إسرائيل تعلن "تحييد" قادة "الجهاد" في غزة ومصر تنشط للتهدئة

<p class="rteright">أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما لا يقل عن 24 فلسطينياً قتلوا بينهم ستة أطفال (أ ب)</p>

تقترب الاشتباكات عبر الحدود بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للدخول في يومها الثالث. وفيما قالت مصر إنها تجري محادثات مكثفة سعياً لتهدئة الوضع، السبت السادس من أغسطس (آب)، أعلن الجيش الإسرائيلي إنّه “تمّ تحييد القيادة العليا للجناح العسكري في الجهاد الإسلامي في غزّة”.

وبينما استمرت الضربات الإسرائيلية، وأصابت ما قال الجيش إنه مخازن أسلحة مخبأة في مناطق سكنية ودمرت عدداً من المنازل، أطلقت حركة “الجهاد الإسلامي” وابلاً من الصواريخ وصل حتى مدينة تل أبيب المركز التجاري لإسرائيل.

وأطلقت الفصائل الفلسطينية أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل، تم اعتراض معظمها، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار ودفع السكان إلى الهروب إلى الملاجئ. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.

وذكرت حركة “الجهاد الإسلامي” أنها أطلقت صاروخاً على مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل، لكن الصاروخ سقط على بعد نحو 20 كيلومتراً من المطار. وأعلنت هيئة الطيران المدني الإسرائيلية أن العمل في المطار يمضي كالمعتاد.

“حماس” ومصر

ويتوقف تصعيد القتال إلى حد كبير على حركة “حماس” التي تسيطر على غزة وإذا ما كانت ستختار الانضمام إلى القتال.

وذكر مصدران أمنيان مصريان أن وفداً من الاستخبارات المصرية برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق وصل إلى إسرائيل، السبت، وسيسافر إلى غزة لإجراء محادثات وساطة. وأضافا أنهما يأملان التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة يوم من أجل إجراء المحادثات.

وقال مسؤول في حركة “الجهاد الإسلامي” لـ”رويترز” في ساعة متأخرة من مساء السبت “بذلت جهود مكثفة هذا المساء واستمعت الحركة إلى الوسطاء لكن هذه الجهود لم تتوصل إلى اتفاق بعد”.

وبدأت الاشتباكات عبر الحدود، التي أنهت أكثر من عام من الهدوء النسبي حول غزة، عندما شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً يوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي وقصف مجموعة مما قالت إنها أهداف عسكرية.

سجال بشأن قتلى

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما لا يقل عن 24 فلسطينياً قتلوا، بينهم ستة أطفال، وأصيب 203 بجروح منذ بدء إطلاق النار.

وقالت حركة “حماس” التي تسيطر على القطاع إن أربعة أطفال كانوا بين قتلى انفجار وقع قرب مخيم جباليا للاجئين وألقت باللوم على إسرائيل. لكن الجيش الإسرائيلي نفى مسؤوليته، وقال إن الانفجار نجم عن فشل إطلاق صاروخ من قبل حركة “الجهاد الإسلامي”.

ووزع الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر فيما يبدو صاروخاً يُطلق من غزة ليلاً ثم ينحرف على الفور عن مساره إلى منطقة سكنية. ولم يتسن لوكالة “رويترز” التحقق من اللقطات بشكل مستقل.

وكانت شوارع غزة خالية إلى حد كبير وظلت المتاجر مغلقة صباح السبت. وفي الموقع الذي قتل فيه القيادي في “الجهاد الإسلامي” تيسير الجعبري، تناثرت الأنقاض وشظايا الزجاج والأثاث على طول الشارع.

وخلت شوارع البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود إلى حد كبير، في حين شبت حرائق ناجمة عن القصف الصاروخي في حقول قريبة.

مواقف عربية

دانت السعودية هجوم ما وصفته بـ”قوات الاحتلال” على قطاع غزة. وطالبت وزارة الخارجية في بيان المجتمع الدولي بـ”حماية المدنيين وتحمّل مسؤولياته ووضع حد للتصعيد وبذل الجهود لإنهاء الصراع الذي طال أمده”.

ودانَ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف “العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة”. وشدد على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل” لمد يد العون للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال.

