كما باتت مشاهد قوات الاحتلال وهي تضرب وتعتدي على المصلين داخل المسجد الأقصى وتلقي بهم في السجون، وتنفيهم عن مدينتهم، مشاهد عادية، دون أن يحسب هذا الكيان حسابا لردة فعل دولية أو إسلامية أوعربية.
اللافت أن هذا الكيان يفعل كل هذه الأفاعيل في ظل حكومة، يصفها الإعلام “الإسرائيلي” نفسه، بأنها أكثر حكومة يمينية وعنصرية ومتطرفة في تاريخ هذا الكيان، فأغلب وزراء هذه الحكومة، تم إدانتهم في محاكم “إسرائيلية” بتهم الإرهاب!.. منهم وزير الأمن إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وغيرهما.. فلماذ يسكت العالم على كل جرائم وانتهاكات هذه الحكومة الإرهابية إذا؟
جواب هذا السؤل نختصره في هذه الجملة: إنه نفاق الغرب وضعف العرب والمسلمين، فالغرب الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما تتعامل حكومة ما، خاصة تلك التي ترفض التبعية للغرب، مع متظاهرين، أو حتى مع مخربين وإرهابيين، بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، نرى هذ الغرب يستقبل بالأحضان زعيم هذه الحكومة بنيامين نتنياهو، بينما ترفع حكومته جهارا نهارا، شعارات “الموت للعرب”، و”دمروا مدن العرب وأحرقوا بيوتهم”.
كما تصر هذه الحكومة على تأسيس ميليشيا مسلحة، تتشكل من سفاحين ومجرمين، بقيادة بن غفير، لتنفيذ تلك الشعارات، بينما لا نرى أي إدانة عملية من هذا الغرب المنافق لهذه الجرائم والممارسات، و ردع منفذيها، لذلك ترى حكومة نتنياهو في هذا الموقف، بأنه ليس سوى ضوء أخضر لمواصلة هذه الجرائم كما نشاهدها اليوم.
في المقابل، في الوقت الذي تمعن الحكومة العنصرية الإرهابية اليمينية المتطرفة في الكيان الإسرائيلي، في اعتداءاتها على مقدسات المسلمين وتعتدي على المصلين في المسجد الأقصى، وتقتل الفلسطينيين بدم بارد في شهر رمضن المبارك، يرى العالم كيف يدعو سفراء بعض الأنظمة العربية والإسلامية، ممثللي هذه الحكومة في العالم، لموائد الإفطار، وتبادل الحديث معهم عن التسامح والدين الإبراهيمي الجديد، فهذه المواقف والموائد، يعتبرها نتنياهو، بمثابة ضوء أخضر، ودعم لممارسات قواته ومستوطنيه ضد الفلسطينيين.
اليوم ومن أجل إيصال صوت الشعب الفلسطيني المظلوم إلى جميع أنحاء العالم، على الشعوب العربية والإسلامية، النزول إلى الشوارع في هذا الشهر الفضيل، للاحتجاج على التطبيع العربي والإسلامي مع الكيان الإسرائيلي، وهو تطبيع اتخذه هذا الكيان، غطاء شرعيا لجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
وما يوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، ليس علينا ببعيد، فعلى جميع مسلمي العالم، المشاركة في مسيرات هذا اليوم لإيصال رسالة للغرب المنافق وللأنظمة الإسلامية والعربية التي طبعت مع هذا الكيان المجرم، مفادها أن الشعب الفلسطيني ليس وحيدا، وأن هناك نحو ملياري مسلم على إهبة الاستعداد للدفاع عنه والوقوف إلى جانبه.
المصدر
الكاتب:
الموقع : www.alalam.ir
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-04-05 21:04:43
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي