وينبئ هذا الاستهداف بأن “المقاومة” تنوي الحفاظ على قاعدة اشتباك رئيسة مع الأميركيين، باعتبارهم قوّة احتلال، وداعم استخباري رئيس للعدوّ على الساحة السورية، مفادها أن أيّ قصف إسرائيلي على منشآت الدولة السورية، سيقابله قصف على القواعد العسكرية الأميركية في شرق الفرات.
ولم تكد تمرّ 48 ساعة على استهداف مطار دمشق، حتى جرى ضرْب ثاني أكبر قاعدة لـ”التحالف” في سوريا، يُعتقد أنها تضمّ أكثر من 150 جندياً أميركياً وفرنسياً وبريطانياً.
وأقرَّ “التحالف”، في بيان، بتعرّض “مركز له في حقل كونيكو شمال شرقي سوريا للاستهداف بصاروخَين”، مضيفاً أن “القصف لم يؤدِّ إلى جرحى أو أضرار في القاعدة أو الممتلكات”.
ولفت البيان إلى أنه “بعد أن مسحت قوات سوريا الديموقراطية الموقع، تبيّن وجود صاروخ ثالث غير منفجر”.
من جهتها، أكّدت مصادر ميدانية، لـصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن “المنفّذين تعمّدوا استهداف القاعدة بأكثر من 5 صواريخ، للبعث بعدّة رسائل ميدانية مع مطلع العام الجديد، أهمّها أن وجود الاحتلال مرفوض، وعليه المغادرة”.
ورجّحت المصادر أن “تتواصل المقاومة الشعبية إلى حين تحقيق هدفها، بإخراج الاحتلال الأميركي من الأراضي السورية“.
وفي الوقت الذي اختار فيه الإسرائيليون تأكيد استمرارهم في استراتيجية “المعركة بين الحروب” في سوريا، مع مطلع العام الجديد، واصل الأميركيون، من جهتهم، إدخال أسلحة ومعدّات لوجستية إلى قواعدهم غير الشرعية، بالتوازي مع تنفيذ تدريبات عسكرية في كلّ من التنف ودير الزور، في ما يؤشّر إلى عدم وجود أيّ نوايا لديهم لتغيير سياساتهم تجاه هذا البلد.
وتُظهر أنشطة “التحالف” عزمه على العودة إلى قاعدة سابقة في “الفرقة 17” في الرقة، بعد رصد آليات هندسية تعمل ضمنها تمهيداً لاعتمادها ربّما كمهبط للمروحيات الداعمة لعمليات “قسد” المُفترضة ضدّ تنظيم “داعش” في مدينة الرقة وأريافها.
كما أظهر “التحالف” استجابة تصعيدية تجاه أيّ محاولة مساس بوجوده في سوريا، بعد مضيّ كلّ من أنقرة ودمشق في خطوات “تصالحية” برعاية روسية، أوّل ثوابتها اعتبار الوجود الأميركي على الأراضي السورية غير شرعي، وداعم لكيانات تهدّد وحدة أراضيها.
ومن هنا، أعلن “التحالف”، في بيان أول من أمس، “تنفيذ تمرين الجاهزية العملياتية، باستخدام المدفعية الرشاشة المضادة للطائرات في شرق سوريا، للتحقّق من فاعلية المنظومة والاحتفاظ بالجاهزية لتنفيذ المهام الأساسية التي تساعد على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين”.
ولأن الأميركيين دائماً ما يكرّرون لازمة أن وجودهم على الأراضي السورية غرضه محاربة “داعش”، الذي لا يمتلك أيّ وسائل قتال جوّي، فيبدو أن الاختبار الأخير لمضادات الطائرات، هو رسالة استباقية ضدّ أي تنسيق ميداني سوري ــــ تركي، يهدّد الوجود الأميركي في شمال سوريا وشرقها.
* الاخبار
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-05 10:01:21
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي