جاء ذلك في كلمة امير عبداللهيان خلال الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، الذي عقد اليوم الثلاثاء في موسكو برئاسة وزير خارجية روسيا الاتحادية وحضور وزراء خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان.
وقال وزير الخارجية الإيراني: إن بحر قزوين تراث مشترك ومركز صداقة بيننا ومصدر خير وبركة لأكثر من 270 مليون شخص في الدول المطلة عليه.
وأضاف: وبما أن أجدادنا أورثوا لنا هذه الجوهرة الإلهية القيمة، فعلينا أن نحاول حماية هذه الهدية الثمينة للأجيال القادمة.
وأشار رئيس السلك الدبلوماسي إلى أن منطقة بحر قزوين منطقة استراتيجية وحلقة وصل بين الممرات بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.
وأكد أن الأمن في منطقة بحر قزوين لا يتجزأ، وأضاف: نحن جميعا مسؤولون عن الحفاظ على الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة في بحر قزوين.
وقال: ما زلنا نعتقد أن جميع القرارات المتعلقة بقضايا بحر قزوين يجب أن تتم بتوافق واتفاق الدول الساحلية الخمس. فلنسعى للتحرك من اجل المزيد من التعاون في هذا البحر.
وقال مخاطبا الوزراء الحاضرين في هذا الاجتماع: من أجل تحويل بحر قزوين إلى رمز حقيقي للصداقة والتقدم والتنمية، نحتاج إلى تعزيز التفاعل والتعاون الجماعي قدر الإمكان. وليس أمامنا خيار سوى التحرك نحو هيكلة التعاون في بحر قزوين. وفي هذا الصدد، من الضروري إنشاء أمانة أو منظمة يمكنها إدارة ومراقبة جميع مجالات التعاون.
واضاف رئيس السلك الدبلوماسي: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بتنمية الاقتصاد البحري والاستثمارات المشتركة في مجالات النقل البحري والموانئ والملاحة ومصائد الأسماك والسياحة البحرية وإنشاء مناطق تجارة حرة والاستغلال المستدام للموارد السمكية في بحر قزوين.
وذكر أن هناك العديد من التهديدات والتحديات البيئية التي تواجهنا في الوقت الحالي، وقال: إن حلها يتطلب التعاون الجماعي بين الدول الساحلية الخمس. ومن أهم التحديات التهديد بانخفاض منسوب مياه بحر قزوين بسبب عوامل بشرية وغير بشرية، بما في ذلك انخفاض مياه الأنهار الداخلة إلى بحر قزوين، والتغيرات المناخية، وبناء السدود والخزانات، والمنشآت الصناعية والزراعية على طول الأنهار التي تصب في بحر قزوين.
وقال وزير الخارجية: للأسف، فإن استمرار انخفاض منسوب مياه بحر قزوين في السنوات الأخيرة كانت له آثار سلبية على مرافق الموانئ والشحن والنظام البيئي والحياة المائية لبحر قزوين، وتسبب في زيادة الملوثات فيه والمناطق الساحلية المطلة عليه.
وصرح أمير عبداللهيان، ان حل هذه المشكلة يتطلب بالتأكيد القرار الجماعي للدول الساحلية الخمس.
*الوضع في غزة تحول إلى مأساة إنسانية كبيرة
وقال وزير الخارجية: الأمن في عصرنا مسالة مترابطة، وانعدام الأمن في أي جزء من المنطقة والعالم له تأثير سلبي على أمن المناطق الأخرى. ولذلك نريد أن ننتبه إلى التطورات في غزة من هذا المنطلق. وحتى الآن، ونحن نجلس هنا، فإن الجولة الجديدة من عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب غزة الأعزل مستمر بلا هوادة وبوحشية. لقد تحول الوضع في غزة من الأزمة إلى مأساة إنسانية كبيرة. وفي الوقت الذي كان الكثيرون يأملون أن يتحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى وقف إطلاق نار مستقر ودائم، فإن الكيان الإسرائيلي، وعلى الرغم من ضغوط الرأي العام المحلي والدولي، ما زال يضع الجرائم والإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية على جدول أعماله.
وقال أمير عبداللهيان: إن أكثر من 16 ألف فلسطيني استشهدوا حتى الآن، أكثر من 10 آلاف منهم من الأطفال والنساء. وتم تدمير آلاف الوحدات السكنية ومئات المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس والمساجد والكنائس، وأصبح جزء كبير من السكان الفلسطينيين في قطاع غزة وحتى الضفة الغربية بلا مأوى ونازحين. وتمثل هذه الأعمال الفظيعة جرائم حرب وعقوبات جماعية، وهي تتعارض مع مبادئ وقواعد القانون الدولي وتستوجب الملاحقة والعقاب.
*مقاطعة البضائع إسرائيلية الصنع
وأضاف وزير الخارجية: في إطار القانون الدولي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع اعترافها بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، واعتبارها حركة حماس منظمة فلسطينية تحررية ضد الاحتلال، تؤكد على ضرورة ممارسة الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والتأكيد على عودة اللاجئين ونطالب كافة الدول بوضع معالجة هذه القضية على جدول أعمالها العاجل والجاد وخاصة في الأمم المتحدة.
وتابع: يجب محاكمة ومعاقبة مجرمي الحرب الصهاينة أمام محكمة دولية. إن وقف تصدير السلع والطاقة إلى كيان الاحتلال ومقاطعة البضائع إسرائيلية الصنع هو أقل ما ينبغي أن نفعله لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
*الإعداد لعقد المؤتمر الاقتصادي الثالث لرؤساء وزراء بحر قزوين في طهران
وقال وزير الخارجية في هذا الاجتماع: للأسف، تم تأجيل عقد المؤتمر الاقتصادي الثالث لرؤساء وزراء بحر قزوين في طهران على الرغم من الاتفاق والتنسيق السابق بين جميع الدول والتخطيط الذي تم. ونحن نحاول اقتراح موعد جديد لعقد هذا المؤتمر على مستوى رؤساء وزراء الدول المطلة على بحر قزوين باستضافة النائب الأول للرئيس الايراني. ولا شك أن انعقاد هذا المؤتمر بشكل منتظم وتنفيذ قراراته سيحقق المصالح الاقتصادية لجميع الدول الساحلية.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-12-05 19:12:15
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي