هآرتس 6/4/2025، عاموس هرئيل: والان رونين بار أيضا يؤكد: استمرار الحرب يجدي نتنياهو شخصيا
الرسالة التي ارسلها رئيس الشباك رونين بار الى قضاة المحكمة العليا في سياق الالتماس ضد اقالته هي احدى الوثائق الاكثر اهمية التي نشرت في اسرائيل منذ بدأت الحكومة في الانقلاب الثاني في كانون الثاني 2023. الرسالة نشرت أول أمس قبل ما من شأنه أن يكون الاسبوع الصاخب اكثر في الصراع على طابع النظام في اسرائيل. الى جانب مناقشة الالتماس في قضية رئيس الجهاز بعد غد تتسع تحقيقات الشباك والشرطة في قضية تدخل قطر في مكتب رئيس الحكومة نتنياهو. هذه الاجراءات تتقاطع مع بعضها البعض من ناحية نتنياهو، الذي يتوقع أن يواصل طريقه من هنغاريا الى الولايات المتحدة، من الضروري التخلص من بار في اسرع وقت ممكن قبل أن يتم تحقيق اختراقة في القضية القطرية.
في تفاصيل الرسالة يصف بار التغيير في تعامل نتنياهو معه في الاشهر الاخيرة. رئيس الحكومة اوضح بأنه قرر اقالة رئيس الشباك لأنه “فقد الثقة به”. رئيس الشباك اوضح خلفية ذلك. فقد ذكر، كما كشف ميخائيل هاوزر طوف في “هآرتس”، الضغط الذي استخدمه عليه نتنياهو في تشرين الثاني 2024 كي يقدم رأي يقول بأنه لا يستطيع مواصلة تقديم الشهادة في محاكمته لاسباب امنية. بار رفض وابلغ القضاة بأن المضمون الذي تم تحديده وهو نقل النقاش في محاكمة نتنياهو من المحكمة المركزية في القدس الى القبو الرئيسي في تل ابيب، مقبول عليه على اعتبار أنه المسؤول عن حماية رئيس الحكومة.
رواية بار تعزز ما كان يمكن فهمه قبل اكثر من سنة: مواصلة الحرب، في عدد كبير من الساحات، يفيد نتنياهو شخصيا. هو حقا يخشى من صفقة لتبادل المخطوفين التي ستعيد الـ 59 مخطوف المحتجزين لدى حماس لأنه في اعقاب ذلك يحتمل أن ينهار تحالفه السياسي مع قوائم اليمين المتطرف والائتلاف الذي يترأسه. ولكن اضافة الى ذلك استمرار الحرب يشكل حرف للانتباه عن المحاكمة وسيستخدم كذريعة للتأخير الذي لا يتوقف في خطواته (مع تأجيل الجزء المقلق جدا من ناحية نتنياهو، وهو التحقيق المضاد).
رئيس الشباك كتب بأنه في قضية قطر تجري “حملة تشويه ونزع شرعية”، تستهدف ردع جهات التحقيق وانفاذ القانون. هو يقتبس نتنياهو الذي سمى المستشارين المعتقلين، يونتان اوريخ وايلي فيلدشتاين، بـ “الرهائن” وضحايا “الصيد السياسي”، الذي يهدف كما يبدو الى وقف اقالة بار.
الى جانب رد المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، على الالتماسات، فان رسالة بار تقدم جواب جدي ومبرر على الادعاءات التي اسمعها نتنياهو والوزراء المخلصين له ومن يخدمونه في وسائل الاعلام كمبرر للاقالة (ازاء دوره في الاخفاقات التي أدت الى مذبحة 7 اكتوبر من الجدير ببار الاستقالة فيما بعد في كل الحالات، لكن ليس حول هذا الامر تتركز الآن النقاشات). مهم الانتباه الى الساعات الموقوتة المتنافسة. أول أمس تم ارسال فيلدشتاين الى الاقامة الجبرية، في حين أن اوريخ، الشخصية الرفيعة والمقربة اكثر منه من نتنياهو، سيبقى في المعتقل حتى غد.
في “اخبار 12” نشر أول أمس عن مواجهة قامت بها الشرطة بين من يجري التحقيق معهما. فيها وجه فيلدشتاين الهائج الاتهامات لاوريخ، الذي حسب قوله ورطه في القضية وبعد ذلك تخلى عنه. نتنياهو حاول التنصل في البداية من فيلدشتاين، لكنه بعد ذلك تراجع ودعمه، ومرة اخرى بدأ يتجاهله عندما تبين أنه عين لنفسه محام مستقل بدلا من المحامي الذي يتساوق مع رئيس الحكومة. جهد الماكنة المتشعبة التي يشغلها نتنياهو يتركز الآن على اوريخ وليس فيلدشتاين. الأمل هو أن لا ينهار في المعتقل وفي التحقيق وأن يتحدث عما يعرفه، كما يبدو أكثر بكثير مما يعرفه فيلدشتاين الذي عمل في المكتب مدة سنة تقريبا.
هنا اصبح الجدول الزمني حاسم بالنسبة لنتنياهو. في السيناريو المرجح أقل، الذي فيه المحكمة العليا لا تتدخل ولا تؤجل اقالة بار، يمكن استبداله بسرعة برئيس شباك خاضع ومخلص والعمل على تأجيل التحقيق واطلاق سراح اوريخ الى الاقامة الجبرية، قبل اكتشاف تفاصيل اخرى تعرض الرئيس للخطر. هذه فترة حاسمة وخطيرة على سلطة القانون في الدولة. نتنياهو لم يتقدم بعد في تطبيق الخطوة الاكثر اهمية بالنسبة له وهي محاولة اقالة المستشارة القانونية للحكومة.
بين غزة واليمن
في الفترة الاخيرة قدمت مصر اقتراح جديد للوساطة في المفاوضات حول مرحلة اخرى في صفقة التبادل. حماس اعلنت في السابق عن الاستعداد لاطلاق سراح خمسة مخطوفين اسرائيليين على قيد الحياة (هناك تقدير بأن 21 من بين الـ 59 مخطوف ما زالوا على قيد الحياة)، ردا على الاقتراح الامريكي. اسرائيل تطلب اطلاق 11 مخطوف احياء. في الحالتين الحديث يدور عن مرحلة مؤقتة، وليس عن صفقة تنهي الحرب. مصر ستحاول جسر الفجوة بين الموقفين.
في الحكومة وفي الجيش يدعون عن ظهور علامات الضائقة في حماس. اسرائيل استأنفت القتال في القطاع في 18 آذار، بعد شهرين تقريبا على وقف اطلاق النار، ومنذ ذلك الحين هي تقصف من الجو القطاع وتشغل القوات البرية في عدد من المناطق – مداخل بيت لاهيا في الشمال، منطقة نتساريم في الوسط وفي منطقة موراغ ومحور فيلادلفيا في رفح في الجنوب. المقاومة الفلسطينية ضئيلة حتى الآن. قتل المئات، بينهم شخصيات رفيعة في الجهاز السياسي لحماس وقادة ميدان في الذراع العسكري، جدد الشعور بالضغط في القطاع. هكذا ايضا الاخلاء القسري للسكان من مناطق القتال ووقف تقديم المساعدات الانسانية (رغم أن حماس ما زالت تملك مخزون كبير)، التي اثرت على استئناف المظاهرات ضد سلطة حماس. حسب مصادر اسرائيلية هذه هي خلفية استعداد حماس لتليين مواقفها.
في نفس الوقت اسرائيل تهدد بعملية اوسع لاحتلال القطاع والتفكيك الكلي لنظام حماس وقدراتها العسكرية والمدنية. هذا حتى الآن لا يحدث على الارض. عندما تم طرح الخطط على المستوى السياسي تحدثوا في الجيش عن الحاجة الى عدد كبير من الفرق، التي تستند الى الاحتياط من اجل تنفيذ هذه الخطط. في هذه الاثناء تعمل في القطاع ثلاث قيادات بمستوى فرقة، والقليل من ألوية الاحتياط، التي خدمت اصلا في المنطقة. الانتقال الى المرحلة القادمة يحتاج الى تجنيد واسع. في هذه الاثناء اسرائيل تضغط على أمل التوصل الى تحرير المزيد من المخطوفين، لكنها لا تعمل بشكل فوري على انهاء الحرب، سواء بعملية عسكرية أو صفقة تبادل شاملة.
في زيارته في الولايات المتحدة سيتناقش نتنياهو مع الرئيس ترامب ايضا العلاقة بين غزة واليمن. ترامب تحدث مؤخرا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وطلب منه مساعدة مصر في حرب الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن. السيسي رد بأن الامر يتعلق بالتقدم في غزة. ربما أنه مرة اخرى توجد لترامب مصلحة متزايدة في التوصل الى صفقة مؤقتة في غزة. ايضا نتنياهو هذه الصفقة يمكن أن تفيده اذا هدأت بشكل قليل غضب الجمهور الاسرائيلي منه.
انتهى ولم يُدفن
رئيس الاركان ايال زمير قام في الاسبوع الماضي بخطوة انضباطية شديدة جدا بعد أن تم الكشف عن عن اعمال شغب للجنود والمستوطنين في قرية جنبا في جنوب جبل الخليل. بعد الحادثة بين رعاة فلسطينيين وأحد الرعاة الاسرائيليين، خرجت قوة من كتيبة مدفعية نظامية بمرافقة مستوطنين من قوة الدفاع المحلية، الى حملة انتقام شملت تخريب الممتلكات والمس بالسيارات. في البداية تم اخفاء الحادثة عن القيادة العليا. زمير صمم على الوصول الى المكان؛ عدد من الضباط تم توبيخهم أو عزلهم؛ ضباط وجنود آخرون تم ارسالهم الى السجن. هذا سيحدث ايضا في حالات اخرى من تنمر الجنود ضد الفلسطينيي، التي تم كشفها مؤخرا.
رئيس الاركان يوجد الآن في ذروة حملة مطلوبة لتعزيز الانضباط العملياتي في الجيش. هذا يشمل ايضا الحرص الكبير على اوامر فتح النار والتعامل مع المدنيين. في فترة سلفه هرتسي هليفي وجد الجيش صعوبة في الانشغال بهذا الامر. أولا، كانت هناك الحرب التي تمت ادارتها في مناخ انتقامي ازاء الفظائع التي قامت بها حماس. ثانيا، من كانوا يقودون الجيش منذ 7 اكتوبر وجدوا صعوبة في انفاذ القانون والعقاب ضد مرؤوسيهم، في الوقت الذي فيه هم انفسهم استمروا في مناصبهم رغم مسؤوليتهم عن الاخفاقات. ولكن زمير متحرر من كل ذلك وهو يصمم على استقامة الجيش بما في ذلك “قطع الرؤوس” اذا كانت حاجة الى ذلك، كما قال لجنرالات الجيش الاسرائيلي.
جزء من المشكلة، كما يقولون في هيئة الاركان، يتعلق بانزلاق معايير غريبة من الحرب في غزة الى المهمات الامنية الجارية في الضفة. بعد سنة ونصف من القتال فان القوات التي خرجت من القطاع (كتيبة المدفعية جاءت من الجنوب قبل يومين من حملة التدمير قرب الخليل) تجد صعوبة في استيعاب أن قوانين اللعب في الضفة مختلفة. ولكن الضفة ليست اساس المشكلة. ربما أن الامتحان الاول الصعب لرئيس الاركان، مع امتحان الجيش، يكمن في حادثة اخرى حدثت في القطاع قبل اسبوع تقريبا. وسائل الاعلام الاسرائيلية، باستثناء “هآرتس”، ذكرتها مؤخرا.
