت على القنابل غير الموجهة التي توصف بـ «الغبية»، وتحوّلها إلى أسلحة ذكية متقدمة. وقد بدأ الجيش الأميركي استخدام هذه القنابل عام 1997. وتتراوح زنة القنبلة المجهزة بجدام (JDAM) بين 500 رطل (227 كلغ) إلى 2.000 رطل (907 كلغ). والمكونات الرئيسية لنظام جدام تتألف من ذيل مع أسطح تحكم هوائية، ومجموعة الجسم (strake)، ووحدة تحكم مدمجة تجمع بين نظام التوجيه بالقصور الذاتي ووحدة التحكم بالتوجيه لتحديد المواقع.

Switchblade
نحو 200 طائرة بدون طيار انتحارية من طراز “سويتش بليد – Switchblade” يمكن استخدامها للاستطلاع والمراقبة وتوجيه المدفعية والغارات الجوية والهجوم الانتحاري على الخصم في أرض المعركة

Mk82
آلاف القنابل من طراز Mk82 غير موجهة وزنها 500 رطل (227 كلغ)، تستخدم لأغراض مختلفة، مثل مهاجمة مواقع الخصم وتقديم الدعم لقوات الخطوط الأمامية، استخدمتها «إسرائيل» لقصف الأبنية المدنية في القطاع

قذائف مدفعية {155 ملم}
عشرات الآلاف من القذائف المدفعية عيار 155 ملم: تستخدم هذه القذائف لأغراض مختلفة، مثل مهاجمة المواقع البعيدة المدى وتقديم الدعم لقوات المشاة على الخطوط الأمامية. وتشير التقديرات إلى أن واشنطن قدمت نحو 57 ألفاً من هذه القذائف لـ«إسرائيل» خلال الأسابيع الماضية

Mk84
قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84، وتعرف أيضاً بـ«مارك 84»، سميت بـ«المطرقة» للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها. تزن ألفي رطل (900 كيلوغرام تقريباً)، وهي قنبلة موجهة لها رأس حربي متفجر، استخدمت في حربي الخليج وفيتنام.
ويرجح أن Mk84 هي القنبلة التي ألقتها «إسرائيل» على المدنيين في مجزرتي مستشفى المعمداني ومخيم جباليا في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إذ أكّد خبراء عسكريون أن تأثير الغارات الإسرائيلية وضررها في المكانين المذكورين يتطابق مع الآثار التي تحدثها قنبلة «المطرقة».

M141
حصلت “إسرائيل” أيضاً على 3000 صاروخ من طراز M141 يُطلق من الكتف، من صنع شركة Nammo Talley Defense، وقادرة على اختراق ما يصل إلى 20 سم من الخرسانة

GBU-39
آلاف القنابل ذات قطر صغير من طراز GBU-39، «جي بي يو 39 بي»، وهي قنبلة ذكية موجّهة ذات جيل متقدّم مخصّصة لاختراق التحصينات والثكنات العسكرية ونسفها من الداخل مثل المستودعات والملاجئ الخرسانية. وتُسمّى القنبلة «الآمنة»، كونها تُدمّر فقط الهدف من الداخل، من دون إلحاق أضرار بالجوار. وسبق أن استخدمها جيش الاحتلال في اغتيال قيادات للمقاومة الفلسطينية.

ذخيرة الدبابات
ما يقرب من 20000 ألف طلقة من ذخيرة الدبابات في صفقة تبلغ قيمتها أكثر من 115 ملايين دولار، وتشمل طلقات 120 ملم M830A1 الشديدة الانفجار والمتعددة الأغراض وأخرى مضادة للدبابات مع نظام تتبع (MPAT) تستخدمها الدبابات والمركبات المدرعة الأخرى للعمليات المضادة للدبابات

M4A1
طلبت «إسرائيل» من الإدارة الأمريكية 20 ألف بندقية من طراز M4A1 نسخة AR-15، ولا يعلم ما إذا حصلت على كامل هذه الشحنة، لأن الولايات المتحدة هددت بوقف الإمدادات عندما علمت أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزع هذه الأسلحة على فرق ميليشياوية شكلها من المستوطنين في الضفة الغربية، وتم استخدامها في هجمات على قرى فلسطينية مثل حوارة وغيرها

بي إل يو-109
الآلاف من الذخائر الخارقة للتحصينات التي تُعرف باسم «بي إل يو-109»، وهي مصممة لاختراق الخرسانة قبل أن تنفجر، وتقول «إسرائيل» إنها تستخدمها لاختراق شبكة الأنفاق والمخابئ تحت الأرض وتدمير البنية التحتية للمقاومة

هيلفاير Hellfire
من ضمن قائمة الأسلحة التي طلبها الجيش الإسرائيلي من واشنطن وحصل عليها بحسب تقارير أميركية، 2000 صاروخ هيلفاير Hellfire الموجه بالليزر لمروحيات «أباتشي» الحربية، و36.000 طلقة من عيار 30 ملم لمدفعها.
وتعمل مروحيات «أباتشي» بشكل مستمر منذ الساعات الأولى من 7 تشرين الأول/ أكتوبر حيث تقديم المساعدة عن كثب للقوات البرية في قطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية.

المقذوف «آر 9 إكس» R9X
يقذف بهالة من 6 شفرات كبيرة مخزنة بداخله لتمزيق الهدف. هذا الصاروخ يسمح للقادة العسكريين بتحديد الهدف وتقليل احتمال وقوع إصابات بين المدنيين، وهو موجّه بالليزر ويحتوي على 6 سكاكين أو شفرات تخترق الهدف وتقتل كل من يتواجد على مقربة مباشرة من الشخص المستهدف.
وقد استعملته اسرائيل في قصف مستشفى الشفاء في غزة ما ادى الى تقطيع اجساد اللاجئين في محيطه.

بطاريات «قبة حديدية»
بطاريتا «قبة حديدية» كانت «إسرائيل» قد باعتهما للجيش الأميركي الذي اختار في النهاية نظاماً مختلفا، إضافة إلى 2000 صاروخ اعتراضي من طراز «تامير». وتم شحن البطاريتين إلى «إسرائيل» عن طريق البحر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إضافة الى البطاريات التي سلمت الى «اسرائيل» خلال حرب 2006 مع لبنان

أما بالنسبة للجيش اللبناني …
منذ زمن ليس ببعيد اصبح الجيش اللبناني يعتمد على المساعدات الاميركية للقيام بما يوكل اليه من مهمات سواء في التصدي للارهاب او في حفظ الامن في الداخل. زودت الولايات المتحدة الجيش اللبناني بأسلحة فردية واسلحة متوسطة وذخائرها وعدد من ناقلات الجند المتنوعة وعدد من الاليات المدولبة والطوافات وطائرات «سوبر توكانو» المزودة بتقنيات مراقبة حديثة ويمكنها ان تزود بقنابل موجهة، إضافة إلى عدد من القطع البحرية لمساعدته على تنفيذ مهماته البحرية لناحية مراقبة الشواطئ للتصدي لمراكب الموت التي يستعملها النازحون السوريون للهجرة الى اوروبا ولعمليات التهريب. كما تقوم اميركا بتقديم مساعدات لوجستية وعينية. غير ان كل هذه الأسلحة لا تساهم بشكل جدي في تطوير الجيش اللبناني وتجهيزه بشكل يمكنه من صد أي هجوم عسكري إسرائيلي على لبنان.

ترسانة جيش العدو الاسرائيلي
تملك «إسرائيل» ترسانة أسلحة معظمها أميركي، وبعضها صناعة محلية بتمويل أميركي وغربي. يبلغ عديد الجيش الإسرائيلي 170 ألف جندي موزعين على القوات البرية والبحرية والجوية؛ و450 ألف جندي احتياط يستدعون عند الحاجة كما حصل منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة. كما تمتلك 2200 دبابة ميركافا (من الجيل الاول والثاني والثالث والرابع) التي تعتبر فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية حيث أجريت العديد من الدراسات التقنية العسكرية لتطوير قوتها. وبناءً على الخلاصات العلمية لتلك الدراسات، أدخلت تحديثات عديدة وطوّرت منظومة الحماية. لكن لم تثبت التحديثات التكنولوجية فعاليتها في مواجهة صاروخ الياسين 105 المضادة للدروع الذي طوّرته حركة «حماس».
الجيش الإسرائيلي مجهّز بـ530 مدفعاً من مختلف الأنواع والعيارات وسلاح جو يُعد الاقوى في الشرق الأوسط: 339 طائرة حربية بينها 309 طائرات مقاتلة هجومية تتوزع بين اف15 و اف 16 واف 35. كما تمتلك مروحيات هجومية من نوع اباتشي و5 غواصات و49 سفينة للقتال وللدوريات البحرية. وفي ما يتعلق الحماية من الهجمات الصاروخية، جهّزت الولايات المتحدة الجيش الاسرائيلي بنظام القبة الحديدية (صواريخ باتريوت الأميركية) وما يُعرف بـ«مقلاع داوود». ورغم عدم اعترافهم بامتلاك أسلحة نووية، لدى الإسرائيليين نحو 400 رأس نووي ومفاعل نووي في ديمونا. كما لدى الجيش الإسرائيلي صواريخ أريحا وطائرات قادرة على حمل رؤوس نووية.

المصدر
الكاتب:
الموقع : www.tayyar.org
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-03-02 06:42:53
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version