ومنذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد 122 صحفيا وأصيب عشرات حتى الأربعاء، جراء الهجمات التي ينفذها جيش الاحتلال. وإلى جانب استهداف الصحفيين في غزة، استهدف جيش الاحتلال الإعلاميين في جنوب لبنان، ومنعهم من القيام بعملهم عبر وسائل مختلفة.
وفي هذا السياق، سلط تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الضوء على العوائق التي تحجب وصول حجم المأساة الإنسانية والدمار والموت في قطاع غزة عن العالم. واشارت الصحيفة الأمريكية في مستهل تقريرها إلى أن الحرب، في نظر كثير من الناس خارج غزة، تومض في شكل سلسلة من العناوين الرئيسة وعدد الضحايا وصور أطفال يصرخون، وأجزاء دموية من آلام شخص آخر. لكن الحجم الحقيقي للموت والدمار من المستحيل فهمه، والتفاصيل غامضة ومحاطة بالتعتيم على الإنترنت والهواتف المحمولة الذي يعيق الاتصالات، والقيود التي تمنع الصحفيين الدوليين، والتحديات الهائلة، التي غالبًا ما تهدد الحياة، أثناء العمل كصحفي محلي من غزة.
وأضافت الصحيفة أن هناك ثقوب في الظلام، وفتحات مثل قصص على إنستجرام لمصوري غزة وعدد صغير من الشهادات التي تتسلل من خلالها. ومع ذلك، مع مرور كل أسبوع، يتضاءل الضوء عندما يغادر أولئك الذين يوثقون الحرب، أو يستقيلون أو يموتون. لقد أصبحت التقارير الواردة من غزة تبدو محفوفة بالمخاطر بلا جدوى لبعض الصحفيين المحليين، الذين دب فيهم اليأس من دفع بقية العالم إلى التحرك.
وبحسب الصحيفة تقريبًا جميع الصحفيين الذين استشهدوا في غزة منذ 7 أكتوبر تم استهدافهم في غارات جوية “إسرائيلية”، وفقًا للجنة حماية الصحفيين، 38 منهم استشهدوا في منازلهم أو في سياراتهم أو إلى جانب أفراد عائلاتهم. وقد أدى ذلك بعديد من الفلسطينيين إلى اتهام الكيان الصهيوني باستهداف ممنهج للصحفيين.
وقالت شروق أسد، المتحدثة باسم نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن النقابة التي تضم أعضاء في كل من غزة والضفة الغربية، أحصت ما لا يقل عن 25 صحفيا في غزة، تقول إنهم كانوا يرتدون سترات واقية تحمل كلمة «صحافة» عندما استشهدوا. وأضافت أن بعض الصحفيين ينامون بعيدا عن عائلاتهم خوفًا من أن يعرضهم الاحتماء مع أقاربهم للخطر.
ومنذ السابع من أكتوبر، منع كيان الاحتلال معظم إمدادات الكهرباء عن غزة، ومنع جميع المساعدات من الدخول إلى القطاع. كما قطع شبكات الاتصالات، مما جعل من المستحيل تقريبًا على معظم سكان غزة إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.
ويقع على عاتق الصحفيين في غزة، الذين يعملون في الغالب في وسائل الإعلام الفلسطينية أو الإقليمية الناطقة باللغة العربية أو الصحفيين المستقلين الشباب الذي لا يملكون سوى حساب إنستجرام، نقل قصاصات من واقع غزة إلى من هم خارجها. وبستراتهم الصحفية ذات اللون الأزرق الداكن التي يمكن التعرف عليها على الفور، اكتسب عديد منهم الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مقاطع الفيديو والصور الشخصية.
هذا وتوعّد الاتحاد الدولي للصحفيين باتخاذ إجراءات قانونية ضد السياسيين والقادة العسكريين الصهاينة، إذا لم يلتزموا باحترام أوامر محكمة العدل الدولية، في ما يتعلق باستهداف الصحفيين.
وبعث الاتحاد الدولي للصحفيين رسالة وقعتها رئيسته دومينيك برادالي وأمينه العام أنطوني بيلانجي، إلى رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت، تبلغهما بأن أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين البالغ عددهم 600 ألف، من أكثر من 140 دولة حول العالم، يعتبرون الصحفيين في غزة زملاء لهم.
وأضافت الرسالة: «لقد تابعنا بقلق بالغ العدد المتزايد من حالات القتل المسجلة بين الصحفيين في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. ولا بد أنكم تعلمون أن حصيلة القتلى تمثل ما يقرب من عشرة في المائة من الصحفيين العاملين في القطاع».
وذكّر الاتحاد الدولي للصحفيين بأن حالات القتل بين الصحفيين تناهز حوالى ثلاثة أضعاف حالات القتل بين العاملين في مجال الصحة على سبيل المثال، «لدرجة تجعل من المستحيل تصديق أن هذه مجرد صدفة».
وأشارت تقارير عدة إلى استخدام جيش الاحتلال لأنظمة استهداف متطورة للغاية ومعززة بالذكاء الاصطناعي، مثل نظام «غوسبل». وعلّق الاتحاد «إذا كانت هذه التقارير دقيقة، هل نفهم أن القرارات التي تُتخذ باستهداف الصحفيين والإعلاميين تتم بناء على فحص كل شخص وحالة بشكل مستقل؟».
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2024-02-01 13:02:29
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي