(نجم الدين نجيب)
شفقنا- أربع طائرات إسرائيلية من طراز “إف-16” تقصف فجر يوم الاثنين الماضي مطار دمشق المدني الدولي ومحيطه، ويسفر القصف عن استشهاد 6 جنود سوريين وإصابة 3 آخرين، ووقوع خسائر مادية وخروج المطار لبعض الوقت عن الخدمة.
هذ العدوان السافر، والذي ينتهك السيادة السورية، ولا يعير اهمية للقانون الدولي ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، يحدث وكأنه امر طبيعي، وان دماء السوريين ليس لها اي قيمة، و ان لاسرائيل الحق في كل ما تفعله، بينما الامم المتحدة تقف صماء بكماء عمياء، لا تحرك ساكنا فحسب، بل تساهم وبشكل مباشر في تغول اسرائيل على دول المنطقة وشعوبها.
اللافت ان العدوان الاسرائياي يأتي بعد ثلاثة أيام من اعتداء قام به تكفيريو “داعش” بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر ، ضد عمال حقل التيم في دير الزور، وذهب ضحيته 10 عمال أبرياء كانوا متجهين إلى عملهم، الامر الذي يؤكد مدى التنسيق بين إسرائيل ومسلحي “داعش”.
اللافت ايضا ان تنفيذ مخطط اخراج المطارات والموانىء السورية من الخدمة من اجل خنق سوريا، كان في البداية من حصة الجماعات التكفيرية، التي قصفت في بداية الحرب جميع المطارات السورية ، حتى وصلت الى مطار دمشق، وحاولت اخراجه من الخدمة، الا ان الجيش السوري وحلفاءه تمكنوا من ابعاد التكفيريين عن المطار، ولكن وبعد تطهير اغلب الاراضي السورية من التكفيريين، انتقلت مهمة تنفيذ المخطط الى مشغلي التكفيريين ومن بينهم اسرائيل.
اغلب الدول، وخاصة بعض الدول العربية، تتجنب حتى اصدار بيانات تشجب العدوان، بل ان بعض هذه الدول تبرر العدوان، وتعطي اسرائيل الحق في العدوان على سوريا بذريعة الدفاع عن نفسه. فيما تلوذ الامم المتحدة للصمت دائما، في تاكيد واضح على هيمنة امريكا على المنظمة الدولية.
انه لولا مظلة الحصانة والإفلات من العقاب التي توفرها امريكا لاسرائيل، لما تجرأت الاخيرة على الاستمرار بعدوانها، وانتهاكها القوانين والاعراف الدولية، دون رادع، وكأنها فوق القانون الدولي، او ان القانون لا ينطبق عليها، فالدعم الامريكي لها هو ضوء اخضر لها لفعل ما تشاء، وضوء أحمر للعالم لمنعه من مساءلة اسرائيل.
ان عدوانية اسرائيل المنفلتة، تعتبر من اهم اسباب ، فقدان الامم المتحدة لمكانتها واعتبارها لدى شعوب العالم، التي تنظر الى الامم المتحدة، وكأنها فرع لوزارة الخارجية الامريكية، ففي الوقت الذي تجند الامم التحدة كل امكانياتها، ويعقد مجلس الامن اجتماعا طارئا، لبحث قضايا هي اقل خطورة بكثير من خطرالعدوان الاسرائيلي المتكرر على سوريا، وتفرض عقوبات على شعوب وتحاصر دول، لمجرد انها لم تتعاون مع المنظمة الدولية، بينما تدفن هذه المنظمة راسها بالتراب عندما يتعلق الامر بجرائم اسرائيل، لذلك ما لم تتحرر الامم المتحدة من الهيمنة الامريكية، وتكف عن مواصة “سياسة النعامة”، وتتعامل مع القضايا الدولية من منظار واحد، وفقا للنظام الداخلي الذي تاسست على ضوئه، ستبقى في نظر الشعوب “اداة” لفرض السياسة الامريكية على العالم.
- ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع
انتهى
المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-04 08:55:02
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي