إيران ضد إسرائيل: من يملك التفوق العسكري؟

موقع الدفاع العربي 7 يوليو 2024: تبادلت إيران وإسرائيل الهجمات والتهديدات في الأسابيع الأخيرة، مما زاد المخاوف من نشوب حرب واسعة النطاق بين الخصمين.

وشنت إسرائيل هجوما على إيران في 19 أبريل، بعد أسبوع تقريبا من هجوم غير مسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ شنته طهران. وجاء الهجوم الإيراني ردا على غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل سبعة قادة إيرانيين في سوريا في الأول من أبريل/نيسان.

ويقول الخبراء إنه في حالة نشوب صراع مباشر، فإن إسرائيل سيكون لها التفوق العسكري، هجوميا ودفاعيا. لكنهم يقولون إن التهديد الذي تشكله ترسانة إيران من الطائرات بدون طيار والصواريخ لا ينبغي تجاهله.

وفي ظل عقود من العقوبات، استثمرت إيران بكثافة في تطوير برامج أسلحة محلية، مما أدى إلى إنتاج طائرات بدون طيار رخيصة وفعالة بالإضافة إلى صواريخ باليستية أكثر تطوراً.

وقال جون كريزيزانياك، الباحث المشارك في مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية، إن الصواريخ الإيرانية “تشكل تهديدا خطيرا” لإسرائيل. وأضاف أن طائرات طهران القتالية والانتحارية بدون طيار، في الوقت نفسه، يمكن أن “تعيث فسادا بالسكان المدنيين” إذا أطلقت بأعداد كبيرة.

ومع ذلك، تحافظ إسرائيل على التفوق العسكري.

وقال الخبراء إنه إلى جانب التفوق العملياتي والاستخباراتي الذي تتمتع به إسرائيل على إيران، فإنها تمتلك أيضًا رادعًا نوويًا. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، حيث تقدر مبادرة التهديد النووي ومقرها واشنطن أن إسرائيل تمتلك حوالي 90 رأسًا نوويًا.

خلال هجوم 13 أبريل/نيسان، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية ضد إسرائيل. وزعمت طهران أنها لم تستخدم بعض الأسلحة الأكثر تقدما في البلاد. يبدو أن الهجوم تم تصميمه بدقة ولم يكن يهدف إلى التسبب في أضرار أو خسائر كبيرة.

وقالت إسرائيل إن معظم الطائرات بدون طيار والصواريخ تم اعتراضها بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن. اخترقت مجموعة من الصواريخ الدفاعات الإسرائيلية وأصابت قاعدة جوية، مما تسبب في أضرار طفيفة، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وقال فابيان هينز، زميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، إن إطلاق إيران أكثر من 100 صاروخ باليستي في وقت واحد كان “أمرًا استثنائيًا” بسبب الخدمات اللوجستية الهائلة والقوى البشرية المعنية.

بالأرقام: إيران وإسرائيل

إسرائيل وإيران قوتان عسكريتان إقليميتان كبيرتان. الجيش الإسرائيلي أصغر نسبيا ولكنه متقدم تكنولوجيا ومجهز تجهيزا جيدا. تتمتع إيران بالتفوق العددي، لكن قواتها المسلحة تعتمد على التكنولوجيا القديمة في مجالات مثل الطيران المأهول والمدرعات.

وقال هينز لراديو فاردا: “لست متأكدًا في الواقع مما إذا كان قد تم القيام بذلك في الحرب من قبل، وهذا يجعلني أتساءل إلى أي مدى يمكن أن يذهبوا”.

وقال جيريمي بيني، المتخصص في شؤون الدفاع في الشرق الأوسط في موقع Janes للاستخبارات الدفاعية، إن أنظمة الدفاع الإسرائيلية “حققت أداءً جيدًا” ضد الصواريخ الإيرانية.

لكن بيني قال إن موثوقية الأسلحة الإيرانية كانت على ما يبدو “عاملاً رئيسياً”. وقدرت المخابرات الأمريكية أن حوالي نصف الصواريخ الإيرانية فشلت عند الإطلاق أو أثناء الطيران.

ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل/نيسان كشف عن ضعف دفاعات إيران. وقالت طهران إنه تم استخدام طائرات صغيرة بدون طيار، مما يشير إلى أن الهجوم تم تنفيذه من داخل الأراضي الإيرانية.

الطائرات المقاتلة الإسرائيلية المتطورة تمنحها التفوق الجوي. لكن الخبراء يقولون إن إسرائيل تواجه عدة عقبات، بما في ذلك عدم وجود ناقلات للتزود بالوقود جوا. ستحتاج إسرائيل أيضًا إلى إذن لعبور المجال الجوي لعدة دول للوصول إلى إيران.

ويقول الخبراء إنه في حالة اندلاع حرب، فمن المرجح أن تنشر إسرائيل صواريخ طويلة المدى ضد إيران. وفي الوقت نفسه، لم يتم اختبار الدفاعات الجوية لطهران في أي معركة حقيقية.

وقال الخبراء إنه نظرا للتفوق العسكري الإسرائيلي، فمن المرجح أن تستمر إيران في استخدام الحرب غير التقليدية وقدراتها غير المتماثلة. ويشمل ذلك ما يسمى “محور المقاومة”: شبكة إيران الفضفاضة من الوكلاء والجماعات المسلحة التي تساعدها في معارضة إسرائيل.