اخبار مترجمة :ما سبب تفشي وباء الكوليرا في السودان؟ | أخبار الصحة

تم تسجيل أكثر من 350 حالة إصابة بالكوليرا في تفش جديد بالسودان خلال أسابيع قليلة.

وقد دفعت الصعوبات في الوصول إلى الضحايا وتسجيلهم وسط الأزمة الإنسانية المستمرة الناجمة عن الحرب الأهلية في البلاد الخبراء إلى التكهن بأن عدد المصابين قد يكون أكبر بكثير من هذا العدد.

وقال وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم إن 22 شخصا على الأقل لقوا حتفهم بسبب المرض وأعلن وباء الكوليرا بعد عدة أسابيع من الأمطار الغزيرة التي تلوث مياه الشرب.

ويُعد وباء الكوليرا أحدث أزمة في السودان، حيث انتشر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية، في جميع أنحاء البلاد منذ أبريل/نيسان 2023.

ولا يعد وباء الكوليرا جديدا على السودان. ففي عام 2017، أدى تفشي سابق للكوليرا إلى مقتل ما لا يقل عن 700 شخص وإصابة نحو 22 ألف شخص في أقل من شهرين.

وبخلاف هذا التفشي الأخير، سجلت منظمة الصحة العالمية 78 حالة وفاة بسبب الكوليرا بين بداية هذا العام و28 يوليو/تموز في السودان، بينما أصيب حوالي 2400 شخص بالعدوى في جميع أنحاء البلاد ككل.

ولكن ما هو السبب وراء هذا التفشي الأخير وإلى أي مدى انتشر؟ إليكم ما نعرفه حتى الآن:

أين انتشر وباء الكوليرا؟

وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت عن تفشي المرض لأول مرة قبل أسبوعين، حيث توفي 17 شخصا بسبب المرض وأُبلغ عن 268 حالة إصابة في كسلا والجزيرة والخرطوم. وارتفع العدد الآن إلى 22 حالة وفاة و354 حالة إصابة.

ويشهد السودان أمطارًا موسمية غزيرة بشكل خاص منذ يونيو/حزيران، حيث تسببت الفيضانات في مقتل العشرات من الأشخاص. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 20 ألف شخص بسبب الفيضانات في 11 ولاية من ولايات السودان الثماني عشرة منذ يونيو/حزيران.

كما أصبحت إمدادات المياه ملوثة بالكوليرا بسبب اختلاط مياه الفيضانات بمياه الصرف الصحي.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جاساريفيتش، لوكالة أسوشيتد برس، إن البيانات أظهرت أن معظم الحالات المكتشفة كانت لأشخاص لم يتم تطعيمهم ضد الكوليرا.

وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تعمل مع السلطات الصحية السودانية والشركاء لتنفيذ حملة تطعيم في المحليات التسع في خمس محافظات سجل فيها المرض.

ما هو الكوليرا؟

الكوليرا مرض بكتيري ينتشر عادة عن طريق المياه الملوثة. وينتشر المرض عندما يشرب الناس المياه الملوثة، وعندما يتلامس الأشخاص المصابون بجروح مفتوحة مع المياه الملوثة بشكل مباشر، وفي بعض الحالات، عندما يأكلون المحار النيئ.

لا يمكن أن ينتقل المرض من شخص لآخر، وبالتالي فإن الاتصال العرضي مع شخص مصاب بالمرض لا يشكل خطراً.

ويتسبب هذا المرض في الإصابة بإسهال شديد وجفاف. وإذا تُرِك المرض دون علاج، فقد يؤدي إلى وفاة الأشخاص في غضون ساعات ــ حتى أولئك الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة في السابق.

ورغم أن هذا المرض قد لا يسبب المرض لكل من يتعرض له، فإن المصابين به ما زالوا قادرين على نقل البكتيريا عبر برازهم، مما يؤدي إلى تلويث إمدادات الغذاء والمياه. وهذه مشكلة خاصة في الأماكن التي لا تتوفر فيها مرافق صرف صحي عاملة.

كيف يتم علاج الكوليرا؟

يتضمن علاج الكوليرا تعويض السوائل المفقودة.

وبحسب مركز مايو كلينيك الطبي الأكاديمي الأميركي، فإن “نصف المصابين بالكوليرا يموتون في غياب العلاج، أما مع العلاج فإن الوفيات تنخفض إلى أقل من 1%”.

وتشمل العلاجات الأخرى السوائل الوريدية والمضادات الحيوية ومكملات الزنك.

وتسجل معدلات الإصابة أعلى بين الأطفال دون سن الخامسة، ولكن جميع الفئات العمرية معرضة للخطر، وخاصة أولئك الذين يعانون من سوء التغذية، أو من يعانون من ضعف المناعة أو الذين يفتقرون إلى التطعيم المسبق.

لماذا ينتشر مرض الكوليرا في السودان؟

لقد أدت الحرب في السودان إلى إتلاف وتدمير الكثير من البنية التحتية المدنية في البلاد، بما في ذلك شبكات الصرف الصحي ومعالجة المياه، وتحويل العديد من الأماكن، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، إلى ساحات قتال.

واضطرت العديد من المستشفيات والمرافق الطبية إلى إغلاق أبوابها بسبب قلة الإمدادات أو انعدامها.

وفي حين لا يزال إجمالي عدد القتلى نتيجة للصراع غير واضح، فإن بعض التقديرات، وفقا للمبعوث الأمريكي إلى السودان توم بيرييلو، تصل إلى 150 ألف شخص حتى الآن.

وفي يونيو/حزيران، أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 10 مليون شخص وقد نزح ما يقرب من 100 ألف شخص داخل السودان بسبب الصراع. وينتشر مرض الكوليرا بسرعة أكبر عندما ينزح السكان وتصبح المرافق الصحية والنظافة الصحية رديئة، مما يجعل مناطق الحرب المناخ المثالي لانتشار المرض.

وعلاوة على ذلك، ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، أدى موسم الأمطار الغزيرة إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل، مما جعل من الصعب على قوافل المساعدات المرور عبر الطرق الموحلة المغطاة بالمياه.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي يوم الاثنين أن المنظمة كانت تهدف في الأصل إلى الوصول إلى نصف مليون شخص، لكن القوافل “عالقة حاليا على الجانب التشادي، مع هطول أمطار غزيرة مما يجعلها غير سالكة إلى حد كبير – حيث ظلت بعض الشاحنات عالقة لمدة تصل إلى أسبوعين”.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن “الأمراض التي يمكن الوقاية منها (تنتشر) بسرعة في المناطق التي تضررت فيها البنية التحتية الحيوية، مثل أنظمة المياه النظيفة والصرف الصحي، بسبب الصراع وفي مخيمات النازحين المكتظة”.

هل يتفاقم وباء الكوليرا في السودان؟

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، من المتوقع أن يستمر هطول الأمطار الغزيرة حتى سبتمبر/أيلول.

وقالت المنظمة إن بعض التوقعات تحذر من أن “الفيضانات قد تتجاوز الفيضانات التاريخية التي ضربت الخرطوم عام 2020”.

ورغم تحذير برنامج الأغذية العالمي من الوضع الإنساني الخطير في البلاد، فإن الحرب لا تزال مستمرة.

وقال الجيش يوم الأحد إنه سيرسل وفدا للقاء مسؤولين أميركيين في القاهرة بعد ضغوط أميركية للانضمام إلى محادثات السلام الجارية في سويسرا والتي تهدف إلى إنهاء الصراع والأزمة الإنسانية اللاحقة.

وقال مدير مركز جون هوبكنز للصحة الإنسانية، بول سبيجل، للجزيرة إن الكوليرا “تزدهر أثناء الصراع والنزوح القسري”.

وأضاف أن “هذه الظروف تجعل السيطرة على تفشي الكوليرا أمرا صعبا للغاية، مما يؤدي إلى انتقال سريع وعواقب مدمرة للمجتمعات المتضررة”.

وأضاف شبيجل أنه في حين أن الصراع النشط يجعل الأساليب التقليدية للسيطرة على تفشي المرض صعبة، فإن المسؤولين الصحيين “يجب أن يكونوا مرنين ومبتكرين، وأن يستفيدوا من السياقات المختلفة” داخل السودان للتخفيف من انتشار المرض.

هل هناك أمراض أخرى تتزايد في السودان؟

وقالت مارغريت هاريس، المسؤولة بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن حالات الإصابة بحمى الضنك والتهاب السحايا آخذة في الارتفاع أيضا في السودان بسبب الظروف المعيشية المزرية نتيجة للحرب المستمرة منذ 16 شهرا.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.aljazeera.com بتاريخ:2024-08-21 09:04:29
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
تم نشر الخبر مترجم عبر خدمة غوغل

Exit mobile version