الاستهلاك اليومي لمركب القهوة قد يساعد على إنقاص الوزن وتقليل الدهون

الكافيستول مركب طبيعي ثنائي التربين في القهوة، وخاصةً منها القهوة المخمرة بطرق لا تتطلب تصفيتها مثل القهوة المغلية، والتركية، والفرنسية، والإسبريسو.

يزيد المركب السابق من مذاق القهوة ورائحتها، وقد يضيف إليها بعض الفوائد الصحية أيضًا.

درس فريق من الباحثين الدنماركيين في السنوات الأخيرة تأثير مركب الكافيستول في حساسية الإنسولين وغيرها من المؤشرات الحيوية للصحة الاستقلابية. وقد أشارت نتائج أبحاثهم الأولية إلى أن الكافيستول الموجود في القهوة قد يقي من الإصابة بالسكري من النمط الثاني.

لاحظ الفريق في الدراسات الخلوية زيادة الكافيستول من إفراز الإنسولين وتعزيزه امتصاص الخلايا للغلوكوز، وحسّن مركب القهوة هذا حساسية الإنسولين لدى الفئران النموذجية المصابة بالسكري وساهم بتخفيض مستويات سكر الدم لديها.

درس فريق البحث أيضًا تأثير مركبي الكافيستول والقهويول لدى المشاركين في الدراسة الذين يعانون من البدانة في منطقة البطن والسكري من النمط الثاني.

وجد الباحثون أن مركبات القهوة السابقة ساعدت على خفض مستويات غلوكوز الدم، خاصةً لدى مرضى ضعف تحمل الغلوكوز أو الغلوكوز الصيامي أو السكري من النمط الثاني.

كان هدف الباحثين من تجربتهم العشوائية المضبوطة التي نشرت في صحيفة Nutrients، معرفة ما إذا كان مركب القهوة النقي يؤثر في حساسية الإنسولين ومقاومة الغلوكوز لدى الأشخاص الأصحاء ذوي محيط الخصر الكبير، الذي يعد بدوره عامل خطر للإصابة بالسكري.

تشير نتائج دراستهم الجديدة إلى أن تناول 6 ميلي غرامات من مركب القهوة الكافيستول مرتين يوميًا ولمدة 12 أسبوعًا قد ساعد على خسارة قليل من وزن الجسم من الشحوم، لكنه لم يفِد في تحسين حساسية الإنسولين أو مقاومة الغلوكوز لدى المشاركين.

تعيق بعض قيود الدراسة حصول الباحثين على نتائج مؤكدة وقاطعة، إلا أنها تشكل حجر أساس للأبحاث المستقبلية التي تسعى لدراسة دور مركب القهوة في الوقاية من السكري من النمط الثاني.

كيف يؤثر مركب القهوة الكافيستول في عوامل خطر السكري من النمط الثاني؟

تهدف التجربة العشوائية المضبوطة ثنائية التعمية التي يجريها الباحثون في الوقت الحالي إلى دراسة تأثير تناول المكملات الحاوية على الكافيستول لمدة 12 أسبوعًا في:

  •  حساسية الإنسولين.
  •  كيفية تعامل أنسولين الجسم مع الوجبات والمشروبات.
  •  توزع شحوم الجسم.
  •  المؤشرات الحيوية الاستقلابية الأخرى.

أجريت الدراسة في مركز طبي للسكري بمستشفى كلية آرهوس في الدنمارك.

تضمن البحث 40 رجلًا وامرأة بالغين ترواحت أعمارهم بين 25 إلى 78 عامًا، كما كان محيط خصرهم يعرضهم لخطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني، والذي يقدر بنحو:

  •  أكثر من 102 سم أو 40 بوصة لدى الرجال.
  •  أكثر من 88 سم أو 35 بوصة لدى الإناث.

لم تكن المشاركات في الدراسة من الحوامل ولا المرضعات، ولم يعاني أي من المشاركين من سكري النمط الثاني، أو قراءات لمعدل الهيموغلوبين أكثر من 6.5%، ولم يتلقوا أي علاج أو أدوية لداء السكري.

