ارتفاع أسعار القهوة ينبئ بأزمة عميقة في الأسواق

شهدت أسواق القهوة في العالم هزة قوية بعدما ارتفعت أسعار حبوب البن روبوستا قليلا هذا الأسبوع، ولكنها ظلت قريبة من أعلى مستوياتها القياسية.

وربما لم يشعر عشاق الإسبريسو والقهوة البيضاء بالمرارة بعد، ولكن الطلب المتزايد والتأثيرات المرتبطة بالمناخ يسببان مشاكل لصناعة القهوة التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار.

وكان سعر عقود قهوة روبوستا الآجلة لمدة شهر واحد 4290 دولارا للطن في بورصة لندن الثلاثاء الماضي. وقد وصل إلى أعلى مستوى له عند 4781 دولارا للطن في السابع عشر من يوليو الماضي، أي ما يقرب من ضعف مستواه قبل عام.

وأكد تجار قهوة ومحللو الصناعة منذ أشهر أن الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن على سفن في البحر الأحمر تسببت في ارتفاع تكاليف التحميص.

وقفزت أسعار شحن الحاويات بنحو 150 في المئة على الطريق بين آسيا وأوروبا، وتأخرت الكثير من شحنات الفول إلى أوروبا من كبار منتجي روبوستا مثل فيتنام وإندونيسيا لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، حيث تسلك السفن طريقا عبر رأس الرجاء الصالح.

ويدفع الوضع المحامص إلى البحث عن حبوب بديلة من أماكن مثل البرازيل وأوغندا. ويقول السماسرة إنهم شهدوا، نتيجة لذلك، قفزة في الأسعار الإقليمية هناك، ما يعني مرة أخرى ارتفاع التكاليف.

ومع ذلك لا يتوقع التجار أن تقوم شركات التحميص بتمرير التكاليف إلى المستهلكين على المدى القريب بسبب المنافسة الشديدة في الأسعار في محلات السوبر ماركت.

وتبحث الكثير من الشركات العالمية عن بدائل للشحن عبر البحر الأحمر، الذي ترتبط به قناة السويس المصرية، وهو ما يشكل أقصر طريق بين أوروبا وآسيا، حيث تمر قرابة 12 في المئة من حركة الشحن العالمية من ذلك الممر المائي.

ويتزايد الطلب على القهوة الجاوية على المستوى الدولي مع اجتذاب الدخول المرتفعة لشاربين جدد. ولإرضاء العاملين في المقاهي ومحلات السوبر ماركت، يزرع المزارعون صنفين.

يتمثل الصنف الأول في قهوة أرابيكا الأكثر شعبية، وهو أغلى ثمنا وأكثر صعوبة في التعامل. وتنمو نباتاته على ارتفاع لا يقل عن ألف متر فوق مستوى سطح البحر، في المناطق الباردة والممطرة.

أما حبوب البن روبوستا فهي أكثر صلابة، ولكنها تعتبر عموما أقل طعما وبالتالي تقتصر على القهوة الفورية والمخاليط.

ولكن العرض لا يستطيع مواكبة الطلب. وتنتج فيتنام نحو 40 في المئة من حبوب البن روبوستا في العالم، والجفاف يضربها بشدة.

وتقدر شركة فولكافيه لتجارة القهوة أن البلاد قد تحصد أصغر محصول لها في 13 عاما، وهو ما يؤدي إلى عجز قدره 4.6 مليون كيس زنة 60 كيلوغراما.

ونتيجة لذلك بلغت عقود روبوستا لشهر سبتمبر نحو 5 آلاف دولار للطن في أوائل يوليو قبل أن تهبط إلى نحو 4300 دولار للطن على أمل الحصول على محصول جيد في البرازيل. وبلغت أسعار أرابيكا أعلى مستوياتها في عقد في وقت سابق من هذا العام.

ومع ذلك لا ينبغي أن يعاني المستهلكون كثيرا، إذ تتأثر بعض المنتجات تأثرا سريعا بأسعار السلع الأساسية. فالبنزين، على سبيل المثال، يتأرجح مع سوق النفط إلى حد كبير لأن النفط الخام يشكل نحو نصف الكلفة عند المضخة.

ولكن في كوب من القهوة بسعر 5 دولارات، تكلف الحبوب غير المحمصة نحو 7 سنتات. ويشعر مستهلكو البدائل المطحونة والمبلورة بالضائقة بشكل أسرع.

وبموجب النظرية الاقتصادية الأساسية، يشجع النقص على زيادة الإنتاج. وتستثمر بيوت التجارة الكبرى بالفعل في مزارع جديدة.

كما يميل المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة إلى الاستجابة بشكل أفضل لإشارات الأسعار مقارنة بالكاكاو، على سبيل المثال، لأن التدخل الحكومي أقل والتعاونيات لديها روابط جيدة مع المصدرين.

وإذا تم الأخذ في الاعتبار أن الأمر قد يستغرق أربع سنوات حتى تصل نباتات البن إلى مرحلة النضج، فقد يتطور فائض.

لكن تغير المناخ يلوح في الأفق؛ فنحو نصف الأراضي الأكثر ملاءمة لإنتاج أرابيكا لن تكون مؤهلة لذلك بحلول عام 2050.

وتطارد درجات الحرارة المرتفعة المزارعين في الجبال إلى حقول أكثر برودة ونسبة هطول الأمطار فيها أقل قابلية للتنبؤ. وتدفع مثل هذه الضغوط بالفعل إلى التحول إلى روبوستا.

وهذه الحبوب معرضة للخطر أيضا، كما يتضح من الصراعات الأخيرة في فيتنام. وتتوقع مجموعة التجارة الصناعية لأبحاث القهوة العالمية أنه في أقل من عقدين سيتجاوز الطلب العرض بمقدار 35 مليون كيس، أو ما يقرب من نصف الإنتاج الحالي.

ومن المقدر أن يصبح العمل طحنا ماليا حقيقيا بالنسبة إلى القطاع الذي يبدو أنه لن يكون خارج الأزمات العالمية التي تطارد الأعمال منذ سنوات.

The post ارتفاع أسعار القهوة ينبئ بأزمة عميقة في الأسواق appeared first on Lebanon Economy.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :lebanoneconomy.net بتاريخ:2024-08-02 07:07:57
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version