اخبار مترجمة :استئناف تسليم طائرات إف-35، لكن تأخيرات التحديث لها تأثيرات متتالية

قاعدة فيرفورد الجوية، إنجلترا — الجيش الأميركي يستعد مرة أخرى قبول تسليم أحدث مقاتلات F-35 Joint Strike Fighters من شركة لوكهيد مارتن بعد توقف دام عامًا بسبب مشاكل في ترقيات المقاتلات.

أول طائرتين من طراز F-35A محملتين بـ إصدار “مختصر” أو جزئي من برنامج ترقية Technology Refresh 3 قال مكتب برنامج إف-35 المشترك إن الطائرات الثلاث تم تسليمها إلى القوات الجوية الأمريكية يوم الجمعة. وأضاف المكتب أن واحدة منها ذهبت إلى الجناح المقاتل 187 التابع للحرس الوطني الجوي في دانيلي فيلد بولاية ألاباما، بينما ذهبت الأخرى إلى قاعدة نيلس الجوية في نيفادا.

ولكن التأخير الطويل في تسليم طائرات إف-35 المحملة بـTR-3 – وحقيقة أنها لن تكون قادرة على القيام بمهام قتالية حتى عام 2025 – كان لها تأثيرات متتالية على قواعد القوات الجوية للطائرات النفاثة في أوروبا، وفقًا لما قاله أحد كبار الجنرالات يوم السبت.

وقال الجنرال جيمس هيكر، قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا، للصحفيين في معرض رويال إنترناشيونال للطيران هنا يوم السبت: “لا تظنوا أن مشاكل طائرة تي آر-3 قد انتهت. لدينا بالفعل برنامج يعمل في تي آر-3 وهو جيد بما يكفي للتدريب… ولكن هناك المزيد الذي يتعين علينا القيام به”.

وتشمل ترقيات TR-3 للطائرة F-35 شاشات أفضل وذاكرة كمبيوتر وقوة معالجة أفضل. وهي ضرورية لوضع الأساس لتحديث أوسع نطاقاً للطائرة F-35 والمعروف باسم Block 4، والذي سيشمل القدرة على حمل المزيد من الأسلحة وتحديد الأهداف بشكل أفضل وتحسين قدراتها في الحرب الإلكترونية.

وقد تعطلت جهود إنتاج الطائرة TR-3 بسبب مشاكل في البرمجيات، فضلاً عن بعض التأخيرات في إنتاج الأجهزة. وكان من المفترض في الأصل أن تكون الطائرة TR-3 جاهزة لشركة لوكهيد مارتن في أبريل/نيسان 2023. ولكن بحلول يوليو/تموز 2023، عندما بدأت أولى الطائرات المخصصة للطائرة TR-3 في التدحرج من خط الإنتاج في فورت وورث بولاية تكساس، كانت الترقيات لا تزال غير مكتملة. رفض قبول تسليم هذه الطائرات، وبدأت تراكمات الطائرات غير المسلمة تتزايد في فورت وورث.

ركزت شركة لوكهيد مارتن ومكتب المشتريات المشترك على استراتيجية لإكمال نسخة مؤقتة من برنامج TR-3 تعمل بشكل جيد بما يكفي لأداء بعض مهام التدريب وإجراء الرحلات التجريبية اللازمة للحكومة لقبول الطائرات.

لكن طائرات إف-35 التي تحتوي على برنامج TR-3 المقطوع لن تكون قادرة على تنفيذ مهام قتالية حتى عام 2025، حسبما قال الفريق التنفيذي لبرنامج إف-35 مايك شميت في بيان مكتب المشتريات المشترك.

وقال شميدت إن برنامج مقاتلات إف-35 يتبنى “نهجًا تدريجيًا” لتسليم هذه الطائرات. وأضاف أن الطائرات ذات القدرة التدريبية الأولية سيتم تسليمها في يوليو وأغسطس، بينما ستصل الطائرات ذات “القدرات التدريبية القتالية القوية” بحلول نهاية أغسطس.

وقال شميدت: “لقد ركزنا على تزويد عملائنا بطائرات مستقرة وقادرة وقابلة للصيانة، وهذا النهج التدريجي يفعل ذلك”.

وقال رئيس المشتريات في القوات الجوية أندرو هانتر أيضًا في RIAT يوم السبت إن الطائرة F-35 ستحصل على قدرات إضافية مع توفر تعديلات البرامج.

وتعهد أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة لوكهيد مارتن بمواصلة تقديم ترقيات لاحقة لجلب طائرات إف-35 إلى إمكاناتها الكاملة.

وقالت بريدجيت لودرديل، نائبة رئيس شركة لوكهيد مارتن والمديرة العامة لبرنامج إف-35، في بيان مكتب المشتريات المشترك: “تمثل TR-3 وBlock 4 تطورًا حاسمًا في القدرات ويظل تطويرهما الكامل أولوية قصوى بالنسبة لنا”. “ستضمن هذه التحديثات البرمجية المستقبلية طوال عمر البرنامج استمرار إف-35 في كونها رادعًا فعالاً وحجر الأساس للعمليات المشتركة في جميع المجالات الآن وعقود في المستقبل”.

الآن، توجد عشرات الطائرات من طراز إف-35 شبه المكتملة في فورت وورث، على الرغم من أن الحكومة رفضت تحديد عددها بالضبط. ولم يكن هانتر، مساعد وزير القوات الجوية لشؤون الاستحواذ والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية، متأكدًا من المدة التي سيستغرقها تسليم جميع الطائرات المتراكمة، لكنه قال: “لن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، هذا أمر مؤكد”.

وقال هانتر إن عمليات تسليم طائرات إف-35 للقوات الجوية مستمرة، وأن الجيش يعمل مع الدول الشريكة لضمان إعطاء الأولوية للدول التي “تعتمد بشكل حاسم” على الحصول على طائرات إف-35 لتلبية احتياجاتها التشغيلية.

ولكن تأخير TR-3 سيكون له تأثيرات متتالية على عمليات القوات الجوية، والمشتريات، والترقيات اللاحقة للطائرة F-35 لسنوات قادمة.

وقال وزير القوات الجوية فرانك كيندال في مؤتمر RIAT يوم السبت: “لقد حاولنا الحصول على Block 4 من طائرة F-35 لبعض الوقت الآن، وقد تأخر ذلك بشكل كبير”، مشيرًا إلى أن TR-3 هو الأساس لترقيات Block 4.

في ديسمبر/كانون الأول 2023، قال مكتب المحاسبة الحكومي إن من المتوقع في الأصل أن يتم الانتهاء من مشروع بلوك 4 في عام 2026 بتكلفة 10.6 مليار دولار. ولكن مع تطور متطلبات طائرة إف-35 وتضخم قائمة القدرات الإضافية لمشروع بلوك 4، ارتفعت تكاليفه إلى 16.5 مليار دولار وتأجل الجدول الزمني إلى عام 2029.

وقال هانتر إن فريق المقاولين الذين يعملون مع شركة لوكهيد مارتن على الطائرة إف-35 ـ بما في ذلك نورثروب جرومان، وبي إيه إي سيستمز، وبرات آند ويتني ـ قد أحرز تقدماً هائلاً على مدار العام الماضي في تفكيك “الحواجز” التي تفصل بين عمليات التطوير. وأضاف أن التعاون المتزايد ساعد في إنجاز النسخة المؤقتة من الطائرة تي آر-3، وينبغي أن يستمر في إفادة البرنامج مع تقدم العمل على الطائرة بلوك 4.

وقال كيندال إن تأخيرات TR-3 كانت أيضًا عاملاً في قرار القوات الجوية بتقليص خطة شراء F-35A في الميزانية المقترحة لعام 2025. تخطط الخدمة الآن لشراء 42 طائرة F-35A في عام 2025، وهو ما يمثل انخفاضًا عن خطتها الأصلية لشراء 48 طائرة العام المقبل.

وقال هيكر إن تأخير وصول الطائرة TR-3 أدى إلى “تباطؤ” في عدد طائرات F-35 التي تصل إلى قاعدة RAF Lakenheath، حيث توجد سربان من طائرات F-35 تابعة للقوات الجوية الأمريكية في أوروبا. وأضاف هيكر أن أقل من اثنتي عشرة طائرة F-35 كانت مخصصة لقاعدة Lakenheath تأخر وصولها.

وقال إن القوات الجوية أبطأت إلى حد ما إنتاج طياري F-35 الجدد، حتى يتمكن طيارو F-35 الحاليون وطواقم الصيانة من الاستمرار في الطيران والحفاظ على جاهزيتهم.

وقال هيكر إنه مع بدء وصول طائرات التدريب TR-3، فمن المرجح أن ترسلها القوات الجوية إلى قواعد التدريب. وأضاف أن طائرات F-35 القادرة على القتال والتي كانت تحلق في السابق في مهام تدريبية في تلك القواعد سيتم نقلها بعد ذلك إلى ليكنهيث.

وقال هانتر يوم السبت إن الجيش الأميركي لا يزال يحجب بعض المدفوعات لشركة لوكهيد مارتن حتى اكتمال التحديثات.

وقال هانتر “لن ندفع ثمن ما لم نحصل عليه بعد”.

وقال كيندال إن فرض عقوبات مالية إضافية على شركة لوكهيد مارتن لن يؤدي على الأرجح إلى دفع الشركة إلى إنجاز TR-3 بشكل أسرع.

“لا أعتقد أن شركة لوكهيد تحاول عدم الوفاء بوعودها”، كما قال كيندال. “هناك قدر كبير من التحفيز. وهو أمر متأصل في البرنامج. إنهم يريدون إنجاز هذا الأمر”.