وزع الباحثون المشاركين عشوائيًا، حتى يتلقى نصفهم كبسولة تحوي 6 ميلي غرامات من مركب القهوة الكافيستول، أو تحوي دواء وهميًا، مرتين يوميًا على الفطور والعشاء ولمدة 12 أسبوعًا.

سُمح للمشاركين بشرب كميات غير محدودة من القهوة المصفاة المقطرة والقهوة سريعة الذوبان، التي تحوي كميات ضئيلة من مركب القهوة. لم يتمكنوا رغم ذلك من شرب أكثر من مشروب قهوة واحد غير مصفى، مثل القهوة الفرنسية، أو القهوة المغلية، أو الإسبريسو، وذلك لمرة واحدة يوميًا على طول مدة الدراسة.

راجع المشاركون مركز البحث في بداية الدراسة وفي مراحل مختلفة منها، إذ زُودوا بأجهزة لمراقبة غلوكوز الدم خاصتهم باستمرار، وأجهزة أخرى متنقلة لقياس ضغط دمهم على مدار 24 ساعة.

خضع المشاركون في مراحل متقدمة من الدراسة، وذلك قبل أن يبدؤوا بأخد الكبسولات لمدة 12 أسبوعًا، إلى اختبارات لفحص سكر الدم الصيامي، وفحوصات لقياس كمية الإنسولين بعد الوجبات، وتصوير دهون الجسم بالرنين المغناطيسي، واختبارات قياس الإنسولين.

أجرى فريق البحث بعد 6 أسابيع من تلقي المشاركين الكبسولات فحوصات لتقييم وظيفة الكبد والكلية لديهم، وذلك عن طريق أخذ عينات دم منهم.

قد يعزز مركب القهوة الكافيستول خسارة دهون الجسم وتحسين وزنه

يظن الباحثون أن تناول مركب القهوة لمدة 12 أسبوعًا قد يحسن حساسية الإنسولين وغيرها من المؤشرات الحيوية الاستقلابية.

تبين العكس لفريق البحث، إذ وجدوا أن تناول 6 ميلي غرامات من الكافيستول مرتين يوميًا لم يحسن حساسية الإنسولين ومقاومة الغلوكوز.

رغم ذلك، ساعد مركب القهوة على تخفيض وزن الجسم، وذلك مقارنة بالدواء الوهمي، إضافةً إلى تقليله الدهون الحشوية، وتخفيض أنزيم ينتجه الكبد يدعى غاما غلوتاميل ترانسفيراز بنسب قدرت بنحو 2%، و5%، و15% على الترتيب.

خسر المشاركون الذين تناولوا كبسولات مركب القهوة نحو 880 غرامًا من الوزن، بينما ازداد وزن الذين أخذوا الدواء الوهمي نحو 920 غرامًا. وانخفض مستوى الدهون أيضًا لدى من تناولوا مركب القهوة بنحو 400 ميلي متر وسطيًا.

تبين للفريق أن الكافيستول قد يؤثر في كيفية استقلاب الدهون داخل الجسم. سجل المشاركون الذي استهلكوا مركب القهوة مستويات أعلى من الأحماض الدهنية الحرة بعد تناولهم الكبسولات للمدة المطلوبة، ما قد يشير إلى زيادة غير مرغوبة في مقاومة الإنسولين في الأنسجة الدهنية.

لم يسجل الباحثون أي تغيرات مؤذية في الكبد والكليتين، لكن أحد الأشخاص كان مصابًا بداء وحيدات النوى المعدي عانى ارتفاع مستوى أحد أنزيمات الكبد. وقد واجه بعض المشاركين بضعة أعراض جانبية كالغازات، والغثيان، والبراز الرخو، والصداع معتدل الشدة.

تشير دراسة سابقة إلى أن مركب القهوة قد يزيد من مستويات الكوليسترول، وخاصةً منه البروتين الدهني منخفض الكثافة. لكن لم يغير تناول الكافيستول في هذه الدراسة مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو الكوليسترول الكلي، أو ضغط الدم، مشيرًا بذلك إلى أن هذه الجرعة من مركب القهوة غير كافية للوقاية من النوبات القلبية.

وضح الفريق أن نتائج الدراسات قد تساعدهم على تفسير الروابط المحتملة بين استهلاك القهوة وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني.

كيف يعزز مركب الكافيستول خسارة الوزن والصحة الاستقلابية؟

وضح الطبيب توماس هولاند الذي لم يشارك في الدراسة لصحيفة ميديكال نيوز توداي -وهو عالم وأستاذ مساعد في معهد راش للشيخوخة الصحية بجامعة راش في كلية العلوم الصحية- قائلًا: «تتمثل وظيفة مركب الكافيستول في تعزيز استقلاب الشحوم، ما يؤدي إلى خسارة الوزن وتقليل الدهون الحشوية».

وتابع: «قد تدل تأثيراته في أنزيمات الكبد مثل الـ غاما غلوتاميل ترانسفيراز على تحسن صحة الكبد، الذي له دور أساسي في الفعالية الاستقلابية عمومًا».

أشار الطبيب إلى أن تناول مركب القهوة بجرعات قليلة أو لفترات أقصر لم يملك تأثيرًا واضحًا على حساسية الإنسولين في الدراسة السابقة، وهذا ما قد يفسر قلة تأثيرات الكافيستول في استقلاب الغلوكوز داخل الجسم.

أشارت اختصاصية التغذية التي لم تشارك في الدراسة إليسا سيمبسون، وهي صاحبة مجلة قرار التغذية في مدينة فينكس، إلى تناقض نتائج الدراسة السابقة.

وأكدت ذلك بقولها: «يثير مركب القهوة القلق حول احتمال زيادته مقاومة الإنسولين، ومنه زيادة خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني، وذلك رغم فوائده في إنقاص الوزن وتقليل الدهون الحشوية».

هل يساعد شرب القهوة على الوقاية من الإصابة بالسكري؟

وضحت إليسا قائلة حول هذه المسألة: «لا تدعم نتائج الدراسات أهمية استهلاك الأفراد الأصحاء القهوة في سبيل الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني».

وقد أشارت رغم ذلك إلى ارتباط الاستهلاك المعتدل للقهوة، الذي يتمثل بكوبين أو ثلاثة يوميًا، مع تعزيز صحة القلب والاستقلاب. ونصحت إليسا محبي القهوة الذين يبحثون عن طريقة لتحصيل فوائدها باستهلاك القهوة العضوية غير المصفاة مثل القهوة الفرنسية، لأنها تحتفظ بمركبات نشطة بيولوجيًا مثل الكافيستول.
وقد أوصى الطبيب هولاند أيضًا بكل مما يأتي:

  •  تجنب إضافة السكر أو مبيضات القهوة عالية الدسم إلى القهوة، لأنها تزيد السعرات الحرارية والدهون غير الصحية فيها، ما قد يقلل من فوائدها الصحية المحتملة.
  •  شرب القهوة في فترة الصباح أو ما بعد الظهر، وذلك لتجنب حدوث اضطرابات النوم.
  •  طحن حبيبات البن في المنزل، ما يؤمن محتوى غذائي أعلى.
  •  الاستعانة بطرق تخمير القهوة التي لا تحتاج إلى أوراق التصفية، وذلك للحفاظ على المركبات المفيدة.

نصح الطبيب مرضى بعض الأمراض، وخصوصًا الاضطرابات القلبية وعدم انتظام ضربات القلب وأمراض المناعة الذاتية، باتخاذ الحيطة والحذر، إذ قد يزيد الكافيين أعراضهم سوءًا، وأشار إلى أن أولئك الذين يعانون أمراض المناعة الذاتية قد يكونون أكثر حساسية تجاه للكافيين ما قد يزيد من أعراض التعب والتوتر ومشاكل الجهاز الهضمي المرتبطة بالقولون العصبي.

اقرأ أيضًا:

هل تساعد القهوة على الوقاية من مرض باركنسون؟ الإجابة قد تكون نعم

لقد كنا جميعًا مخطئين! العلم يوضح الطريقة الصحيحة لطحن حبوب القهوة!

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: تمام طعمة

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

JOIN US AND FOLO

Telegram

Whatsapp channel

Nabd

Twitter

GOOGLE NEWS

tiktok

Facebook

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :www.ibelieveinsci.com بتاريخ:2024-11-02 00:17:00
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Exit mobile version