اخبار مترجمة :”لا تتجاهلوا القدرات”: ممرضة في قسم الطوارئ تكافح من أجل حق مبتوري الأطراف في الانضمام إلى القوات المسلحة

سبوكين، واشنطن — هانا كفانكارا متحمسة، ولديها لياقة بدنية عالية ووطنية – كل ما ترغب فيه القوات المسلحة الأمريكية، باستثناء حالة تعتبرها القوات المسلحة غير مؤهلة: بتر القدم اليسرى، والذي حدث عندما كانت تبلغ من العمر 10 أشهر فقط، نتيجة لعيب خلقي نادر.

“لم أعتبر ذلك جزءًا من هويتي أبدًا”، هكذا صرحت كفانكارا لشبكة سي بي إس نيوز. “أنا مجرد هانا، التي تصادف أنها فقدت ساقها”.

ومع ذلك، لم تتوقف عن ممارسة هوايتها منذ ذلك الحين. فهي تمارس رياضة تسلق الصخور والتزلج على الجليد وركوب الأمواج والمشي لمسافات طويلة، كما شاركت في فريق السباحة وألعاب القوى والكرة الطائرة في المدرسة.

لكن رغم أن بتر ساقها لم يوقفها على الإطلاق، فإن الجيش فعل ذلك، حيث رفض قبولها في البحرية.

وجاء في خطاب الرفض الذي أرسلته البحرية إلى كفانكارا في مارس/آذار 2022: “إن المتقدم المعني لا يفي بالمعايير الجسدية المحددة”.

لا يزال الجنود العاملون في الخدمة الفعلية الذين فقدوا أطرافهم مؤهلين للخدمة. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى التجنيد، فإن “غياب القدم الحالي” يجعلهم غير مؤهلين تلقائيًا، وفق المعايير الطبية لوزارة الدفاع للخدمة العسكرية

وعندما تواصلت معه شبكة سي بي إس نيوز بشأن هذه السياسة، قال متحدث باسم وزارة الدفاع في بيان يوم الاثنين: “في الوقت الحالي، لا توجد أي تغييرات في السياسة، وسيكون من غير المناسب التكهن بالمستقبل. ليس لدينا أي معلومات إضافية لنقدمها”.

وتأتي رغبة كفانكارا في الانضمام إلى الجيش في وقت وصلت فيه أعداد المجندين إلى أدنى مستوياتها منذ حرب فيتنام.

ويقول كفانكارا: “إن عملية التوظيف لدينا تعاني، وهناك الكثير من الناس الذين لديهم الإرادة الصحيحة للخدمة ولكنهم لا يستطيعون ذلك”.

تتدرب كفانكارا لمحاولة التجنيد مرة أخرى من خلال التقدم بطلب للحصول على إعفاء طبي للانضمام إلى الحرس الوطني الجوي في واشنطن. وهي أيضًا ممرضة بدوام كامل في غرفة الطوارئ – غالبًا ما تكون على قدميها لمدة 12 ساعة في اليوم – وتريد الاستمرار في أداء وظيفتها أثناء ارتداء الزي الرسمي.

قال والد كفانكارا، المقدم جوزيف كفانكارا، وهو جراح طيران متقاعد في القوات الجوية، عن ابنته: “إنها تضيف البهجة والسرور إلى نفوسنا. اسمها الأوسط هو جوي. وهو الاسم الذي يناسبها. إنها مثابرة”.

يقول أليكس جيتس، أخصائي الأطراف الاصطناعية في كفانكارا، إن التقدم الطبي قوبل بفكر عتيق.

وقال جيتس “لقد تم وضع هذه القاعدة عندما كانت الأطراف الاصطناعية مصنوعة من الخشب والجلد”، مضيفًا أنه يعتقد أن هانا “أكثر قدرة على الحركة من معظم الأشخاص الذين نتواصل معهم كل يوم”.

كما تقدمت هانا بتحديها إلى الكونجرس، حيث أقرضت اسمها مشروع قانون مجلس النواب – “قانون خدمة هانا كفانكارا” – والذي من شأنه أن يغير سياسة الجيش الأميركي بشأن هذه القضية.

وتقول هانا إنها تتفهم هذه السياسة، وتعترف بالقلق من أن يُنظر إلى الشخص المبتور باعتباره شخصًا غير قادر على الانتشار بسهولة. لكن الإعفاء الذي تسعى إليه ينطبق على منصب طبي. وأن التقدم في مجال الأطراف الاصطناعية سمح للمبتورين بتولي دور أكثر نشاطًا مما كان من الممكن أن يكون ممكنًا في الماضي.

قالت هانا: “لا أطلب منا أن نتجاهل الإعاقة ونتظاهر بأنها غير موجودة، بل أطلب منا ألا نتجاهل القدرة”.