اخبار مترجمة :طائرة KC-46 من ماكونيل تكمل رحلتها حول العالم في 45 ساعة

كان على العقيد في القوات الجوية برينت توت أن يبقى مستيقظًا حتى ساعات الصباح الباكر بينما كان يستعد لمهمة ماراثونية قادمة ستأخذه وطاقمًا حول العالم في أقل من 48 ساعة.

لمدة عدة أيام في أواخر شهر يونيو/حزيران، اعتمد توت، قائد مجموعة العمليات الثانية والعشرين في قاعدة ماكونيل الجوية بولاية كانساس، على قائمة مشاهدة أفلامه على نتفليكس ليظل مستيقظا، حيث كان يضبط دورة نومه للذهاب إلى الفراش حوالي الساعة 3:30 صباحا بالتوقيت المحلي والاستيقاظ حوالي الظهر.

قال توث عن جلساته المتواصلة على منصة البث: “كانت هناك مجموعة من الأشياء في قائمة الانتظار. وتركت المنصة تختار الأشياء من أجلي”.

إن الطيران بطائرة KC-46A Pegasus بدون توقف حول العالم يتطلب القدرة على التحمل. وبالنسبة للطيارين المتمركزين في ماكونيل الذين نجحوا مؤخرًا في القيام بذلك على متن رحلة REACH046، فقد تضمن الأمر تعديل دورات العمل والنوم لتتزامن مع الأحداث، مثل المواعيد المهمة للتزود بالوقود جوًا والتي تتطلب تركيزًا حادًا، وهو ما ساعد في جعل المهمة ناجحة.

قال توت: “إن محاولة البقاء مستيقظًا … حتى الساعة الرابعة صباحًا أمر صعب، خاصة عندما تكون معتادًا على الاستيقاظ في هذا الوقت للذهاب إلى العمل”.

وتستند الرحلة التي أطلق عليها اسم “مشروع ماجلان” إلى طلعة جوية انطلقت من ماكونيل في مايو 2022، عندما طائرة KC-46 من جناح التزود بالوقود الجوي رقم 22 طارت لمدة 24 ساعة متواصلة حول الولايات المتحدة المتجاورةكما يأتي ذلك في أعقاب مهمة مذهلة استغرقت 36 ساعة قام بها الحرس الوطني الجوي لنيو هامبشايرجناح التزود بالوقود الجوي رقم 157، وهو الجناح الذي سافرت نصف الكرة الأرضية وعادت في نوفمبر من ذلك العام.

انطلقت المهمة الأخيرة من ماكونيل في 29 يونيو وهبطت مرة أخرى في قاعدة كانساس، موطن الجناح الجوي الفضائي الثاني والعشرين، في الأول من يوليو. طار الطاقم أكثر من 24000 ميل في هذه العملية.

وعلى طول الطريق، قامت الطائرة وطاقمها المكون من تسعة طيارين – توت كقائد للطائرة، وثلاثة طيارين مدربين إضافيين، واثنان من رؤساء طاقم الطيران، واثنان من مدربي مشغلي الرافعة، وجراح طيران – بتمديد قدرة التحمل لأحدث طائرة صهريجية تابعة للقوات الجوية بينما تستعد الخدمة لمعركة طويلة الأمد في المحيط الهادئ، والتي قد تحتاج فيها إلى زيادة القوات والإمدادات بسرعة.

تم تسليم أول طائرة KC-46A إلى McConnell في عام 2019. القوات الجوية تخطط لشراء 179 طائرة ناقلة من طراز KC-46A من شركة بوينج بموجب صفقة بقيمة 4.9 مليار دولار؛ حتى الآن، سلمت شركة المقاولات الفضائية 84 طائرة إلى القوات الجوية، بما في ذلك خمس طائرات حتى الآن هذا العام، وفقًا لبيانات شركة بوينج. المتحدث باسم شركة بوينج وإعلان تسليمات الربع الثاني صدر يوم الثلاثاء.

وقال توت “أردنا أن نظهر قدرة طائرة KC-46 على السفر حول العالم”، مع إظهار تركيز قيادة النقل الجوي المتغير على المحيط الهادئ. “لذا، قررنا أننا بحاجة إلى التوجه غربًا بناءً على إظهار قدرتنا على نشر القوة في أي مكان في العالم، ولكن البدء في المحيط الهادئ”.

واعتمد الطاقم على الاتصالات خارج خط الرؤية وغيرها من الاتصالات على متن الطائرة للتواصل مع الأصول الجوية والأرضية أثناء عبورها حول العالم، بما يتماشى مع مبادرة وضعها رئيس قيادة التنقل الجوي الجنرال مايك مينيان لربط 25٪ من أسطول القيادة بحلول عام 2025.

في طريقها غربًا، قامت REACH046 بالتزود بالوقود في الجو أربع مرات، والتقت بطائرات ناقلة من الجناح الجوي المعزز 22 التي كانت متمركزة في قاعدة أندرسن الجوية، غوام؛ والقيادة المركزية الأمريكية؛ وقاعدة سلاح الجو الملكي ميلدنال، إنجلترا.

كما قامت بتفريغ الوقود لثماني طائرات أخرى خلال الرحلة، بما في ذلك طائرتان من طراز KC-46A من ماكونيل، واحدة منهما غادرت مع REACH046 وتم تزويدها بالوقود فوق ساحل كاليفورنيا؛ وطائرة C-17 Globemaster III التقت بها في قيادة المحيطين الهندي والهادئ الأمريكية؛ وطائرتان من طراز F-15 Strike Eagles في طلعة جوية في القيادة المركزية الأمريكية؛ وثلاث قاذفات B-2 Spirit من قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري.

استغرق تنسيق هذه اللقاءات، وهو ما يتطلب جدولة المجال الجوي، أشهرًا من التخطيط المسبق، وكان بقيادة الكابتن كودي دوناهو، وهو طيار وضابط تنفيذي من فرقة العمليات رقم 22.

وقال توت: “إن التزود بالوقود جواً يتعلق بالتواجد في نقطة معينة في الفضاء في وقت معين”.

وقال توت إن التحديثات في الوقت الفعلي كانت حاسمة في تحقيق هذه الأهداف، حيث كانت الطائرة غالبًا ما تكون بعيدة عن الاتصال اللاسلكي لفترات طويلة من الرحلة. ووفقًا للكابتن جاكوب هيريند، جراح طيران ماجلان، فقد تناوب فريقان من أربعة أفراد من الطاقم، مقسمين إلى فريقين “أ” و”ب”، بين الطيران والنوم في دورات تم اختصارها لتتناسب مع الاحتياجات الحرجة، مثل الطيران فوق المحيط أو أثناء الليل.

تم مراقبة الطاقم بحثًا عن التعب أثناء الرحلة، بما في ذلك ارتداء الأجهزة الذكية. كما تم تسجيلهم في دراسة التعب التي أجرتها وزارة الدفاع والجيش والتي أجراها متعاقد قدم المشورة لرواد الفضاء التابعين لوكالة ناسا والرياضيين المحترفين والفنانين.

وبينما يواصل الطاقم تقييم الدروس المستفادة، فإنهم يعزون نجاحهم جزئيًا إلى العمل المبكر مع هيريند لتخصيص جداول النوم. قبل ثلاثة أيام من الإقلاع، قام الفريق أ بتعديل وقت نومهم إلى الساعة الرابعة صباحًا تقريبًا، بينما بدأ الفريق ب في التقاعد في الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً.

وقال الكابتن تي جيه باكلي، وهو طيار وعضو في الفريق “ب”: “كان عشائي في الأساس أثناء تناول أطفالي وجبة الإفطار”.

كان التخطيط المبكر، إلى جانب التحكم في المناخ، والإضاءة القابلة للتعديل، والأسرة المخصصة، سبباً في حصول الطيارين على ليلة نوم جيدة ــ أو نهار كامل ــ في الجو. وكان تسليم المناوبات يتطلب الثقة في زملائهم الطيارين في السيطرة على الطائرة بينما يركز أحد الفريقين على الراحة.

كما حقق مشروع ماجلان إنجازات جديدة للطيارين، وكذلك للقوات الجوية، مع رقم قياسي جديد لطائرة KC-46 بالإضافة إلى أطول طلعة جوية لـ AMC.

بالنسبة للرقيب أول باتريك موراي، مشغل ذراع الرافعة في الفريق B، فإن تزويد العديد من الطائرات بالوقود أصبح من أبرز إنجازاته المهنية التي استمرت 16 عامًا.

وقال موراي “إن تدريبنا وإعدادنا للمهمة والإيجازات التي سبقت تنفيذ هذه المهمة كانت رائعة”.

كما تضمنت أيضًا عيد ميلاد.

بلغ الكابتن دايسون باتانجان، وهو مدرب طيران طار ضمن الفريق أ، من العمر 31 عامًا في مكان ما بين هاواي وجوام، حسب التوقيت المحلي لولاية كانساس، في 30 يونيو. واحتفل أفراد الطاقم بكعكة الفراولة وشمعة غير مضاءة، أعدتها زوجة باتانجان.

وقال “لقد تمكن الطاقم من الاستيقاظ من نومهم وغناء أغنية عيد ميلاد سعيد لي”.