إسرائيل اليوم 2/3/2025، ايال زيسر: حزب الله: اليوم التالي لنصر الله
في الأسبوع الماضي دفن حسن نصرالله، زعيم حزب الله، وخليفته، هاشم صفي الدين الذي صفي بعد أسبوع منه.
منظمة الإرهاب اللبنانية سعت لان تجري استعراضا جماهيريا للقوة يثبت بان المنظمة لا تزال حيا يرزق، وتتمتع بتأييد واسع بين السكان الشيعة في لبنان. لهذا السبب اختارت ان تجري طقوس الدفن، بخلاف ما هو دارج في الإسلام، بعد خمسة أشهر من تصفية نصرالله وصفي الدين، وهكذا سعت لان تضمن استعدادا افضل للجنازة والا تعرقل إسرائيل أيضا سيرها.
الجنازة التي جرت في الاستاد الرياضي في بيروت، اجتذب كما كان متوقعا الكثير من المشاركين، وان كان أقل بكثير مما توقع أو عمل حزب الله. سرب من سلاح الجو ظهر في السماء بالضبط عندما ادخل نعشا نصرالله وصفي الدين الى الملعب. لكن بعد كل هذا بقي على حاله السؤال اذا كان احتفال التشييع يمثل نهاية حسن نصرالله أم يمثل أيضا نهاية حزب الله كقوة عسكرية مسلحة تشكل تهديدا على إسرائيل.
ليس لهذا السؤال بعد جواب واضح، وبغياب مثل هذا الجواب يفضلون في إسرائيل “التعويل” على الاماني – ان يكون حزب الله أصيب بضربة شديدة وهو اليوم تنظيم مردوع يبحث عن الهدوء وليس عن المواجهة، بالضبط، بالمناسبة، مثلما درجنا على القول عن هذا التنظيم بعد حرب لبنان الثانية في صيف 2006، ومثلما درجنا على القول أيضا عن حماس بعد كل جولة مواجهة خضناها مع منظمة الإرهاب الغزية على مدى العقد الماضي.
من هنا قصير الطريق لسماح الجيش الإسرائيلي وحكومة إسرائيل لسكان الشمال بالعودة الى بيوتهم.
لكن الواقع على الارض لا يتوافق وهذه الاماني.
حقيقة هي أن حزب الله تعرض لضربة شديدة في اثناء الحرب الأخيرة. قيادته العليا وقيادته العسكرية صفيت، الكثير من قدراته العسكرية دمر، والسكان الشيعة شهدوا دمارا وخرابا على مستويات غير مسبوقة.
ايران تجد صعوبة في مساعدة التنظيم بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وأخيرا – في لبنان انتخب رئيس لا يتماثل مع حزب الله او يستمع لاوامره، بل قامت حكومة ملتزمة بنزع سلاح التنظيم.
لا غرو ان التخوف في إسرائيل من حزب الله اختفى، والدليل، الجيش الإسرائيلي يعمل بحرية وبلا قيد، حاليا على الأقل، في كل مرة يشخص فيها محاولات من التنظيم لاعادة بناء قدراته العسكرية.
كل هذا صحيح. لكن تنظيم حزب الله لم يهزم ولم يصفى، وكذا أيضا دافعه للمس بإسرائيل. فقد تمكن التنظيم من أن يبقي بعضا من قدراته العسكرية، بضع عشرات الاف الصواريخ وبضع عشرات الاف المقاتلين من حملة السلاح، وهو لا يزال اقوى من الجيش اللبناني الذي يفترض بان ينزع سلاحه.
لا غرو أن جيش لبنان لا يفعل شيئا كي ينزع قدرات حزب الله العسكرية. احد من مخربي التنظيم الارهابي لم ينسحب الى شمالي الليطاني، والتنظيم لم يسلم للجيش اللبناني حتى ولا صاروخ واحد ولا استحكام عسكري واحد من تلك المئات التي يملأها في ارجاء لبنان.
واضح ان أحدا في لبنان لا يعتزم الصدام مع التنظيم ومع مؤيديه، الامر الذي من شأنه ان يدهور الدولة الى حرب أهلية متجددة، وبالتالي فان اغنية اللبنانيين – وبالمناسبة، امنية إسرائيل أيضا – هي أن يوافق التنظيم، تحت ضغط سياسي لكن ليس عسكريا، على تسليم سلاحه.
غير ان من يعرف لبنان يعرف ان حزب الله لن يوافق طوعا على ان يفقد صوابه. تنظيم حزب الله اختار خيارا استراتيجيا في أن يخفض الرأس الى ان يمر الغضب. ان يمتص الضربات التي توقعها عليه إسرائيل وفي هذه الاثناء يرمم قوته، بالضبط مثلما تحاول حماس عمله في غزة.
للتنظيم منطق خاص به، ليس منطقا غربيا او إسرائيليا، و “زمن حزب الله” يقاس بالسنين وبالعقود، وليس بالايام او الأسابيع مثلما هو عندنا.
وعليه فلا حاجة لان نتفاجأ حين يحصل غير المتوقع، في وقت ابكر مما نقدر، والتنظيم سيعود ليرفع الرأس، يرفض على نحو استعراضي نزع سلاحه بل وسيستأنف عمليات الإرهاب ضدنا اذا ما اقتنع بان إسرائيل غير معنية بجولة قتال أخرى بعد أن يكون سكان الشمال عادوا الى بيوتهم.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-02 16:41:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>