مدار نيوز \
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسته الشهرية حول الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والاجتماع الربع سنوي للمجلس بشأن تنفيذ القرار 2334، المؤرخ في 23 كانون الأول/ديسمبر (2016) الذي طالب بإنهاء جميع الأنشطة الاستعمارية الإسرائيلية.
وقال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في إحاطته أمام المجلس، إن “استمرار الحرب في قطاع غزة يزيد من عدم الاستقرار الإقليمي”، مطالبا باتخاذ خطوات عاجلة لتهدئة الوضع، وبوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، لافتا إلى التأثير المدمر للحرب على السكان المدنيين والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع.
وأضاف: “لا يزال الجوع وانعدام الأمن الغذائي مستمرين – وفي حين تم تجنب توقعات المجاعة الوشيكة في الشمال من خلال زيادة توصيل الأغذية – فقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الجنوب”.
وأكد أن جميع سكان غزة تقريبًا ما زالوا يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، مضيفًا أن ما يقرب من 500,000 شخص يواجهون انعدام الأمن “الكارثي”.
ولفت إلى أن حجم القتل والدمار في غزة مروع ومدمر، مبينًا أن “الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في المناطق المكتظة بالسكان دمرت أحياء بأكملها وألحقت أضرارا بالمستشفيات والمدارس والمساجد ومنشآت الأمم المتحدة”.
وشدد وينسلاند على ضرورة حماية المدنيين، مؤكدًا أن حياة 1.7 مليون نازح في غزة معرضة للخطر.
وأشار إلى أن الوضع المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية ما يزال “محفوفًا بالمخاطر” وسط مخاوف اقتصادية وأمنية أوسع نطاقًا في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وقال: “إن إعلانات وزير المالية الإسرائيلي (بتسلئيل سموتريتش) عن نيته مواصلة منع تحويل جميع إيرادات المقاصة إلى السلطة – واتخاذ إجراءات من شأنها إنهاء العلاقات المصرفية (المراسلة) بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية في نهاية حزيران/يونيو – تهدد بإغراق المالية العامة الفلسطينية”.
وشدد على أن الوضع في المنطقة قد يتحول إلى أزمة أكبر، ما قد يؤدي إلى قلب النظام المالي الفلسطيني برمته رأسا على عقب.
وأشار أيضًا إلى أن “تعيين نائب مدني مؤخرًا للإشراف على إدارة الأراضي والحياة اليومية في المنطقة المسماة (ج) من الضفة الغربية المحتلة، من المتوقع أن يعجل بتوسيع المستعمرات الإسرائيلية وشرعنة البؤر الاستعمارية غير القانونية بموجب القانون الإسرائيلي”، مشددا على أن ذلك “أمر مثير للقلق ويقوض آفاق حل الدولتين”، ومؤكدا أن تلك الخطوات تنتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وأكد أن “الجهود المبذولة لمعالجة التحديات الأمنية والإنسانية التي تتجاهل أو تتجنب المسائل السياسية الأساسية محكوم عليها بالفشل”.
بدوره، قالت مممثلة الولايات المتحدة الأميركية إنه بينما تتجه عيون العالم إلى غزة – “لا يمكننا أن نتجاهل الحالة في الضفة الغربية”.
وأعربت عن قلقها “إزاء الارتفاع الكبير في أعمال العنف المميتة ضد المدنيين الفلسطينيين من قبل المستعمرين”، وقالت إن “عام 2023 شهد أكبر عدد من الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ عام 2005”.
وأكدت أن “واشنطن عازمة على استخدام جميع الأدوات المتاحة لها لكشف وتعزيز المساءلة بالنسبة لأولئك الذين يهددون السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية، وفرضت عقوبات على العديد من المستعمرين المتطرفين ومنظماتهم الذين ارتكبوا أعمال عنف هناك”.
وأشارت إلى أنه “مع مواجهة الكثير من سكان غزة لمستويات كارثية من الجوع، فإن الوضع معرض لخطر التدهور السريع، خاصة مع استمرار انقطاع تدفقات المساعدات”.
وقالت: “إن النساء والأطفال والرجال الفلسطينيين يعانون كل يوم”، مشيرة إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لخلق ظروف أفضل لتسهيل توصيل المساعدات إلى غزة.