عشية 23 آذار اقتربت قافلة فلسطينية فيها سيارة اسعاف وسيارات اطفاء من قوة للجيش الاسرائيلي في حي تل السلطان في رفح. الجنود اطلقوا النار على السيارات التي حسب قولهم سافرت بصورة مشبوهة. 15 عامل في منظمات الاغاثة (14 حسب الجيش الاسرائيلي)، بينهم مسعف، قتلوا بسبب اطلاق النار. جثث هؤلاء العاملين والسيارات المحطمة وجدت بعد بضعة ايام وهي مدفونة في الرمال. مصادر في الفرقة المسؤولة عن منطقة العملية قالت في محادثة مع الصحيفة في الاسبوع الماضي بأن الجنود شعروا بالخطر على حياتهم، الذي من فحص هوية معظم القتلى تبين أن لهم علاقة مع حماس، وأن حماس تستخدم سيارات الانقاذ لنقل المسلحين. تجميع الجثث ودفنها بشكل مؤقت تحت شباك، كما قيل، هو جزء من اسلوب سائد يتبعه الجيش الاسرائيلي في القتال كي لا تصل اليها الكلاب. في الجيش الاسرائيلي تعودوا ابلاغ الفلسطينيين عن اماكن دفن الجثث بواسطة المنظمات الدولية.
في المقابل، شهود عيان فلسطينيون قالوا إن سيارات الطواريء كانت عليها الاشارات كما هو سائد، وكانت تسافر بأضواء وأن الضحايا تم اعدامهم باطلاق النار عليهم من مسافة قصيرة، وأن بعض الجثث عثر عليها وهي مكبلة الأيدي. وسائل الاعلام الامريكية والبريطانية نشرت مؤخرا معلومات وشهادات عززت ادعاءات الفلسطينيين. أمس نشرت “نيويورك تايمز” فيلم فيديو كان في الهاتف للممرض، ظهر فيه أن القافلة كانت عليها علامات واضحة خلافا لادعاء الجيش الاسرائيلي.
في المستوى الاعلى في الجيش سمعت في نهاية الاسبوع المزيد من علامات الاستفهام حول رواية الفرقة. ايضا يجب التعامل مع ادعاءات الفلسطينيين بدرجة من التشكك، والاخذ في الحسبان بأنه توجد لحماس مصلحة في جعل كل حادثة قتل حدث دولي بهدف الدفع قدما بخطوات قانونية ضد اسرائيل. حتى الآن يبدو أنه تطرح هنا ادعاءات حول مذبحة ضد عاملي اغاثة. لذلك تم نقل الحادثة لفحصها من قبل طاقم التحقيق في هيئة الاركان.
القوة التي اطلقت النار على عاملي الاغاثة هي من لواء غولاني، لكنها كانت تعمل وهي خاضعة للواء احتياط. قبل بضعة ايام نشر فيلم يوثق محادثة لقائد كتيبة في غولاني مع الجنود، عشية الدخول الجديد الى القطاع: “كل من تقابلونهم هم أعداء”، قال للجنود. “اذا لاحظتم أي شخص دمروه”. هذه الاقوال التي تعكس سياسة فتح موسع ومتساهل للنار، أدت ايضا الى قتل الكثير من الفلسطينيين في القطاع. هذه ايضا هي الخلفية لقتل المخطوفين الاسرائيليين الثلاثة الذين نجحوا في الهرب من أيدي آسريهم واطلقت النار عليهم وقتلوا بالخطأ على يد الجيش الاسرائيلي في حي الشجاعية في غزة في كانون الاول 2023.
طاقم التحقيق في هيئة الاركان يترأسه الجنرال احتياط يوآف هار ايفن، المدير العام السابق لـ “رفائيل” ورئيس قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي. الفحص سترافقه المدعية العامة العسكرية الاولى الجنرال يفعات تومر – يروشالمي. فقط قبل اسبوعين حاول وزير الدفاع يسرائيل كاتس العمل على اقالة المدعية الرئيسية. رئيس الاركان اعطاها دعمه الكامل. الآن هي وهار ايفن بحاجة الى دعم آخر – حمايتهم من سيرك الادانة والتشويه الذي سيبدأ في القريب – من اجل التحقيق في هذه القضية المقلقة حتى النهاية.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-04-06 17:16:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
/a>