الإمبراطور الأبيض،، مقاتلة جيه-35 إيه أحدث أسلحة الصين لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية

موقع الدفاع العربي 17 نوفمبر 2024: بالتزامن مع الكشف عن المقاتلة الصينية الجديدة من الجيل الخامس “جيه-35 إيه” خلال معرض الصين الدولي للطيران والفضاء في تشوهاي، أزاحت الصين الستار عن النموذج الأول لمقاتلة الجيل السادس، المعروفة باسم “الإمبراطور الأبيض” (بايدي). تهدف هذه المقاتلة لأن تكون العمود الفقري لسلاح الجو الصيني في المستقبل، ضمن جهود بكين لتعزيز تفوقها الجوي على الولايات المتحدة، رغم الشكوك الغربية حول قدرة الصين على تحقيق هذا الهدف.

استغرق تطوير “جيه-35 إيه“، وهي طائرة شبحية، أكثر من عشر سنوات، وظهرت لأول مرة في عرض جوي بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني قبل أن تُعرض في المعرض الدولي. صُممت هذه المقاتلة، التي طورتها شركة “شنيانغ” المملوكة للدولة، لتكون أصغر حجماً وأخف وزناً وأكثر مرونة مقارنة بالمقاتلة “جيه-20” الشبحية الثقيلة. وأوضحت صحيفة الشعب الصينية أن مهمتها الأساسية تتمثل في “تحقيق التفوق الجوي والحفاظ عليه”، مما يعني السيطرة الكاملة على الأجواء وتحييد التهديدات الجوية.

يعتمد سلاح الجو الصيني حالياً على مجموعة متنوعة من المقاتلات مثل “جيه-10″، “جيه-11″، “جيه-16″، “جيه-20″، و”جيه-31 بي”، إلى جانب الطراز الجديد “جيه-35 إيه”، المصمم أيضاً للعمل من حاملات الطائرات.

تُقارن المقاتلة الجديدة، ذات المحركين والمقعد الواحد، بالمقاتلات الشبحية الأبرز عالمياً مثل الأميركية “إف-22 رابتور” و”إف-35 لايتنينغ”، والروسية “سو-57″، حيث تتميز جميعها بقدرات قتالية متقدمة.

الصين هي الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة التي تمتلك مقاتلتين شبحيتين من الجيل الخامس، الأولى كانت “جيه-20″، التي دخلت الخدمة عام 2017 ويبلغ عددها حالياً 195 طائرة، وفق بيانات موقع “Janes” العسكري.

وفق تصنيف موقع “غلوبال فاير باور“، تُعد الصين ثالث أقوى قوة عسكرية في العالم، وتمتلك 3304 طائرات عسكرية، منها 1207 مقاتلات، معظمها من الجيل الرابع، مقارنة بـ1854 مقاتلة للولايات المتحدة، و809 لروسيا.

شكوك غربية​

وفقاً لما ذكرته صحيفة الشعب الصينية، تجمع المقاتلة الصينية الجديدة بين أحدث التقنيات في مجال الطيران، حيث صُممت لتكون غير مرئية على الرادارات وأكثر قدرة على المناورة. كما يمكنها أداء مجموعة واسعة من المهام، بداية من الهيمنة الجوية وصولاً إلى تنفيذ الضربات الدقيقة والسريعة.

وبحسب موقع غلوبال تايمز الصيني، تتميز المقاتلة بقدرة عالية على المناورة وثبات كبير وكفاءة تشغيلية، حيث تجمع بين المرونة الفائقة والقدرة على المناورة، فضلاً عن راحة عالية في قمرة القيادة، مع تكامل سلس بين الطيار والطائرة، مما يعزز من فاعلية العمليات القتالية.

رغم إشادة الصين بتقنيات “جيه-35 إيه” التي تركز على التخفي والمناورة والمهام القتالية المتنوعة، قوبلت المقاتلة بانتقادات، خصوصاً بسبب استخدامها الرقم “35” الذي يربطه البعض بالطائرة الأميركية “إف-35″، مما أثار اتهامات بتقليد التكنولوجيا الأميركية، وهو ما يُثير جدلاً مستمراً حول الابتكار العسكري الصيني.

J-35A

تتمثل الشكوك الغربية في كفاءة الأنظمة الإلكترونية لمحركات “جيه-35 إيه”، حيث واجهت الصين سابقاً صعوبات في تطوير محركات قوية تتيح للمقاتلات الحديثة زيادة مدى عملياتها، واستيعاب أسلحة إضافية، والحفاظ على السرعة العالية والقدرة على المناورة.

اعتمدت المقاتلات الصينية، بما في ذلك “جيه-20″، في كثير من الأحيان على التكنولوجيا الروسية، خاصة فيما يتعلق بالمحركات. ورغم تأكيد الصين على تزويد “جيه-35 إيه” بمحرك “دبليو إس-19” (WS-19) المحلي المتطور، يعتقد الخبراء العسكريون الغربيون أن الصين ما زالت تواجه صعوبة في تلبية المعايير العالمية المطلوبة لمحركات مقاتلات الجيل الخامس.

رغم العروض المثيرة التي قدمتها المقاتلة، يشير الباحث العسكري كولين كوه، محاضر في كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إلى أن “السرية المحيطة بتطورات التكنولوجيا العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصيني تجعلنا غير متأكدين من أداء المقاتلة جيه-35 إيه”.

من جهة أخرى، يرى المحلل العسكري الصيني فو تشان شا، في تقرير لموقع “غلوبال تايمز“، أن المقاتلة ستكون تحدياً كبيراً للمقاتلات الشبحية العالمية بفضل تصميمها المبتكر واستخدامها أحدث المواد. ويعتقد أنها ستتمتع بقدرات تخفي غير مسبوقة وديناميكية عالية، مما سيغير قواعد اللعبة في مجال الطيران الحربي، ويدفع الدول الأخرى إلى تسريع تطوير أسلحتها الجوية.

وفي تصريح لصحيفة “واشنطن بوست“، ذكر كوه أن “العلماء الصينيين قاموا لسنوات بعدد من الدراسات المتقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة المتعلقة بتكنولوجيا الطائرات المقاتلة، بما في ذلك خاصية التخفي”.

J-35A

الانتقال إلى الجيل السادس

بالإضافة إلى “جيه-35 إيه”، كان نموذج مقاتلة “بايدي” أو “الإمبراطور الأبيض بي” (White Emperor B) من أبرز العروض المثيرة للاهتمام في معرض الطيران والفضاء. ووصفت صحيفة الشعب الرسمية الطائرة الجديدة بأنها “مقاتلة فضائية جوية متكاملة” من الجيل السادس، صُممت للطيران بسرعات عالية واختراق الغلاف الجوي للأرض لتعمل في الفضاء.

رغم التكتم على تفاصيل المقاتلة، تشير اللوحة التعريفية للنموذج إلى أن تصميم “بايدي” الانسيابي يتيح لها التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت بعدة مرات. كما تتمتع بقدرة على الإقلاع والهبوط على مدرجات غير مهيأة، والعمل في مختلف الظروف الجوية، إضافة إلى القدرة على التشغيل في الفضاء الخارجي. تُعتبر أيضاً منصة متطورة للحرب الإلكترونية.

وبحسب موقع “غلوبال تايمز”، يُعد ظهور “بايدي” ليس فقط إنجازاً تقنياً في مجال تصميم الطائرات الشبحية، بل يمثل خطوة جريئة في طموحات الصين للسيطرة على الفضاء الخارجي، ويُعزز من مكانتها في طيران الحرب العسكرية عبر التخفي والسرعة والدقة في تنفيذ ضربات صامتة وقاتلة بفعالية.

أطلقت الصين “مشروع نانتيانمن” الإستراتيجي لتطوير قدرات الهيمنة الجوية من الجيل التالي، بما في ذلك القدرة على إجراء عمليات في الغلاف الجوي والفضاء القريب من الأرض، وتهيئة وحدات قتالية مستقلة مثل المقاتلات الفضائية غير المأهولة. كما تسعى لتعزيز أسلحة جديدة مثل المدافع الكهرومغناطيسية والليزر والجسيمات، وهي تقنيات تدمج الذكاء الاصطناعي والتي كانت تعتبر في السابق محض خيال علمي.

لكن مع ذلك، تظل هناك شكوك لدى المحللين الغربيين حول القدرات الحقيقية للمقاتلة الصينية وتطوراتها المستقبلية، حيث يُشيرون إلى أن تصميمها المذهل بصرياً يثير التشابه مع المقاتلات الأسرع من الصوت في أفلام الخيال العلمي، وفقاً لموقع “أمن الدفاع في آسيا”.

إلى جانب المقاتلات، تطور الصين أيضاً قاذفة الجيل السادس الشبحية “إتش-20” (H-20)، التي تعد قفزة نوعية في قدراتها الإستراتيجية، حيث كانت تعتمد بشكل كبير على قاذفة “إتش-6” الروسية. المعلومات الأولية تشير إلى أن “إتش-20” تمتاز بقدرات التخفي والطيران لمسافات طويلة تصل إلى 8 آلاف كيلومتر، وحمولة تصل إلى 40 طناً من الأسلحة التقليدية والنووية، مما يعزز قدرتها على مواجهة الولايات المتحدة.

في 2022، كشفت الولايات المتحدة عن قاذفة “بي-21 رايدر” الشبحية من الجيل الجديد، التي أُجريت أولى رحلاتها في 2023، بهدف استبدال قاذفة “بي-2 سبيريت”، وهي القاذفة الأميركية الوحيدة القادرة على التخفي.

رغم الشكوك المستمرة حول الإنجازات العسكرية والتكنولوجية الصينية، فإن مقاتلة “الإمبراطور الأبيض- بي” وغيرها من الأسلحة المتطورة ترفع من وتيرة المنافسة في سباق الهيمنة الجوية بين الصين والولايات المتحدة، والذي يتشابك مع التوترات الاقتصادية والسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك قضايا تايوان وبحر الصين الجنوبي، ما يعكس التنافس العالمي على القيادة في المستقبل.

ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.defense-arabic.com بتاريخ:2024-11-17 13:07:00

Exit mobile version