من جهته، أشاد ممثل موزمبيق بقرار المجلس المجلس 2334، معربا عن أسفه لأن التقارير الواردة من الميدان تشير إلى أن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يتناقض مع جميع ما ورد في القرار.
وأعرب كذلك عن قلقه من أنه – بالإضافة إلى الوضع الكارثي في غزة – لا تزال هناك مستعمرات غير قانونية في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال إن “استمرار هدم المباني الفلسطينية يترك العديد من الأشخاص دون حماية، مع ما يترتب على ذلك من آثار تقوض الجهود المبذولة من أجل السلام في المنطقة وتنفيذ حل الدولتين”.
وشدد على أن “التوترات وأعمال العنف المتكررة في قطاع غزة يجب أن تنتهي”، محذرا من أن الصراع الذي طال أمده يهدد بالتوسع إلى بلدان أخرى في المنطقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بين اللاجئين والنازحين.
ودعا إلى التهدئة الفورية للصراع وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والالتزام بقرارات المجلس بما في ذلك القرارات 2712 (2023) و2720 (2023) و2728 (2024).
وشددت ممثلة مالطا على أن إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، يجب أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس، وأن تتقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وأن تحمي السكان الفلسطينيين من جميع أعمال العنف أو التهديد بها.
وأضافت أن التوسع الاستعماري الإسرائيلي غير القانوني وهدم الممتلكات الفلسطينية والإخلاء القسري يجب أن يتوقف.
وأشارت إلى أن تقديم المساعدات الإنسانية لا يمكن أن يعتمد على اتفاق وقف إطلاق النار أو “وقفات تكتيكية”، مشددة على أنه يجب على الأطراف ضمان توصيل المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل آمن على نطاق واسع داخل غزة وعبرها.
وقالت: “يجب أن يظل وقف التصعيد وإحياء الأفق السياسي أولوية أساسية”، ومن الأمور الأساسية في هذا الأمر الجهود التي تركّز على تعزيز السلطة الفلسطينية ماليا وسياسيا من أجل الحكم الفعال في كل من الضفة الغربية وغزة.
وأضافت أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي تهدد بتقويض الاستقرار المالي للسلطة الفلسطينية تقوض أيضًا الدعم الإقليمي والدولي لضمان استقرار السلطة الفلسطينية ويجب التراجع عنها.
وأشار ممثل سلوفينيا إلى أنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعا أعضاء المجلس إلى وقف إطلاق النار، وتوزيع المساعدات الإنسانية، والاحترام الكامل للقانون الدولي في كل اجتماع.
وأضاف: “مرة أخرى، بينما نجتمع هنا اليوم، نواصل سماع نفس الروايات عن الوضع في غزة”.
وأكد أن الهجمات (الإسرائيلية) الأخيرة على المرافق الإنسانية “تثبت مرة أخرى أن حجج هذا المجلس ومخاوفه ومطالبه وقراراته لا تزال موضع تجاهل”.
وقال ممثل روسيا إنه “في خضم العمليات الإسرائيلية المستمرة في غزة، قُتل أكثر من 37500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. كما أن الإحصائيات المتعلقة بالضفة الغربية مروعة أيضاً، حيث قُتل 600 فلسطيني، في حين يستمر بناء المستعمرات الإسرائيلية الجديدة ويتم إخلاء السكان من منازلهم”.
وأضاف أن “حجم العنف الذي يمارسه المستعمرون الإسرائيليون المتطرفون والإفلات التام من العقاب أمر صادم”، لافتا إلى هجمات المستعمرين على القرى والبلدات الفلسطينية وما يرافقها من أعمال قتل وجرح للفلسطينيين وحرق وتدمير لممتلكاتهم.
وتابع أن “هذا الخروج على القانون تم ارتكابه على مرأى ومسمع من أجهزة إنفاذ القانون. وليس هناك سوى حل واحد لهذه الحلقة المفرغة من العنف – وهو استئصال ثقافة الإفلات من العقاب والاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية”.
وحذّر من أن إسرائيل “تمضي قدماً بكل قوتها” في هجومها على رفح، وطالبها بوقف العملية.
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :madar.news
بتاريخ:2024-06-26 00:45:56
الكاتب:علي دراغمة
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي