الأسرى ‘الإسرائيلون’ ينتحرون.. والمعتقلون الفلسطينيون يذلّون الموت!

العالم – مقالات وتحليلات

منذ اجتياح قوات الاحتلال قطاع غزة تم اعتقال آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، ولا يزال مصير العديد منهم مجهولا، وتم معاملتهم بغاية القسوة، حتى ان بعض المعتقلين في سجون الاحتلال بترت أطرافهم دون تخدير، بسبب عمليات التقييد المستمرة، والتي تصل لايام.

تقارير فلسطينية ومن بينها تقارير نادي الاسير الفلسطيني وتقارير اممية، كشفت عن الحالة الكارثية التي يعيشها المعتقلون الفلسطينيون، حيث تؤكد هذه التقارير ان المعتقلين يتم تقيديهم لايام وهم معصوبي الأعين، كما يتعرضون على مدار الوقت لعمليات ضرب بكافة الوسائل والأدوات ومنها الهراوات، واطلاق الكلاب البوليسية عليهم.

كما ذكرت التقارير ان الاحتلال يمارس بحق المعتقلين جريمة التجويع، وإذلالهم بشتى الوسائل والأدوات وشتمهم طوال الوقت وإجبارهم على التلفظ بألفاظ للمساس بكرامتهم وإذلالهم إلى جانب الترهيب والتهديد. ويمنعهم من التواصل فيما بينهم حتى أصبحوا يتحدثون مع أنفسهم، ومن يحاول الحديث مع آخر يتعرض للتنكيل والعقاب، كما نفذ بحقهم اعتداءات جنسية ومنهم من تعرض للاغتصاب.

لم يدخر الاحتلال عن استخدام اقذر الوسائل من اجل اهانة المعتقلين وتعذيبهم، فهو يمنع عنهم حتى ابسط الاشياء، فالمعتقلون يستخدمون أحذيتهم كمخدات للنوم، كما أنهم محرمون من الصلاة أو أداء أي شعائر دينية. ولا يمنحون الا دقيقة واحدة من الوقت للاستحمام واستخدام دورة المياه.

اللافت ان كل هؤلاء المعتقلين، بالاضافة الى ما يعانون منه جسديا في سجون الاعتقال، يعانون ايضا من ظروف نفسية صعبة، فكل واحد منهم اما فقد كل اعضاء اسرته، او بعضهم ، بسبب القصف الاسرائيلي المستمر منذ اكثر من 9 اشهر لغزة.

اردنا من خلال هذا العرض السريع لسرد ما يعانيه المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال، من عذابات تتجاوز تحمل البشر، ان نبين مدى صبر وايمان الانسان الفلسطيني، وهما صبر وايمان يمنحان هذا الانسان القدرة على تعمل كل هذه المعاناة، بل وتجعلاه اكثر تمسكا بقضيته، وتشحذا ارادته، حتى بات عنوانا للصمود في وجه الطغيان، وعنوانا للحياة في وجه الموت. ونقارن هذه الحالة الاسطورية المفعمة بالايمان والاتكال على الله، مع حالة الاسير الاسرائيلي في قبضة المقاومة، وهي حالة تكشف ابعاد الشخصية الصهيونية المهزوزة والمهزومة والعاجزة والضعيفة، لاسيما بعد ان كشفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأربعاء، عن إقدام عدد من الأسرى الإسرائيليين لديها على محاولات انتحار نتيجة الإحباط الشديد الذي ينتابهم بسبب إهمال حكومتهم لقضيتهم، واختلاف المعاملة من قبل وحدات التأمين في سرايا القدس، بحرمانهم من بعض الامتيازات التي كانت تقدم لهم قبيل جريمة النصيرات البشعة.

المعروف ان الاحتلال الاسرائيلي شن في 8 يونيو/ حزيران الماضي، عدوانا همجيا ودمويا على مخيم النصيرات وسط القطاع، لتحرير 4 رهائن، ما أسفر عن استشهاد274 فلسطينيا وإصابة أكثر من 698. وبعد هذه الجريمة البشعة، ردت المقاومة على ذلك بتقليص بعض الامتيازات التي كانت تقدم للاسرى، فاذا بهؤلاء الاسرى، وعلى حد قول أبو حمزة، المتحدث باسم سرايا القدس، يقدومون على محاولات الانتحار الفعلي وبإصرار، لعدم قدرتهم على تحمل ظروف أسرهم، وهي ظروف لا يمكن قياسها مع ظروف المعتقلين الفلسطينيين باي شكل من الاشكال، الامر الذي يكشف وبشكل واضح، مدى تاثير العقيدة والاتكال على الله سبحانه وتعالى، والايمان والثقة بنصره، على بث العزيمة والعنفوان والقوة والتحمل في الانسان المسلم.

معركة طوفان الاقصى، لم تسلب الكيان الاسرائيلي قوة ردعه، وتكشف عن مدى حاجته للعامل الخارجي ، المتمثل بامريكا، من اجل ديمومته، فحسب، بل كشفت عن جبن الشخصية الصهيونية، التي كان يُروج لها على انها “سوبرمان”، فاذا بها شخصية جبانة خالية من اي بعد معنوي وايماني، والاهم من كل هذا وذاك، لا تشعر باي رابط روحي بالارض التي تزعم انها ارضها، لذلك ليست مستعدة للتضحية من اجل هذه الارض الغريبة، وهذا ما يفسر انتحار الاسير الاسرائيلي، بينما المعتقل الفلسطيني يذل الموت.

*أحمد محمد

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.alalam.ir بتاريخ:2024-07-04 01:07:23
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version