وأعربت الحكومة المغربية، السبت، عن قلقها بشأن تطورات الوضع في غزة، ودعت إلى “تجنب مزيد من التصعيد واستعادة التهدئة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة”.

وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية إن المغرب يتابع “بقلق بالغ ما تشهده الأوضاع في قطاع غزة من تدهور كبير، نتيجة عودة أعمال العنف والاقتتال وما خلفته من ضحايا وخسائر في الأرواح والممتلكات”. وأضاف البيان أن “المملكة المغربية التي يرأس عاهلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لجنة القدس، تدعو إلى تجنب مزيد من التصعيد واستعادة التهدئة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة وتجنيب المنطقة مزيداً من الاحتقان والتوتر”.

دعوات دولية

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحثت جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد. وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيدس على “تويتر” إن “لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها”.

وقال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة “بقلق بالغ” ويدعو جميع الأطراف إلى “أقصى درجات ضبط النفس” من أجل تجنب تصعيد جديد.

وأكد بيتر ستانو، في بيان، أن “إسرائيل لها الحق في حماية سكانها المدنيين ولكن يجب القيام بكل ما يمكن لمنع نشوب نزاع أوسع من شأنه أن يؤثر في المقام الأول على السكان المدنيين من كلا الجانبين ويؤدي إلى ضحايا جدد ومزيد من المعاناة”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها “تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل”.

وأضافت أن فرنسا تدعو “جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر يكون السكان المدنيون أول ضحاياه”.

وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، السبت، أنها تدعم حقّ إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”.

وأضافت تراس التي تسعى لخلافة بوريس جونسون على رأس الحكومة البريطانية “ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين” داعيةً إلى “نهاية سريعة للعنف”.

وأعربت روسيا عن “قلقها البالغ” ودعت الجانبين إلى إبداء “أقصى درجات ضبط النفس”.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في بيان للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا في غزة”.

ودعت زاخاروفا “كل الأطراف المعنيين إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس ومنع تصعيد العمليات المسلحة وإعادة تفعيل وقف مستدام لإطلاق النار فوراً”.

وعبر مبعوثا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط عن قلقهما إزاء اندلاع العنف، ونددت السلطة الفلسطينية بالهجمات الإسرائيلية.

واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان أن “الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال في قطاع غزة الليلة الماضية تكشف عن طبيعته العدوانية”.

وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الفلسطينيين “ليسوا وحدهم” في مواجهة إسرائيل.

وقال سلامي، في بيان “اليوم، كل القدرات الجهادية المعادية للصهاينة تقف صفاً واحداً في الميدان وتعمل على تحرير القدس الشريف واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني”.

توقيف شحنات وقود

ويتجمع نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الساحلي الضيق حيث تفرض إسرائيل ومصر قيوداً صارمة على حركة الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه بجانب حصار بحري بسبب ما تقول الدولتان إنه مخاوف أمنية.

وأوقفت إسرائيل شحنات وقود كان من المقرر إرسالها إلى غزة قبل وقت قصير من بدء قصفها الجمعة، وهو ما أدى إلى تعطل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع وخفض ساعات الإمداد بالكهرباء إلى حوالى ثماني ساعات في اليوم، الأمر الذي دفع مسؤولي الصحة إلى التحذير من تأثر المستشفيات بشدة في غضون أيام.

وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ مايو (أيار) 2021 عندما أسفر قتال عنيف استمر 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصاً في غزة و13 في إسرائيل.

اعتقالات

وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت القوات الإسرائيلية قيادياً في حركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية، مما دفع الحركة إلى التهديد بالانتقام. وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 19 عضواً آخرين في الحركة السبت.

وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي أنه تم تدمير عشرات من منشآت الصواريخ في غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن الهجمات التي شُنت يوم الجمعة أحبطت هجوماً فورياً وملموساً لحركة “الجهاد الإسلامي” المدعومة من إيران والتي يصنفها الغرب منظمة إرهابية.

subtitle: 
يتوقف التصعيد إلى حد كبير على حركة "حماس" وإذا ما كانت ستنضم إلى القتال
publication date: 
الأحد, أغسطس 7, 2022 – 05:15

المصدر
الكاتب:hassan.zein
الموقع : www.independentarabia.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2022-08-07 05:15:37
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version