اقالة رونين بار لأن اخلاصه هو للدولة وقوانينها وليس لنتنياهو

هآرتس 17/3/2025، يوسي فيرتر: اقالة رونين بار لأن اخلاصه هو للدولة وقوانينها وليس لنتنياهو

على رأس الحكومة يقف الآن شخص فاسد ومفسد، مهمَل ومهمل، خطير ويعرض الآخرين للخطر، الديمقراطية، أمن الدولة ومناعتها القومية ومستقبل الصهيونية. هجوم حماس في الغلاف في 7 أكتوبر، الذي تم شنه في اعقاب انقلابه النظامي هو وياريف لفين، لم يعلم نتنياهو أي درس. بالعكس، كشخص مصاب بنوبة غضب شن هجومه على حراس العتبة الذين يمنعونه من تحويل إسرائيل الى دولة ديكتاتورية، ملكية قومية، على شاكلة هنغاريا، روسيا وتركيا.

اقالة رئيس الشباك رونين بار كانت مكتوبة على الحائط بحروف كبيرة، حتى قبل طلب نتنياهو منه الاستقالة قبل أسبوع. الذريعة كانت امامنا بالتسلسل الزمني التالي: قضية الوثائق السرية التي كان متورط فيها مستشارو رئيس الحكومة في السابق وفي الوقت الحالي ايلي فيلدشتاين ويسرائيل اينهورن ويونتان اوريخ (الأول كان يعمل كما نذكر في المكتب بوظيفة امنية رغم أنه لم يعط له وصف). تحقيق الشباك في فشل 7 أكتوبر الذي فيه تم إحصاء إخفاقات المستوى السياسي، وقضية “قطر غيت” التي فيها تم التحقيق مع هؤلاء المستشارين الثلاثة، وهي الآن تخضع لمنع النشر.

الموضوع الأخير كان القشة الأخيرة. فوق رأس نتنياهو تحلق غيمة ثقيلة، ما الذي عرفه ومتى، هل صادق وتجاهل، هل اغمض عيونه؟ (أنا لا اثق بشكل متواصل برئيس الشباك)، شرح أمس رئيس الحكومة سبب الإقالة. المشكلة ليست في الثقة، بل في الولاء. بار هو أحد حراس العتبة، وبهذه الصفة فان اخلاصه للدولة وقوانينها. في هذه الفترة التي يوجد فيها ظلام كبير يغطي إسرائيل فان مصالح “الدولة” تتصادم بشكل مباشر مع مصالح نتنياهو الشخصية. كل من يقف في طريقه للحكم المطلق، كل من يتجرأ على اظهار الاستقلالية وسلوك رسمي ينبع من الدولة، ويظهر التصلب يتم ابعاده عن الطريق. يوآف غالنت، هرتسي هليفي والآن بار. المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا دورها جاء الآن. في يوم الاحد الحكومة ستناقش حجب الثقة عنها. رئيس المحكمة العليا اسحق عميت يتجاهله الوزراء باحتقار. استعداده للتنازل عن صلاحياته القانونية للتقرير من سيكون عضو في لجنة التحقيق الرسمية وتقاسم هذه الصلاحية مع القاضي نوعام سولبرغ، المستوطن المتدين، تم رفضه بنفس الاحتقار من قبل نتنياهو.

أمس اعلن المفتش العام للشرطة، وهو أحد الخدم الاذلاء في منزل نتنياهو، عن فتح تحقيق في اشتباه الابتزاز بالتهديد ضد من سبق بار في المنصب، نداف ارغمان، بسبب تصريح غير ناجح. القرار تم اتخاذه بصورة غير مسبوقة بدون التشاور مع المستشارة القانونية للحكومة. وهكذا أيضا قرار اقالة بار الذي سيتم فحصه في المحكمة العليا. يمكن فقط الأمل أن بار، الذي دعا أمس الولد باسمه، (“توقع رئيس الحكومة لواجب الثقة الشخصية هو أمر مرفوض وغير قانوني”)، سيمثل هو نفسه في المحكمة العليا وسيقول ما لديه. واذا لم يكن هناك ففي وسائل الاعلام. هذا لا يعتبر سر أمني. فهنا لا يوجد أي خرق لأي قاعدة، بالعكس، كل عاقل يجب عليه فعل كل ما في استطاعته لإنقاذ الدولة.

رؤساء جهاز الامن في العشرين سنة الأخيرة يجب عليهم أيضا قول ما لم يقولوه حتى الآن والجمهور يجب عليه الخروج بجموعه الى الشوارع. عندما سيسقط الحصن بشكل كامل فان اشخاص طيبين سينظرون الى الوراء وسيندمون لأنهم لم يعملوا. هذا تحذير حقيقي. حماس وحزب الله لم ينجحا في تركيع دولة إسرائيل بفضل الجيش والشباك والموساد. نتنياهو يريد استكمال مهمتهم من الداخل. خطره حتى أكبر من خطر الأعداء من الخارج.

مثل ديكتاتوريين آخرين في التاريخ فان نتنياهو ايضا انتخب بطريقة ديمقراطية، لكنه مصمم على تحطيم هذه الطريقة؛ اذا احتاج الامر فلتحترق الدولة. لقد استبدل غالنت السياسي الخالد يسرائيل كاتس، وقد فرض على رئيس الأركان الاستقالة، ورفض ترقية الى رتبة جنرال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي المتميز والمقدر دانييل هاجري والآن هو يستخذي أمام جمهور الحريديين الذي يرفض التجند. هليفي استبدله زمير، الذي يلمح بأنه يتساوق كليا مع بيبي. نتنياهو بالتأكيد قرر من سيكون مكان بار، هذه ستكون مفاجأة كبيرة اذا لم يقم بتعيين أحد مقربيه الذي سيضمن له مسبقا بأن التحقيقات مع مستشاريه سيتم وقفها. 

الإشارة الأولى على اقالة بار حصلنا عليها صباح أمس من أسوأ المقربين يعقوب بردوغو، الذي أشار الى أنه اذا لم تتم اقالة بار خلال بضع ساعات فان نتنياهو “يعرض حكمه للخطر”. بردوغو، كما نذكر، اسمع تهديد مشابه أيضا تجاه يسرائيل كاتس، أنه اذا تجرأ على ترقية هاجري الى رتبة جنرال فانه لن يستمر في أن يكون وزير الدفاع. هذا هو واقع الحياة لدينا، بائس وقبيح جدا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :natourcenters.com
بتاريخ:2025-03-17 16:13:00
الكاتب:Karim Younis
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

/a>

Exit mobile version