اضطرابات النوم قد تؤدي إلى الانتحار

اضطرابات النوم قد تؤدي إلى الانتحار

اكتشف علماء إيطاليون ارتباطاً بين محاولات الانتحار، واضطرابات النوم الشديدة، إذ تسبب مشكلات النوم التهاباً يمكن اكتشافه من خلال فحوصات الدم، وبالتالي قد تقدم طريقة لتوقع المخاطر للمرضى المعرضين للخطر بشكل كبير. 

وقُدِّمت الدراسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية للعلاج النفسي العصبي (ECNP)، في مدينة ميلانو الإيطالية، وتم نشرها في مجلة The World Journal of Biological Psychiatry.

وتُبرز الدراسة العلاقة بين الأرق والالتهاب الذي يمكن اكتشافه عبر اختبارات الدم، وتشير إلى أن معالجة اضطرابات النوم قد تكون جزءاً أساسياً من استراتيجيات الوقاية من الانتحار.

واضطرابات النوم مجموعة من الحالات التي تؤثر على القدرة على النوم بشكل منتظم أو جيد، وتؤدي إلى صعوبة في النوم، أو البقاء نائماً، أو إلى نمط نوم غير منتظم، مما يؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية. 

وتحدث بعض اضطرابات النوم بشكل مستقل، بينما تكون الأخرى ناتجة عن حالات صحية أخرى، أو مشكلات نفسية. 

أجرى الدراسة باحثون من جامعة بيزا، وتعاونوا مع 52 فرداً حاولوا الانتحار بين مارس وديسمبر 2022، وتلقى جميع هؤلاء المرضى العلاج في قسم الطوارئ بمستشفى جامعة فيرارا، وفي مرحلة التعافي، خضع المرضى لتقييم نفسي شامل، وتم تحليل عينات الدم الروتينية للبحث عن علامات الالتهاب.

اضطرابات النوم ومحاولات الانتحار

أظهرت النتائج أن المرضى لديهم تاريخ طبي ومرضى متنوع. وكان 47% من المرضى يعانون من أعراض اكتئاب، ورغم تنوع التاريخ المرضي، إلا أن 93% من المرضى أظهروا أعراضاً شديدة تتعلق باضطرابات النوم، واشتكى حوالي 80% من المرضى من الأرق في الـ 15 يوماً التي سبقت محاولاتهم الانتحارية.

يعتبر الأرق الأكثر شيوعاً بين اضطرابات النوم، ويسبب صعوبة في النوم، أو الاستمرار في النوم، أو الاستيقاظ في وقت مبكر جداً دون القدرة على العودة للنوم، ويمكن أن يكون الأرق مؤقتاً نتيجة ضغوط، أو تغييرات في الحياة، أو مزمناً إذا استمر لثلاثة أشهر، أو أكثر.

وقالت الباحثة الرئيسية، لورا بالاجيني، من مستشفى بيزا الجامعي: “وجدنا فروقاً بين محاولات الانتحار؛ فالمرضى الذين عانوا من أرق أكثر خلال الأسبوعين السابقين استخدموا وسائل انتحار مختلفة، كما أبلغوا عن ضعف في تنظيم الإيقاعات البيولوجية، وأظهروا شدة أعلى للاكتئاب، ومستويات مرتفعة من مؤشرات الالتهاب، وكلما زاد الأرق، زادت احتمالية استخدام وسائل انتحار أكثر خطورة”.

ومن جانبه، قال الباحث ريكاردو جورييري، من قسم علوم الأعصاب بجامعة بيزا: “هذه النتائج أولية، لكنها تشير إلى أن الأرق السابق، والالتهاب الناتج عنه قد يزيدان من احتمالية محاولات الانتحار”.

ويوضح جورييري أن الأسباب التي قد تدفع الأشخاص لمحاولة الانتحار دائماً ما تكون معقدة، مضيفًا: “نأمل أن يساعد هذا العمل في التنبؤ بالمخاطر لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر لتجنب محاولاتهم الانتحارية”.

التعرف المبكر على الأرق

وتعزز هذه الدراسة الدور الذي يلعبه الأرق ليس فقط كعَرَض، ولكن كعامل خطر محتمل للانتحار، حيث تبرز ارتباطه بمؤشرات الالتهاب، وشدة الوسائل الانتحارية. 

ورغم أن هذه النتائج تشير إلى وجود ارتباط مهم، إلا أنها لا تظهر بالضرورة أن أحدهما يسبب الآخر، وما زالت هناك حاجة لإجراء بحوث إضافية، ودراسات أكبر لتوضيح هذه العلاقة.

ويقول الباحثون إن استهداف اضطرابات النوم، وخصوصاً الأرق، قد يكون نقطة تدخل فعالة في استراتيجيات الوقاية من الانتحار للأفراد المعرضين لخطر كبير. 

ويشدد الباحثون على أهمية انتباه الأطباء في الرعاية الأولية لهذه النتائج، لا سيما أن العديد من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار، أو يموتون بسببه يزورون طبيبهم العام لأسباب صحية جسدية قبل حدوث الأزمة، فقد يكون التعرف المبكر على الأرق، وعلاجه، خطوة رئيسية في الوقاية من الانتحار، والاضطرابات النفسية الأخرى.

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :asharq.com بتاريخ:2024-09-20 11:10:24
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version