تُعد الأظفار من البنى التشريحية الغامضة من حيث الوظيفة ومن حيث الأمراض التي تؤثر فيها والأمراض التي تنشأ بسببها، وتعد الإصابات الرضية للأظفار من الأحداث الأكثر إيلامًا وإزعاجًا للشخص.
تُعد الأظفار من ملحقات الجلد مثلها كمثل الشعر، إذ تتكون أساسًا من الكيراتين، وهو أحد البروتينات المتينة التي تنمو باتجاه نهاية الإصبع لتشكل صفيحة قاسية. ويعمل شريط البشرة الذي يغطي الوصل بين الظفر والجلد بوصفه طبقة حماية إضافية ضد الرضوض والإنتانات.
من المهم الانتباه للتغيرات التي قد تحدث في مظهر الظفر وبنيته، بسبب دورها الكبير بوصفها مؤشرات لصحة الإنسان، وإليكم بعض الدلالات المهمة للبحث عنها:
الأظفار الملعقية
المظهر الطبيعي للظفر أن يمتلك انحناءً محدبًا قليلًا دون أي انحدارات أو انخفاضات فيه. على النقيض من ذلك فإن الأظفار الملعقية هي حالة يصبح فيها الظفر مقعرًا، إذ يتشكل في بعض الحالات انخفاض مركزي عميق بما يكفي لاحتواء قطرة من السائل، تمامًا كالدواء في الملعقة ومن هنا اكتسبت الحالة تسميتها. عادةً ما تصبح الأظفار المصابة بهذه الحالة أرق وأكثر هشاشة.
قد تشير الأظفار الملعقية إلى الإصابة بفقر الدم، بسبب عدم وجود ما يكفي من كريات الدم الحمراء لإيصال الأكسجين إلى أنسجة الجسم، ما يرتبط بعوز الحديد. قد يكون عوز الحديد بسبب التغذية السيئة، أو الداء الزلاقي، أو سرطان السبيل الهضمي.
الميكانيكيون ومصففو الشعر أكثر عرضة للإصابة بالأظفار الملعقية بسبب طبيعة عملهم مع المحاليل البترولية التي توجد في زيوت المحركات والعوامل المُجعِّدة. ومع ذلك فإن الأسباب المحتملة الكامنة وراء الأظفار الملعقية عديدة، لذلك تجب مراجعة الطبيب عند مواجهة هذه الحالة على مدى فترة طويلة.
التبدلات الظفرية اللونية
اللون الطبيعي لسرير الظفر، أي الجلد الموجود أسفل الظفر، هو الوردي القاني. قد يحدث التبدل اللوني في الظفر أو في سرير الظفر نتيجة للإصابة بمرض أو عدوى التهابية. قد يشير اصفرار الأظفار مثلًا إلى وجود عدوى فطرية أو تبدلات بسبب حالة جلدية مثل الصدفية.
أما ابيضاض الأظفار، فهي حالة تحدث فيها تبدلات لونية بيضاء في الظفر وقد تأخذ أشكالًا عدة. في بعض الحالات قد تشير العلامات البيضاء على الأظفار إلى التسمم بأحد المعادن الثقيلة مثل الرصاص أو الزرنيخ، وكلاهما من المشكلات الشائعة حول العالم بسبب تلوث النظام المائي.
حال امتد الابيضاض ليشمل كامل الظفر وأصاب عدّة أظفار، فمن المرجح أن تكون المشكلة بسبب عوز البروتين في الدم، ما قد يشير أساسًا إلى أمراض الكبد والكلى.
مع ذلك، فإن العلامات البيضاء الصغيرة على الظفر تشير على الأرجح إلى وجود إصابة رضية تتراوح ما بين الجروح أو سقوط الأجسام الثقيلة على إصبع القدم أو إغلاق الباب عليه. إضافةً إلى أن ممارسات شائعة مثل قضم الأظفار والمبالغة في تقليمها قد تؤدي إلى تلف الأظفار.
قد يُلاحظ في الإصابات الرضية للأظفار ظهور تبدلات لونية بقعية أرجوانية داكنة أو زرقاء أو حمراء. ما يُسمى الورم الدموي تحت الظفر، إذ يتجمع الدم بين الظفر وسريره بعد الرض. تشفى هذه الإصابة عادةً تلقائيًا مع الوقت، لكنها قد تحرض الإنتانات أو انفصال الظفر عن سريره.
الاختبارات الطارئة على الأظفار
في حالة الطوارئ الطبية، غالبًا يتحقق الأطباء من إشباع الأكسحين لدى المريض عبر أظفاره. باستخدام جهاز قياس الأكسجة النبضي، الذي يُوضع فوق الإصبع ويرسل ضوءًا عبر طرف الإصبع، ويقيس كمية الدم المنسابة داخله. ما يوضح مقدار الأكسجين ضمن مجرى الدم، ومن ثم مدى فعالية عمل القلب والرئتين.
يُعد اختبار زمن عودة الامتلاء الشعري مؤشرًا آخر على كفاءة عمل الدورة الدموية، ويُجرى بواسطة ضغط الطبيب على الظفر أو نهاية الإصبع مدة خمس ثوانٍ حتى يصبح الجلد أسفله شاحبًا.
يجب أن يعود الجلد إلى لونه الطبيعي السابق في غضون ثانيتين بعد التوقف عن الضغط. استغراقه أطول من ذلك قد يشير إلى البرودة أو الإصابة بالتجفاف أو ضعف التروية المحيطية، إذ لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم، أو أن شيئًا يعيق وصول الدم إلى أنحاء الجسم، ربما نتيجة صدمة.
يمكن أيضًا الضغط على الأظفار لفحص المريض الذي يعاني فقدان الوعي. إذ يشكل هذا الاختبار جزءًا من مقياس غلاسكو لتقييم الوعي، الذي يقيس قابلية الاستجابة ومدى ضعف الوعي لدى المرضى.
ما الذي يمكننا فعله عند ملاحظة شيء غير اعتيادي؟
إلى جانب الأمثلة سابقة الذكر، يوجد الكثير من الأمثلة الأخرى حول مشكلات الأظفار، منها هشاشة الأظفار، والأظفار المقلمة أو المتوازية، أو توذم الأظفار إذ توجد أسفلها علامات حمراء. وقائمة التشاخيص التفريقية تطول فتتراوح ما بين البسيطة والخطيرة.
تجب مراجعة الطبيب حال الشك بوجود مشكلة تتعلق بلون الظفر أو شكله، إضافةً إلى إصابات الأظفار الشديدة، مثل اقتلاع الظفر. ويجب الاعتناء بالجلد تحت الظفر بالطريقة المناسبة عند جرحه لتجنب المضاعفات مثل الإنتانات، والتحقق من وجود أضرار أخرى مثل الكسور العظمية.
قد تُخفي الأظفار المستعارة التغيرات العيانية، لذا يجب الحرص على عدم تغطية الأظفار والانتباه لما قد تخبرنا به عن صحتنا.
اقرأ أيضًا:
تقعر الأظافر أو الأظافر الملعقية
ثخن الأظافر الخلقي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: حيان الحكيم
تدقيق: أكرم محيي الدين
JOIN US AND FOLO
Telegram
Whatsapp channel
Nabd
GOOGLE NEWS
tiktok
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-09-11 22:33:08
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي